دراسة نقدية حول قصيدة النثر فى الإمارات

الأربعاء، 6 أبريل 2011 - 10:31

كتاب "مفتاح الريبة: قراءة فى التجربة الشعرية لأحمد العسم"

كتب بلال رمضان

<!-- AddThis Button BEGIN --> <!-- AddThis Button END -->

صدر عن دار كنعان فى دمشق، سوريا، كتاب جديد بعنوان "مفتاح الريبة: قراءة فى التجربة الشعرية لأحمد العسم" لمؤلفه الشاعر والناقد الفلسطينى سامح كعوش، ويقع الكتاب فى مائتى صفحة من القطع الوسط، ولوحة الغلاف للفنانة التشكيلية الإماراتية سمية السويدى.

يستهل كعوش كتابه بعبارة "الريبةُ مفتاحٌ سرىٌّ" من النص الشعرى للشاعر الإماراتى أحمد عيسى العسم، الذى يعد أحد أبرز رواد قصيدة النثر فى الإمارات، إلى جانب شعراء كبار أمثال حبيب الصايغ، ظبية خميس، عبد الله السبب، هاشم المعلم، وآخرين.

ويشير كعوش فى كتابه إلى أن الشاعر أحمد العسم يخلص للغياب كسمة من سمات قصيدة النثر فى الإمارات، لأنه يخلع عن ذاته ملامحها وصفاتها، ويحرق صورته الأولى، ليصير ذاتاً بصفات كونية غير قريبة، فهو مخترقٌ للحاضر بالتعثر والرفض من قبل الآخرين، "أن يُفرد إفرادَ البعير المعبّد" كما طرفة بن العبد، أو يحلّق بهالة لا حالة، كما فى سفر شخصيات دانتى فى الكوميديا الإلهية واختراق طبقات الجحيم بالاحتراق وصيرورة الصورة إلى تقاطيع فى الرماد، فالعسم يحقق بسمة الغياب أو إمّحاء الذات تجاوزاً لنمط الكتابة القديم، ليصير أقرب إلى الحياة، أكثر حضوراً فى الطرقات.

ويقول سامح كعوش فى الفصل الثانى من الكتاب "قصيدة النثر فى الإمارات: نبوءة الشرخ"، والذى يسبقه مقدمة تحليلية لظروف نشأة قصيدة النثر عربياً وعالمياً، واستعراض لأهم آراء كبار المنظرين حولها من سوزان برنار إلى يوسف الخال وأنسى الحاج وأدونيس وغيرهم، "إن الشاعر أحمد العسم يبدأ نبأَ الشعر ونبوءته بالإعلان عن انفصامٍ وشرخ عظيمين، فهو يقف فى موقف الشعر ضد الموروث الذى يرتّب أشياء الحياة كمدينة فاضلة بلا دنس، يرتّبها كطبق حبّ على مائدة الزواج أو الارتباط المرضى عنه مجتمعياً، ليعلى نبأ الارتباط غير الشرعى لقصيدة النثر بكل ما هو مقموع وممنوع، فها هو العسم يرمى بجسده فى فضاء التجاوز للعادات القديمة، والعلاقات القديمة، يرتضى لنفسه علاقة آثمة مع العرافات "الكاذبات ولو صدقنَ" ليمارسن الخطيئة، ويصير هو ضحية إناث البغاء دونما إرادة فى القبول أو الممانعة، لأنها قصيدة النثر التى تنادى بالهلامية والهامشية والخواء أولاً، ثم بها يتسع قلب الشاعر الذى اتسعت أحداقه قبلاً دونما رغبة، يقف بالحلم والهذيان، عنيداً دون خوف، واثقاً من مراده فى الشعر والحياة، معدداً مفرداته واحدةً لكل سطر، مردداً صلاة كاهنٍ فى أعلى جبلٍ فى رأس الخيمة، قريباً إلى الغيمة، يقول فى نصه "نبوءة الشرخ" من مجموعته "الفائض من الرف":
"تركتُ جسدى للعرافات
يمارسن خطيئتهنّ عليه
أحداقى تتسع دون رغبة
إلا أن حلمى يقف عنيداً
دون خوف".

ويضيف كعوش "مع ما سبق، إلا أن تساؤل الشعر لا تساؤل الشكل فى تجربة العسم هو الأكثر إلحاحاً، فهو يتكلم بلسان الجماعة/ جماعة شعراء قصيدة النثر فى الإمارات، وينطق بمأثور تساؤلاتهم الوجودية المزمنة كمرض لا شفاء منه، إلا أنها النبوءة التى تتحقق بالهذيان والصراخ المجنون، بالهلوسة، بالنزف الشعرى الذى يملأ حقائب الشعر بكتابات على البياض، لأن قلوب أصحابه حانات يرتادها النسيان".

ويختم سامح كعوش بقوله "إذاً هو التمرد لا على الشكل فقط بل فى المضمون انزياحاً مطلقاً عن كلّ ما تعارف عليه الشعراء والمجتمع سابقاً، وانحيازاً مطلقاً إلى الشعرية دون سواها فى القصيدة، بالإيماء كحركة لغةٍ وانزياح كائن موجود نحو تشكّل جديد مغاير".

يذكر أن "مفتاح الريبة: قراءة فى التجربة الشعرية لأحمد العسم" هو الكتاب النقدى الرابع بعد كتاب "سؤال المفردة والدلالة" عام 2008، "رؤى وردة المعنى" عام 2009، و"تحولات الرمل: قراءة فى التجربة الروائية لعلى أبو الريش" عام 2010.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 106 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,641