بقلم: د محمد حسن رسمي
نجحت الثورة وبقي تحصينها وحمايتها ضد اعدائها ومن نفسها ربما من شدة قلق اصحابها عليها, ولكن الاهم ان نجني ثمارها لتصل مصر الي بر الامان.. حرية وعدل وديمقراطية وحب وانتماء وتضحية وعطاء الاخلاق هي تاجها والاخلاص هي عنوانها العريض ولكي نجني الثمار هناك علامات علي الطريق من الواجب عرضها:
1ـ ان الثورة هي عملية مستمرة تتحقق كاملة عندما يتغير داخل الانسان المصري قبل خارجه, الجد قبل الهزل الانتاج قبل الاستهلاك, التوكل قبل التواكل, الصدق قبل الكذب, الحقيقة قبل الزيف, الحب قبل الكراهية, الاخلاص قبل النفاق, الانتماء قبل الانزواء ومصر قبل الأنا.
2ـ انه في علوم اتخاذ القرار وفي واقع التطبيق لايوجد حل امثل مطلق, ولكن توجد حلول تفاوضية او توافقية مرضية لجميع الاطراف إما الحلول ذات الاتجاه الواحد فهي حلول ديكتاتورية.
3 ـ ان للانتصار ثقافة وللهزيمة ثقافة وللمظاهرات ثقافة وللاعتصامات ثقافة وللحرية والديمقراطية ثقافة, والجهل بهذه الثقافات تؤدي الي فوضي حتي ولو كانت الاهداف نبيلة.
4 ـ الان ثورة الشباب هي ثورة منفردة علي مستوي العالم ابهرت العالم كله ومن ثم فإن المحافظة علي نموذجيتها امر حتمي, وعليه فإن محاولات توجيهها لتصفية حسابات او لانتهاز فرصة امر مرفوض. ان تلك الثورة يجب ان تعطي المثل للشعب وللعالم في كيفية ادارتها للامور عندما نصبت نفسها ممثلا للشعب وتصرفت علي عكس اداء النظام المؤسف. ان كتب التاريخ سوف تذكرها بشرط ان تظل بيضاء ديمقراطية عادلة رشيدة ترتقي بداخل الانسان قل خارجه, موقع عليها صنع في مصر العظيمة وبرجالها المخلصين فقط.
5 ـ ان موجة الشك والريبة وفقدان الثقة المتبادلة بين اطراف الوطن وانطلاق الشائعات الطائشة غير المسئولة يخلق بيئة مريضة مضطربة تعوق نجاح الثورة بل تضعفها انه تشوش علي التفكير وتفقد الثقة بكل الثوابت وتلقي بالتهم الجزافية علي الجميع انها تصل بالمجتمع الي التفتت والتشكك والفوضي.
6 ـ ان الانقلاب الحاد المفاجئ وتغير الالوان وتعدد الاقنعة للشخصية الواحدة وركوب الموجة وكل موجة وادعاء العلم بالحقائق وبالمعرفة والحديث في كل شيء وأي شيء ومحاولات انتهاز الفرصة واخذ نصيب من التورتة جعل الفضائيات والصحافة ومنابر الرأي سيركا فوضوي تدمع العيون ويدمي القلوب و يشتت الفكر والرأي ويساهم بفاعلية في تشويه صورة الأمة ومن قبلها الثورة.
ان الانفلات الامني والانفلات الاخلاقي وادعاء الوصاية المفرطة إلي حد الديكتاتورية يقابلها موافقات مفرطة يفقد الامان والطمأنينة للإنسان وقيمة الانتماء لهذا الوطن ومن ثم الشعب ينهش في رصيد الثورة ولايدعمها.
7 ـ ان عودة الحسم والضبط والاحترام والثقة وبقوة إلي الشارع لحماية الأفراد والموارد والمؤسسات اصبح اولوية أولي مطلقة. ان الشرفاء من الأمة يجب ان يسهموا ويدعموا ويساندوا الشرطة والقانون إلي عودة الثقة اليهما والرجوع إلي الشارع فلا يعقل ان تكون هناك دولة بلا شرطة ولاقانون إلا في دول الغاب.
8 ـ ان المناهضين للثورة عديدون بعضهم من داخل مصر وبعضهم من خارجها والله والعقل والحكمة خير حاميها.
وأخطر تهديداتها استمرار المظاهرات العشوائية والاعتصامات الفئوية والبلطجية المنفرطة والفاجرة بمختلف صورها الهمجية, ان ذلك الاستمرار يساعد اعداء الثورة لاجهاضها وبالذات عندما تتحول تلك الممارسات إلي سلوك غير رشيد وغير مسئول يصل بالدولة إلي حالة من الفوضي ان فرصة نجاح الثورة تأتي من توفير الأمان والاستقرار ودوران عجلة الإنتاج والاقتصاد والتنمية لتوفير البيئة الصحية للقادة ليكملوا المشوار.
9 ـ ان تحقق كسر حاجز الخوف لايعني انتهاك مفاهيم الحرية الرشيدة ولاضرب الديمقراطية المسئولة ولا امتهان الاخلاقيات والقيم والثوابت ولاكسر اطر القوانين والانضباط انه خطر قادم داهم علي الامة ما لم توضع له الضوابط.
10 ـ ان تدمير المؤسسات الحكومية الحساسة والخاصة والاعتداء علي كوادرها مهما كان السبب امر غير مبرر بل فوضوي ويسيء الي الثورة, إنها وكل مافيها من مستندات وموارد ملك الدولة والمعالجة يجب ان تتم بالقنوات الشرعية لمصلحة الشعب انني لا افهم لمصلحة من تدمير كل البنية التحتية للاجهزة الامنية وغيرها من المؤسسات.
11 ـ ان أي محاولة لإدخال البلاد في اطراف وصية واخري موصي عليهم او فريق مع,و آخر ضد أو مجموعة ميدان التحرير ومجموعة مصطفي محمود, أو شباب وشيوخ أو مسلمين ومسيحيين أو مسلمين وآخرين أكثر إسلاما سوف يؤدي بالبلاد إلي التفرقة والفتنة, انه شعب واحد هدفه الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وان اختلفوا في كيفية تحقيق الهدف الواحد والعبرة بالإخلاص المطلق.
12 ـ احذروا هدم الاعراف ونظم وكيانات التعليم والأديان أو التشكيك فيهم إنهم قلعة الثوابت والقيم وقاطرة الأمل.
آخر الحديث.. القارب واحد وممتطيه كثيرون والمحيط هائج وكبير.. فإن توحد راكبوه مخلصين ضد الفساد والبلطجة وصل القارب إلي شاطئ الأمان.. وان تفرقوا كان الله في عون الوطن.
ساحة النقاش