كتبت ـ عبير المليجي: 74
الطلاق وحش يهاجم العديد من البيوت يخاف منه الجميع ويتضرر منه الكثيرون, وأكثر ضحاياه هم الأطفال الأبرياء, وللأسف يكون أحيانا هو الحل الإيجابي الوحيد.. فيجب علي الكبار التعامل مع ذلك الوحش بحكمة حتي لا يبطش بالصغار.. لكن كيف.
تجيب د. مروي عبدالمجيد, مدرسة الطب النفسي بجامعة عين شمس, موضحة أن الطلاق له تبعات سيئة شديدة جدا علي الأطفال تتمثل في الاضطرابات النفسية المختلفة, ومنها الشعور بالقلق والخوف, وأحيانا التبول اللاإرادي, خاصة في سن ما قبل المدرسة, وعدم التكيف مع الآخرين, بالإضافة إلي أنه قد يصيب الطفل بحالات اكتئاب ويؤدي إلي التأخر الدراسي والسلوك العدواني لنفسه وللمحيطين به.. فاكتئاب الصغار يختلف عن اكتئاب الكبار الذي من أبرز أعراضه الحزن والبكاء.
والحالة النفسية السيئة التي يعانيها أي من الزوجين بعد الطلاق تنطبع علي الطفل مباشرة وتزيد من سلوكه العدواني, لذلك لابد أن يحاول كل طرف السيطرة علي انفعالاته وأحزانه واللجوء إلي المستشار النفسي إذا لزم الأمر, حتي يتخطي الجميع هذه الأزمة ويتغلبوا عليها. وتنبه د. مروي إلي أن الطلاق قد يكون في بعض الأحوال حلا إيجابيا لابد منه إذا كانت الأم تتعرض لعنف جسدي أو لفظي, أو أن البغض والكراهية وعدم الاحترام هو السائد في التعامل بين الوالدين, مما ينذر بخطر علي حياة الأطفال ونفسيتهم, وهنا علي كل طرف أن يتجنب تشويه صورة الآخر ويوضح لأطفاله دائما أن سبب عدم الاستمرار بينهما هو الحفاظ علي مصلحتهم ومساعدتهم علي تحمل مرحلة الطلاق وتفهم الوضع الجديد.
وفي حالة المشكلات القانونية يجب ألا نقحم فيها الأطفال أو نعتبرهم وسيلة ضغط لما لذلك من أثر بالغ السوء. وتضيف د. مروي: أنه لابد من دعم الطفل من كل المحيطين به, فيجب أن تكون المدرسة علي علم بانفصال الأبوين لما لها من دور فعال وإيجابي في تحفيز الطفل دراسيا وتقويم سلوكه العدواني ومساعدته علي تخطي الأزمة من خلال البعد عن ردود الأفعال النفسية تجاه عنف الطفل وعدم تأنيبه في حالة التأخر الدراسي أو التهكم عليه.
كما أن للجد والجدة أثرا مهما في حياة أحفادهما فعليهما احتواء الطفل وعدم رفضه لمجرد أنه يخص الطرف الآخر أو الإساءة لهذا الطرف أمامه, فالطفل يجب أن يكون بمنأي عن كل هذه المشكلات حتي نستطيع إيجاد جيل سوي بار بأهله محب لمجتمعه ولكل من حوله.
ساحة النقاش