الإشـراف وأثـره في تفعيـل
حلقـات تحفيـظ الصغـار

بحث في الملتقى الدولي الثالث للقرآن الكريم بقسنطينة

إعداد:
الدكتـور رابـح دفـرور
قسم الشريعة بجامعة أدرار

 

 


أفريل 2010

 

 

 

 

بسم الله الرحمـان الرحيـم

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
يشهد واقع حلقات تحفيظ القرآن للصغار ومدارسه تباينا كبيرا، واختلافا كثيرا، كان له أثر سلبي على الارتقاء بعملية التحفيظ، وعلى استغلال أنجع المناهج المحققة لأحسن النتائج. ولعل من أسباب هذا الواقع العشوائية في وضع مناهج التحفيظ، حيث لم تراع الجوانب المنهجية والتربوية. والافتقار لدليل إرشادي يرسم الخطط العلمية المنهجية الناجعة لعملية التحفيظ، وانعدام تكوين وتأهيل القائمين على عملية تحفيظ الصغار.
وإن عملية الإشراف على حلقات التحفيظ ومدارسه تعد من أبرز المهام التربوية الإدارية التي تقلل من التباين والاختلاف، وتعمل على تحقيق أحسن النتائج في أوقات قياسية؛ ذلك لأنه من خلالها يوضع مخطط شامل لعملية التحفيظ في العديد من مدارس التحفيظ وحلقاته، ويعمل على المتابعة الميدانية قصد مراقبة تطبيق المناهج والطرق المتعلقة بالتحفيظ وفق المخطط المرسوم، كما يقوم برصد النتائج المتوصل إليها، ومطابقتها بالأهداف المسطرة مسبقا...
وتهدف هذه المداخلة إلى بيان مفهوم الإشراف على حلقات تحفيظ الصغار، وإبراز أهميته في تفعيل دورها، وترقية مستوى الحفظ لدى المنتسبين إليها، وبيان جملة الأهداف المتوخاة من هذه العملية، ومعرفة أهم الوسائل التي تعمل على إنجاحها. وكل ذلك من خلال المطالب الآتية:
- المطلب الأول: الإشراف على حلقات التحفيظ: مفهومه وأهميته.
- المطلب الثاني: أهداف الإشراف على حلقات التحفيظ.
- المطلب الثالث: مواصفات المشرف
- المطلب الرابع: وسائل الإشراف على حلقات التحفيظ.
.
.
.
.
المطلب الأول: الإشراف على حلقات التحفيظ: مفهومه وأهميته.
أولا: تعريف الإشراف
الإشراف لغة مصدر من أشرف بمعنى قارب، يقال: أشرف على الموت أي قاربه ، ويراد به أيضا الاطلاع من فوق، وتولي الشيء وتعهده .
ومن خلال هذا فإن الإشراف يشمل معنى مقاربة الشيء التي تفيد قرب المشرف من المشرف عليهم، كما تفيد أيضا معنى تولي الأمر ورعايته وتعهده حتى يقارب درجة الكمال أو يصل إليها.
وأما الإشراف اصطلاحا فقد تعددت تعاريفه، وتباينت مدلولاته، ولعل أقربها إلى التعريف اللغوي هو التعريف الذي ساقه الدكتور يحيى الغوثاني في قوله: "ويمكن أن يعرف الإشراف بأنه ملاحظة جهود العاملين بغية توجيهها الوجهة السليمة عن طريق الأوامر والتوجيهات الشفوية والمكتوبة" .
وهذا التعريف يبرز جملة من الحقائق في مفهوم الإشراف أهمها ما يلي:
1- الإشراف عبارة عن ملاحظات من مشرفين لهم كفاءة عالية، وخبرة كافية في المجال المشرف عليه.
2- الإشراف يتضمن عملية توجيه المشرف عليهم نحو الأهداف المنشودة وفق وسائل موضوعة لتحقيق الغرض.
3- من مقتضيات الإشراف تقديم الملاحظات في شكل شفوي أو مكتوب، وهذا ما يجعل الإشراف أحد المهام الإدارية التي تقوم بها الإدارة المسؤولة .
4- الإشراف يقوم على عملية التخطيط التربوي حيث ينبغي تحديد الأهداف أولا، وتعيين وسائلها المساعدة على تحقيقها، ووضع زمن محدد لإتمام العملية المقصودة من الإشراف.
وبناء على هذه الحقائق فإنه يمكن تعريف الإشراف على حلقات التحفيظ بأنه عملية تحطيطية تهدف إلى متابعة جهود معلمي القرآن ، وملاحظة خطواتها العملية ، وتوجيهها نحو الارتقاء بالتعليم القرآني عن طريق تعليمات وأوامر شفوية ومكتوبة يترتب على الأخذ بها تقويم عام المعلم . وكل هذا يتم ضمن مؤسسة تربوية أنشئت لغرض التعليم القرآني.
وبناء على هذا التعريف فإنه ينمكن تعريف المشرف على حلقات التحفيظ بأنه قائد ومخطط تربوي يعمل كمرشد ومستشار وموجه لمعلمي القرآن الكريم ، ومثير لنشاطهم وباعث لهممهم في محاولاتهم لتحسين عملية التحفيظ التربوية .

ثانيا : أهمية الإشراف على حلقات التحفيظ
تظهر أهمية الإشراف البالغة في كونه يعنى بالجوانب التالية:
1- يسهم الإشراف بشكل واضح وجلي في تأهيل المدرسين القائمين على عملية التعليم القرآني، ومساعدتهم على القيام بمهامهم الجسيمة التي لم تعد تنحصر في عملية التحفيظ فحسب بل تعدت إلى تدريس التفسير وعلوم القرآن ومحاولة فهم معاني القرآن ومعرفة بعض أسراره.
2- يسهم الإشراف في مساعدة معلمي القرآن على بلورة واختيار أحسن الطرق التربوية الحديثة، واستعمال أنجح وسائلها لأن مهمة المشرف فهم هذه التطورات ، وحسن الإفادة منها، وتعليمها للمعلمين ليمارسوها. وتظهر هذه الأهمية خاصة في ظل التطور المذهل والسريع الحاصل في مجال طرق التدريس ووسائله، وهو ما يجعل معلم القرآن عاجزا على اختيار الأنسب والأحسن لقلة معرفته بها.
3- الإشراف عملية تساعد على إتقان المعلمين لطرق التدريس الحديثة والتقليدية وينقل الخبرات والمهارات التربوية من المشرف على المعلم، ومن حلقة إلى أخرى.
4- الإشراف يعمل على تطوير وتجديد العملية التربوية ، ويذكي الحماس والهمة في نفوس المعلمين، وذلك من خلال المتابعة المستمرة ، والتقويم السليم، والملاحظات الايجابية، ومعالجة النقائص والعوائق في حينها، وتفعيل المنظومة التربوية في مدارس التحفيظ وحلقاته .

المطلب الثاني: أهداف الإشراف على حلقات التحفيظ.
إن الإشراف على حلقات التعليم ليس مقصودا لذته ، وإنما لما يحققه من أهداف وغايات جمة لا غنى عنها في العملية التربوية التي تقوم بها مؤسسات التعليم القرآني، ولعل من أبرز هذه الأهداف والغايات ما يلي:
أولا: يفيد الإشراف في تحديد جملة الأهداف العامة والتفصيلية التي يجب أن يهدف إليها التخطيط التربوي في المدارس القرآنية، كما يهدف إلى حسن توجيه الإمكانات المادية والبشرية نحو الأهداف المسطرة واستيعاب المدارس لها.
ثانيا: يهدف الإشراف إلى ضبط المدة الزمنية التي تحقق خلالها جملة الأهداف المرصودة، فالمشرف يضع الجدول الزمني لمساعدة المعلمين الذين يشرف عليهم وإنهاء تخريج الدفعات المعنية بالحفظ، على أن يتناول ذلك مدة الحفظ الأولي، ومدة المتابعة، ومدة لحفظ النهائي...
ثالثا: يهدف الإشراف إلى تحديد جملة الوسائل والطرق المساعدة على تحقيق الأهداف المرجوة، كما يهدف إلى تطويرها، والعمل على حسن استغلالها. كما يهدف إلى اقتناع المعلمين بضرورة التخلي عن تلك الوسائل التي ثبت فشلها وصار من الضروري تجاوزها إلى غيرها.
رابعا: يهدف الإشراف إلى استمرار عملية المتابعة والتقويم في ظل الإمكانات المتاحة والبيئة المستعملة، و يكشف من خلالها عن مدى تحقيق الأهداف،وعن جملة العوائق والصعوبات المواجهة، ومعرفة أسبابها، ويعمل على إيجاد البدائل والحلول لها.
خامسا: يهدف الإشراف إلى اختبار فعالية جملة الطرق والوسائل المستعملة ، والوقوف على مدى جدواها، في العملية التربوية، ومن خلال ذلك يمكن اعتمادها وتعميمها وتصديرها إن كانت فعالة، كما يمكن الاستغناء عنها إن كانت غير ذلك.
سادسا: يهدف الإشراف إلى الاستفادة الموسعة من خبرات المشرفين ، ومن كفاءاتهم العالية في ميدان التعليم القرآني، ويظهر ذلك من خلال وحدة الخطة التعليمية، وتوحيد الوسائل والأساليب، والرؤية الموحدة في التغلب على الصعوبات والعوائق، وتحقيق النتائج ذات النوعية في أوقات قياسية.
سابعا: يهدف الإشراف إلى تحسين العملية التربوية في المدارس القرآنية من خلال التوجيه الدائم للمدرسين والطلاب، والكشف عن جوانب العجز والنقص وعلاجها في حينها.
ثامنا: يهف الإشراف إلى تطوير الجانب الفني والأدائي لدى المدرسين المشرف عليهم، وتحسين أساليب التعليم لديهم.
تاسعا: يهدف الإشراف إلى اكتشاف جوانب القدرة لدى المدرسين، وتشجيعها لتصل إلى درجة الإبداع والتألق، والكشف عن جوانب القصور والضعف ومحاولة علاجها لكي لا تصير عائقا أمام سير الملية التربوية.

المطلب الثالث: مواصفات المشرف الناجح
إن الإشراف على حلقات التعليم القرآني وحقاته ليس بالمهمة السهلة الهينة وإنما هي مهمة شاقة تتطلب من القائم عليها أن يكون ذا شخصية قوية مهارة عالية وتكوينا واسعا وعملا دؤوبا... وإلا فان الإشراف لن يكون مجديا ولا فعالا، وربما أسهم في الرداءة بدلا من القضاء عليها. وجملة المواصفات التي تؤهل المشرف وتجعله قادرا على إدارة عملة بنجاح نجملها في نوعين من المواصفات، شخصية ذاتية، وأخرى علمية فنية، وتفصيل ذلك في ما يلي:
أولا: مواصفات المشرف الشخصية الذاتية
من المواصفات الشخصية الواجب توفرها في المشرف ليتمكن من القيام بمهمة الإشراف التربوي على حلقات التعليم القرآني ما يلي :
1- تقوى الله سبحانه ، وإخلاص النية له وحده ، ومراقبته في كل ما يصدر عنه من سلوك وما يلفظ به من قول، وما يخفق به قلبه من هوى وخاطرة، وما يساوره عقله من فكرة ، وألا يكون إشرافه طلبا لجاه أو منصب أو مال...
2- أن يكون سليما من العيوب اللغوية كالتأتأة والفأفأة ، طليق اللسان، مفصحا عن أفكاره ، قادرا على التواصل مع غيره بواسطة لغة سليمة معبرة.
3- أن يكون حسن المظهر ، أنيق اللباس، يعكس ذلك توازنا في شخصيته ، فيكون هذا عاملا مساعدا على تحبيب الناس فيه، ومبعدا عن النفرة منه.
4- أن يكون ذا شخصية متزنة ، تمتاز بالنضج العقلي ، والتوازن العاطفي، تراه يصدر القرار المناسب للموقف المناسب، فلا يميل بعاطفته تجاه أحد، ولا يقسو بمنطقه على آخر.
ثانيا: مواصفات المشرف العلمية الفنية
وهناك مواصفات أخرى تتطلبها المهمة التي يقوم بها المشرف من حيث الكفاءة العلمية والتأهل الجيد للإشراف نوردها في الآتي :
1- أن يكون المشرف ذا تخصص عال في القرآن وعلومه، كأن يكون حاصلا على درجة الماجستير أو الدكتوراه، وأن يكون حافظا لكتاب الله، مجودا له، مجازا عارفا بالقراءات: أصولها وفرشها، متواترها وشاذها. وينبغي تحقيق ذلك ما أمكن ، إذ قد يتعذر تحقيق وجود هذه المواصفات جمعها في مشرف ما، غير أنه إذا توفرت في أحد وجب تقديمه لمهمة الإشراف.
2- أن يكون ذا خبرة عالية في مجال الإقراء ، له دراية واسعة بأساليب التعليم القرآني وطرق التحفيظ ، وفنون التوجيه والإشراف، ولا يكفي لهذه المهمة من كان مبتدئا في مجال الإقراء، أو من كان لا يزال طالبا.
3- أن يكون المشرف قادرا على الإبداع والابتكار في عملية الإشراف، فيمكنه من خلال فطنته وذكائه أن يعثر على الحل الناجع المفيد لأي مشكلة تعترض طريق المعلمين، كما يمكنه أن يستنتج من خلال ملاحظاته ما يمكن أن يكون صوابا أو خطا في الممارسة التعليمية، كما يمكنه تطوير الأفكار وصياغتها في أطر عملية. وإن الشخصية الإبداعية من شانها أن تبتكر طرقا عملية فعالة، وأساليب متميزة في الأداء، كما يمكنها أن تطور المناهج بإعادة صياغتها بما يحقق النتائج المرجوة في أوقات قياسية.
4- أن يكون مجيدا لعملية التخطيط التربوي حيث يكون قادرا على تحديد الأهداف التربوية وتفهيفها للمدرسين، وأن يكون قادرا على تحديد جملة الوسائل والأساليب المساعدة على تحقيق تلك الأهداف، كما يمكنه أن يقوم بعملية التقويم للنتائج ، والحكم عليها حكما صحيحا.
5- أن يكون المشرف على علم واسع بأصول التدريس، ومهاراته، وطرقه، ملما بأحدث ما توصلت إليه الدراسات في مجال طرق البيداغوجيا، ووسائلها الحديثة، وله القدرة على استعمالها في مجال التعليم القرآني .

المطلب الرابع: أساليب الإشراف على حلقات التحفيظ.
للإشراف على حلقات التعليم القرآني أساليب شتى وطرق مختلفة ، كل منها يؤدي إلى هدف معين وغرض خاص يتطلبه موقف تعليمي دون الآخر، ولعل من أهم هذه الأساليب التي تسهم في إنجاح عملية الإشراف على حلقات التعليم القرآني ما يلي:
الأسلوب الأول: اللقاءات الفردية والجماعية
تعتبر اللقاءات بين المشرف والمدرسين في صورة فردية أو جماعية في شكل دوري من أهم الطرق التي تقربهم من بعض، وتوقف المشرف على حقيقة فهم المدرسين لأهداف المؤسسة التعليمية وكيفية الوصول إليها، حيث يتم خلالها مناقشة الأهداف المرجوة وطرق التدريس المعتمدة عندهم، والوسائل المستخدمة لديهم، والتعرف على مشاكل المدرسين عن قرب، وإبداء الآراء والمقترحات لحلها، ومن خلال الحوار والنقاش الدائر في هذه اللقاءات تنقل الخبرات والمهارات إلى المدرسين، كما تفيد اللقاءات في التعرف على المدرس شخصيا ومهنيا بشكل دقيق ومباشر.
الأسلوب الثاني: الزيارات الميدانية
ويراد بها تلك الزيارات التي يقوم بها المشرف إلى ميدان الحلقة الدراسية وقت انعقادها بغية معاينة كيفية سير عملة التعليم بها ، وهذا الأسلوب يمكن المشرف من مشاهدة المدرس وهو يؤدي مهمته التربوية، كما يمكنه من الوقوف على جوانب الضعف عنده، ويمكنه من ملاحظة أثر المعلم على طلابه، وقياس مدى تجاوبهم معه، ومعرفة كيفية استعماله لوسائل الإيضاح، ومدى تمكنه من استعمال الطرق التربوية أثناء عملية التعليم.
وتكون الزيارة ناجحة إذا اتصفت بما يلي:
1- تحديد الهدف التفصيلي من الزيارة الميدانية، وتهيئة الأجواء لإنجاحها، وينبغي ألا يكون الغرض منها محاسبة المدرس بل الوقوف على كفاءته، ومعرفة مدى تأهله لمهمته، ومساعدته على تجاوز العقبات التي تكتنفه.
2- تنوع الزيارات بحيث يكون بعضها معلن عنها، وبعضها الآخر يكون في صورة مفاجئة، بحيث يتمكن المشرف من الاطلاع الدقيق على كيفية سير الحلقة على كل حال. ومن معرفة مدى استعداد المدرس لمهمة التعليم.
3- تسجيل الملاحظات ، فان كانت إيجابية فتثمن ، وإن كانت سلبية يحذر منها، وينبغي اطلاع المدرس عليها في نهاية الحصة وينبغي أن يكون ذلك بمعزل عن الطلبة.
4- أن يبادر المشرف في بدية الزيارة بكلمة تحفيزية ، يشجع فيها المدرس على أداء مهمته بجد وإخلاص، ويثني عليه، ويرفع من قدره أمام طلبته، كما لا ينسى إن ينوه بالطلبة المتفوقين.
الأسلوب الثالث: الدورات التدريبية
وتقع بالتنسيق بين المشرف وإدارة المؤسسة ، حيث تقام دورات مكثفة ومغلقة خاصة بالمدرسين، وتهدف إلى تكميل نقص لوحظ لدى المدرسين، أو تأهيلهم وإكسابهم لطرق ووسائل جديدة في العملية التربوية تساعدهم على أداء دورهم بكفاءة عالية.
وقد تقسم الدورات إلى قسمين: أحدهما نظري يتم خلاله استعراض الأهداف التربوية والصفات الواجب توفرها في معلم القرآن، وكيفية عرضه لدرسه في الحلقة، والمشاكل التي يمكن أن تواجه المدرس وتعترض طريقه، وجملة الحلول الممكنة للقضاء على ذلك المشاكل، كما يعرض فيه أيضا كيفيات تقويم الطلاب بشكل سليم.
وقسم تطبيقي يعمل فيه على إعطاء دروس نموذجية يقوم بها المشرف أو كبار المدرسين، ويركز فيها على بيان كيفية تدارك النقص الملحوظ عند المدرسين عموما.
الأسلوب الرابع: النشرات التوجيهية
تعتبر النشرات التوجيهية التي يعدها المشرف من أهم أساليب الإشراف حيث يعمل المشرف على أن تتضمن جملة التوجهات التي يراها ضرورية للمدرسين، كما يمكن أن يضمنها خلاصة تجارب ناجحة عثر عليها، أو نظريات تربوية هامة اطلع عليها من خلال زياراته ومشاركاته في الندوات والمؤتمرات وقراءاته في ما استجد في ميدان الإشراف، كما يمكن أن تتضمن عرضا لبعض الأنشطة التربوية التي يمكن القيام بها، وعرض لجملة المراجع التربوية الحديثة التي تتضمن طرحا جديدا في مجال التدريس وطرقه وأساليبه...
الأسلوب الخامس: الندوات والمحاضرات
من الأساليب ذات الأهمية البالغة في مجال توعية المدرسين وتأهيلهم ورفع مستوى أدائهم التربوي عقد ندوات ومحاضرات دورية تعنى بالموضوعات التي يحتاج إليها المدرسون. ولكي تكون هذه المحاضرات ذات نفع أكثر ينبغي أن يؤطرها علماء ومتخصصون في التربية وطرق التدريس وعلمي الاجتماع والنفس...
الأسلوب السادس : البحوث التربوية
يعتبر إعداد بحوث نظرية في مجال طرق التدريس وتقويمها أحد العوامل المساعدة على النمو الفكري للمعلمين، وعلى زيادة خبراتهم وذلك بأن يقترح المشرف تدارك نواقص أو حل مشاكل متعلقة بالحلقات، ويطلب من بعض المدرسين البارزين الكتابة فيها لإفادة بقية المدرسين في تلافيها وعلاجها،كما يمكن أن يطلب من بعض المدرسين الذي يوجد لديهم قصور في بعض الجوانب التعليمية والتربوية كتابة بحوث في الموضوعات التي تنقصهم يناقشون فيها أسباب حدوث موضوع البحث ومظاهره وآثاره وسبل علاجه حيث من المتوقع أن ينتج عن ذلك دفعهم لتصور جوانب قصورهم تلك والتفكير بعمق والاطلاع على الكتابات والبحوث التعليمية والتربوية التي عالجتها مما سيكون له أفضل الأثر في تحسين مسيرتهم التربوية
الخــاتمـة

في نهاية هذا البحث نعرض أهم النتائج المتوصل إليها وهي:
أولا: يعتبر المشرف على حلقات التحفيظ قائدا ومخططا تربوي يعمل كمرشد ومستشار وموجه لمعلمي القرآن الكريم ، ومثير لنشاطهم وباعث لهممهم في محاولاتهم لتحسين عملية التحفيظ التربوية.
ثانيا: تتمثل أهم أهداف الإشراف في تحديد جملة الأهداف العامة والتفصيلية التي يجب أن يهدف إليها التخطيط التربوي في المدارس القرآنية، كما يهدف إلى حسن توجيه الإمكانات المادية والبشرية نحو الأهداف المسطرة واستيعاب المدارس لها. كما يهدف أيضا إلى اختبار فعالية جملة الطرق والوسائل المستعملة ، والوقوف على مدى جدواها، في العملية التربوية.
ثالثا: إن من أهم مواصفات المشرف الناجح أن يكون ذا تخصص عال في القرآن وعلومه، وأن يكون حافظا لكتاب الله، مجودا له، مجازا عارفا بالقراءات ، وأن يكون ذا خبرة عالية في مجال الإقراء ، له دراية واسعة بأساليب التعليم القرآني وطرق التحفيظ ، وأن يكون قادرا على الإبداع والابتكار في عملية الإشراف.
رابعا: تتمثل أهم أساليب الإشراف في اللقاءات الفردية والجماعية التي تعين على التعرف على المدرس شخصيا ومهنيا بشكل دقيق ومباشر. والزيارات الميدانية التي تمكن المشرف من مشاهدة المدرس وهو يؤدي مهمته التربوية، كما تمكنه من الوقوف على جوانب الضعف عنده، والدورات التدريبية التي تهدف إلى تكميل نقص لوحظ لدى المدرسين، أو تأهيلهم وإكسابهم طرقا ووسائل جديدة في العملية التربوية، والنشرات التوجيهية المتضمنة خلاصة تجارب ناجحة عثر عليها، أو نظريات تربوية هامة، وعقد الندوات والمحاضرات التي تسهم بشكل واضح في توعية المدرسين وتأهيلهم ورفع مستوى أدائهم التربوي، والتكليف بإعداد البحوث التربوية المساعدة على النمو الفكري لدى المعلمين.
ونخلص أخيرا إلى جملة التوصيات التالية:
أولا: ضرورة اعتماد مشرفين مؤهلين على حلقات التحفيظ في مدارس التعليم القرآني بقصد الارتقاء بمستواها التعليمي، وتوحيد خطة العمل بها، والإفادة من تجارب ناجحة في الميدان.
ثانيا: ضرورة الإفادة من الطرق التربوية الحديثة، وتكييفها مع مقتضيات التعليم القرآني.
ثالثا: ضرورة وضع دليل إرشادي من طرف المشرفين المؤهلين، وجعله في متناول المدرسين ليسترشدوا به أثناء أداء مهامهم التربوية.
رابعا:ضرورة عقد دورات تكوينية القصد منها تأهيل معلمي القرآن، والرفع من مستوى أدائهم لمهمة التعليم القرآني.
وصلى الله على سيدنا محمد.

 

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 3421 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,597,458