منهجيات وتقنيات البحث التربوي

                                بقلم : د الوارث الحسن* / فجيج / المغرب     

أهداف الموضوع :

يهدف هذا الموضوع إلى تمكين الباحثين التربوين من اكتساب المنهجيات المعتمدة في كتابة البحث التربوي، وما يرتبط بها من تقنيات . وينتظر من الباحث أن يكون قادرا على :

-إدراك أهمية البحث التربوي.

-التعرف على المنهجيات وما يرتبط بها من مفاهيم.

-فهم الخطوات المنهجية المستخدمة في البحث التربوي.

-مناقشة الخطوات المنهجية الخاصة بكل منهجية.

-اكتساب هذه التقنيات المنهجية في معالجة القضايا التربوية.

-التعرف على العمليات الأساسية لإنجاز تدبير المشروع.

المضمون :

يوحي عنوان الموضوع إلى وجود تقنيات ومنهجيات متعددة في البحث التربوي . من ثم يمكن اعتبار البحث التربوي جزء من البحث العلمي، وهو إلى ذلك وسيلة للاستقصاء قصد الوصول إلى حقائق علمية واكتشاف أمور جديدة مع القيام بتصحيح أفكار وتطويرها لإعطائها آفاق أوسع وأرحب.

البحـث التربـوي وأهميتـه :

      إن البحث التربوي هو جزء لا يتجزأ من لحمة البحث العلمي، وبالتالي فهو وسيلة لاستقصاء حالة معينة أو مجموعة من المعلومات والحقائق ولذلك فالباحث يقوم بدراسة واقع معين أو حالة معينة للوصول إلى اكتشاف قوانين جديدة أو تطوير ما هو قائم وموجود، وعليه فالبحث التربوي هو عنصر أساسي للتنمية قوامه الاهداف التالية :

1- فهم وتفسير الوضعيات التربوية عن طريق الكشف عن أسبابها وكيفية حدوثها (مثل : الانقطاع عن الدراسة، الهدر المدرسي، الفشل، العنف ...).

2- معرفة واقع النظام التربوي من أجل تطويره وتأهيله لتحقيق أدواره التنموية (مثل  فكرة إصلاح المنظومة التربوية)، حيث تمت العملية عبر مرحلتين :

أ- تشخيص المنظومة : المشاكل، النقص ...

ب- اقتراح الحلول : الميثاق التربوي كاقتراح.

3- تشخيص جوانب الضعف والقوة في النظام التربوي.

           المسائل الجيدة                      الأخرى الناقصة

 

              الدعــم              تجاوزها وإعطاء البدائل.

4- تطوير واقع الممارسة التعليمية.

5- ربط الممارسة التربوية بالمحيط.

بالإضافة إلى هذا، تأسيس العمل التربوي على أسس عقلانية منطقية. وبالتالي فالبحث التربوي في نظرنا يحتاج إلى منهجيات وتقنيات تنظيمية وقد حددها الدارسون في منهجيتين

I- منهجية دراسة الحالة (L’étude du cas).

وهي المنهجية التي تهتم بدراسة وضعية أو حالة أو مشكلة ملموسة، من أجل فهمها وتحليلها تحليلا علميا، واقتراح حلول ممكنة و لها ثلاثة اصول نظرية و منها :

*نظرية الجشطالة : وتعطي الاهتمام بالكلي قبل الجزئي.

*التحليل النفسي (فرويد) : ويهتم بدراسة مفهوم اللاشعور.

*البحث الاجتماعي (كورث لوين) : ويبحث في دينامية الجماعات الصغرى من خلال دراسة العصابات (المواصفات، القائد، التحكم، العلاقات ...).

أما المزايا من منهجية دراسة الحالة فهي كثيرة ومنها :

-التشخيص : للتعرف بشكل دقيق على الحالة، ومختلف العوامل المؤدية إلى وضعية معينة، وتكوين تصور شامل حولها قصد إيجاد الحلول المناسبة (العزوف عن الدراسة مثلا ...).

-الواقعية : تهتم بدراسة الوقائع والحقائق الملموسة (الوضعيات الحقيقية).

-التفكير المنهجي : من خلال التركيز على جملة من المعطيات المنظمة.

-البحث عن التفسيرات الممكنة للحالة، واقتراح الحلول الممكنة على أن هذه المنهجية أحيانا لا تكفي لوحدها  لتشخيص الحالة، وبالتالي فهي تحتاج إلى تقنيات أخرى .

- علاقة منهجية دراسة الحالة بتقنيات البحث الأخرى :

أ-منهجية المسح : دراسة الظروف الاجتماعية والسياسية في مجتمع معين قصد الوقوف على جملة من الحقائق واستخلاص عدة حلول.

ب- البحث الوثائقي : بمعنى الاشتغال على جملة من الوثائق والمخطوطات سواء كانت مكتوبة أو مصورة ...

ج- المناهج الإحصائية : تساعد على الوصول إلى جملة من الأرقام.

و لدراسة الحالة ، نستعرض عدة خطوات منهجية ومنها :

الخطـوة الأولـى :

-انتقاء الحالة : وتتم عبر تحديد المشكلة (عامة / جزئية) ونوع السلوك المطلوب دراسته من خلال استخراج المتغيرات وجردها وتحليلها.

-تحديد المفاهيم والفروض العلمية (الفرضيات) والتأكد من البيانات والمعطيات.

-اختيار العينة الممثلة للحالة.

-تحديد وسائل جمع المعطيات (الاستبيان /الاستمارة كأداة استقصائية) (المقابلة / الاستجواب المباشر) (الملاحظة عبر شبكة محددة للتحليل) (الوثائق/ إحصائيات، بيانات، السجلات، ...).

الخطـوة الثانيـة :

-تجميع المعطيات وتحليلها، بمعنى اكتشاف مكونات الحالة وتتبع خطوات تحليلها.

الخطـوة الثالثـة :

-عرض الحالة وتوضيح مظاهرها وأشكالها.

الخطـوة الرابعـة :

-البحث عن الأسباب ومناقشتها في مختلف أبعادها (الاجتماعية والنفسية والاقتصادية).

الخطوة الخامسة والأخيرة :

-اقتراح الحلول الممكنة والأكثر ملائمة.

ورغم هذا وذاك، فإن دراسة الحالة بهذه التقنيات وبتلك المنهجية تبقى محط انتقاد من قبل المنظرين الجدد، حيث هناك من ينتقدها ويقلل من شأنها و هذه اهمها :

الانتقادات الموجهة لمنهجية دراسة الحالة :

إن هذه المنهجية تميل إلى :

*الذاتية : حيث التدخل الشخصي في الاختيار وتجميع المعطيات واستقائها.

*عدم صحة المعطيات من خلال الوسائل المعتمدة (الاستمارات الموجهة المقابلات ...).

*صعوبة تعميم النتائج.

وعلى الرغم من هذه الانتقادات يبدو في الأخيرأن هذه المنهجية تبقى الأكثر تداولا واستعمالا في الدراسات التربوية والاجتماعية بل وأكثر فعالية في الحقل التربوي.

                                                                               و الله الموفق

*-  أستـاذ باحث

[email protected]

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 695 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,598,106