التعليم الفني.. والتنمية البشرية والاقتصادية
36التعليم الفني أحد المداخل الأساسية للتنمية البشرية والاقتصادية, ولا جدال في أنه الوسيلة الفعالة للارتقاء بالحرفيين عبر تعليمهم وتدريبهم, ومن ثم يتم تأسيس الحرف اللازمة لتوفير عدد من الخدمات الأساسية التي تلبي احتياجات المواطنين.
ولذلك يتم وضع النظم التعليمية علي أسس علمية لهذه الحرف, وهنا قد يمكن الإشارة إلي أن ألمانيا تبدي اهتماما كبيرا بهذه النظم التعليمية, وتنقسم الدراسة في المعاهد الخاصة بتعليم الحرف إلي جانبين متلازمين, هما الجانب النظري والجانب العملي, وبمعني آخر تنقسم أيام الدراسة الأسبوعية الي ثلاثة أيام للدراسة النظرية, علي أن تخصص الأيام الثلاثة الأخري للدراسة العملية, ومن الجدير بالذكر, أن هذه المعاهد تشمل جميع الحرف الأساسية, ولايمكن لأي شخص أن يمارس أي حرفة إلا إذا كان قد تعلم وتدرب في هذه المعاهد, وحصل علي شهادة.
وقد حاولت مصر منذ سنوات التعاون مع ألمانيا في الأخذ بنظام هذه المعاهد, غير أن المؤشرات تفصح عن أن التطبيق المصري كان محدودا.
ومن ثم, فإن مصر بعد ثورة52 يناير تسعي لتطوير التعليم الفني في سياق تطلعها للنهوض بالوطن عبر تدريب قدرات المواطنين, ولذلك قد يكون من المهم تفعيل برنامج التعاون في التعليم الفني مع ألمانيا وغيرها من الدول ذات الخبرة والتجربة في هذا المجال, وما يتعين الإشارة إليه أن الحاجة ماسة لتفعيل برامج التعليم الفني في مصر نظرا لضرورته في توفير الحرفيين المدربين, وليس سرا أن بعض الحرفيين الذين لا يتلقون تعليما وتدريبا كافيا يتعثرون في أداء ما يكلفون به, وهو ما يثير شكاوي عديدة.
ولذلك, فإن الطريق إلي الارتقاء بالحرفيين يمر بالضرورة عبر الاهتمام بالتعليم الفني, وتوفير معاهده علي أسس علمية.
ساحة النقاش