كتبت ـ سامية أبوالنصر:
اظهرت إحصائيات منظمة اليونسكو ان نصف المواد المعروضة علي شبكات التليفزيون العربية بلغات اجنبية وخطورة تلك المواد ـ بالإضافة لما تحمله من قيم وتقاليد تتنافي مع قيم وتقاليد مجتمعاتنا ـ أن أغلبها يبث بغير ترجمة, فيصبح الطفل أسيرا للصورة. وان66% من برامج الأطفال تبث بلغاتها الأجنبية.
وأكدت الدراسات العلمية أن:29.6% من الأفلام التي تعرض في الفضائيات تتناول موضوعات جنسية وأن4.72% منها تتناول الجريمة و15% منها تدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف, وهذا يفسر ما أحدثته العولمة الثقافية التي تحاول اقتلاع الخصوصية الثقافية من جذورها; لتغرس بدلا منها ثقافات وافدة.. عن هذا الموضوع يحدثنا د. محمود اسماعيل أستاذ ورئيس قسم الاعلام وثقافة الأطفال بجامعة عين شمس موضحا أن الفضائيات تجذب الأطفال الأمر الذي يجعلهم ينصرفون عن برامج قنواتهم الوطنية التي تتسم بالملل, ولذلك يتجه الأطفال إلي القنوات الفضائية الأجنبية( يوجد نحو60 قنوات أجنبية مقابل ست قنوات عربية) وتتمثل خطورتها في الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل أمامها, مما يدخله دائرة إدمان المشاهدة.. ويتعرض الطفل ايضا إلي بعض الاضطرابات نتيجة طول فترة المشاهدة, مثل اضطرابات التغذية, حيث إن بعض هؤلاء الأطفال يكون لديهم زيادة في الوزن نتيجة الشره العصبي للأكل.. وأيضا اضطرابات النوم والكوابيس التي يتعرضون لها نتيجة مشاهدتهم لأفلام العنف والرعب قبل الذهاب إلي النوم, بالإضافة إلي بعض المشكلات الصحية التي تتعلق بضعف الإبصار وتشوهات القوام نتيجة الجلوس أمام التليفزيون بطريقة خاطئة, كما تؤثر هذه البرامج علي تحصيلهم الدراسي ويصبحون أكثر ميلا إلي السلوك العدواني وإلي فقدان التوازن النفسي وتفتيت ثقافتهم وتشويش نظام القيم لديهم, بحيث يسهل اقتلاع جذورهم الثقافية ليحل محلها نوع من الأفكار وثقافة الاستهلاك المعتمدة علي الصوت والصورة, وكل هذا أدي إلي طمس الهوية القومية. أما مجلات الأطفال فهي تساعدهم علي تنمية مواهبهم, كالرسم والخط وتزويدهم بالأخبار, علاوة علي تزويدهم بالمعلومات الدينية والثقافية, عن مجتمعهم ووطنهم والعالم وتدريبهم علي النقد والتحليل وتعويدهم علي الاهتمام بالقراءة والمطالعة, كما أن القصة التاريخية تترك للطفل طابعا مميزا, فهي تزوده بالمعرفة التاريخية ومعرفة الشخصيات التي لعبت دورا مؤثرافي التاريخ.
ساحة النقاش