باريس من:سهير هدايت 331
آمال علاجية جديدة طرحها المؤتمر السنوي الاوروبي للقسطرة التداخلية الذي عقد في باريس مؤخرا, يأتي في مقدمتها طريقة جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم بالقسطرة.
رسم توضيحى لدعامة دوائية
وكي العصب السمبثاوي المتحكم في ارتفاع الضغط, وبالونات حديثة محملة بأدوية تمنع ارتجاع ضيق الشرايين التي عولجت, ودعامات حديثة تذوب وتختفي تماما بعد تركيبها ويبقي الشريان مفتوحا, ووسائل تصوير حديثة للشرايين بكاميرات ثلاثية الأبعاد تعطي رؤية أكثر وضوحا للطبيب وشفط الجلطة الحديثة بالقساطر المرشدة من داخل الشرايين.
واجمع العلماء ـ في هذا المؤتمر الذي حضره حوالي11 ألفا من أطباء القلب حول العالم, وفقا لما أكده وليم وينز وماري كلود مريس رئيسا المؤتمر ـ علي إمكانية أن يسهم العلاج الجيني خلال هذا العقد في حل مشاكل الحالات التي لاتستجيب للعلاج الدوائي أو التدخل بالقسطرة, وأن التطورات العلمية سوف تغير من طريقة علاج أمراض القلب, وأبرز ما تناولته المناقشات العلاقة بين شرايين الكلي وضغط الدم, حيث يؤثر انقباض هذه الشرايين علي تدفق الدم إلي الكلي, وبالتالي إفراز بعض الهرمونات المسئولة عن ارتفاع الضغط, والعصب المتحكم في هذه الانقباضات هو العصب السمبثاوي الذي يفرز مادة الادرايلين, وقد اكتشف العلماء إمكانية كي الأعصاب السمبثاوية المارة بجانب الشريان الكلوي والمغذية للكلي وتجعلها تفرز الهرمونات المؤدية لارتفاع ضغط الدم. ووفقا للدراسات الحديثة التي ناقشها المؤتمر, فإنه يمكن كي هذا العصب عن طريق القسطرة بطريقة تشبه إلي حد كبير كي الوصلات الكهربية, وذلك بإدخال قسطرة من الشريان الفخذي مرورا إلي شريان الكلي, ولايستغرق ذلك أكثر من نصف ساعة بعدها ينخفض الضغط تدريجيا بمقدار يبلغ25 ملليمترا في الضغط الانقباضي و15 ملليمترا في الضغط الانبساطي في مدة من3 إلي6 شهور.
ويوضح الدكتور خيري عبد الدايم أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس أن هذه الطريقة تستخدم في حالات ارتفاع ضغط الدم المزمن غير المستجيب للعلاج الدوائي, مشيرا إلي أن علاج ضغط الدم يتم بواسطة واحدة أو أكثر من مجموعات دوائية, وأن الضغط الأقل من160 عادة يستجيب لدواء واحد, ومابين160 إلي180 عادة يحتاج الي دواءين في قرص واحد, وعند180 يحتاج لأكثر من دواءين أو ثلاثة, ولكن هناك نسبة من المرضي لاتستجيب للعلاج الدوائي حتي مع استخدام ثلاثة أو أربعة أنواع من الأدوية, وهؤلاء المرضي هم الذين يحتاجون إلي الأسلوب الجديد بواسطة القسطرة, ومجموعة أخري من المرضي قد يحتاجون هذا الأسلوب لايمكنهم استخدام الأدوية لتعرضهم للمضاعفات والآثار الجانبية لها.
وقد تميز مؤتمر هذا العام بعقد جلسات متعددة تحت مسمي تعليم الطريقة المثلي للتدخل عن طريق القسطرة في حالات ضيق الشرايين وضيق الصمامات والعيوب الخلقية للقلب, خاصة الصمام الميترالي, بمشاركة خبراء من جميع انحاء العالم, ومنهم علماء من مصر, لمناقشة خبرة كل دولة في توسيع الصمامات, ومثل مصر الدكتور عادل الإتربي أستاذ امراض القلب بطب عين شمس, موضحا كيفية استخدام هذه الطريقة لتوسيع الصمام الميترالي, وشارحا الطرق المثلي للتعامل مع بعض أمراض القلب, نظرا لخبرة مصر في مجال ضيق الصمامات الناتجة عن روماتيزم القلب, وذلك عن طريق ثقب الحاجز بين الأذينين للتمكن من تمرير البالون وبالتالي توسيع الصمام الميترالي.
كما خصصت جلسة بين المجموعة المصرية والسعودية برئاسة الدكتور محمد صبحي أستاذ القلب ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب والدكتور محمد بلغيس أستاذ القلب بجدة, لمناقشة أحدث طرق التدخل في أمراض الشريان التاجي المركبة, وسبل التعامل مع أي مضاعفات قد تحدث أثناء توسيع الشرايين, مثل تمزق جدارن الشرايين, والانسداد الحاد للشريان وضيق الوصلات الوريدية المستخدمة في ترقيع الشرايين التاجية وانسداد الأفرع الجانبية للشرايين التاجية أثناء التوسيع, ويوضح الدكتور محمد صبحي أنها من أهم المضاعفات التي يقابلها طبيب القلب, وأن تفادي هذه المضاعفات التي قد تنشأ أثناء العلاج تعتمد علي كفاءة الطبيب وقدرته علي تفاديها واتخاذ القرار المناسب لكل حالة علي حدة.
كما ركزت الأبحاث علي نوعيات جديدة من الدعامات الدوائية تتميز بقدرتها علي التكيف مع الانحناءات الحادة للشرايين وتذوب تلقائيا خلال ستة شهور من تركيبها, وبالتالي تقل الحاجة إلي مضادات التجلط, كذلك تقل التهابات الشرايين والانسدادات, وهذه الدعامات تمنح المريض فرصة توسيع الشريان وتركيب دعامة دوائية مرة أخري في نفس الشريان, وفي نفس الوقت إجراء جراحات في المستقبل, وأكد الدكتور شريف الطوبجي أستاذ امراض القلب بقصر العيني نجاح الأساليب الجديدة في التغلب علي مشكلة عودة ضيق الشرايين وتوسيع الصمامات عن طريق تركيب الدعامات التي تذوب تلقائيا, وتصليح العيوب الخلقية من دون تدخل جراحي باستخدام مظلات بواسطة القساطر القلبية لغلق الثقوب الخلفية وبالتالي عودة المريض خلال48 ساعة الي المنزل, وتصوير الشرايين الطرفية والمخية والتاجية بالموجات الصوتية من داخل حجرات القلب والشرايين, وهي الطريقة التي يمكن عن طريقها تصوير مدي انتشار تصلب الشرايين مع التأكد من وضع الدعامات بالطريقة الصحيحة وفي المكان الصحيح, وأكد الدكتور مجدي الفونس استشاري القلب بمعهد القلب أهمية استخدام الدعامات الدوائية الجديدة التي لاتحتوي علي البوليمارpolimarfreebrace8 والتي تمنع حدوث الجلطات أو ارتجاع الضيق أو انسداد خاصة في مرضي السكر, حيث أن البوليمار كانت وظيفتها الأساسية حمل الدواء داخل الدعامة, واليوم أمكن الاستغناء عنها لأنها كانت تبقي كجسم غريب داخل الشرايين مدي الحياة.
ساحة النقاش