استقالة أستاذ جامعة

  بقلم   خالد منتصر    ٧/ ٣/ ٢٠١١

■ مَنْ المستفيد من حرق ملفات أمن الدولة؟ مَنْ الذى فتح السجون فى نفس اللحظة وحرق أقسام الشرطة فى نفس التوقيت؟ مَنْ المستفيد من الفوضى؟ هذه أسئلة لا تقل أهمية عن أسئلة أخرى تطرح بإلحاح مثل، من هو مدبر ومخطط موقعة الجمل، أو أين هى أموال وأرصدة مبارك وعز والمغربى؟ لابد أن نطرح الأسئلة جميعاً ولا نتغافل عن سؤال لصالح سؤال آخر، فالأسئلة كلها مهمة وتؤدى إلى سلسلة مترابطة، إعادة هيكلة جهاز أمن الدولة وتغيير سياساته لا يعنى أن نحرق ملفاته،

 فمن المؤكد أن هناك ملفات مهمة فى هذا الجهاز، من المؤكد أن هناك معلومات وأسراراً تنفع فى رسم خريطة الدفاع عن أمن هذا الوطن فى المستقبل، نعم كان هناك بطش، وكان هناك تعذيب، وكان هناك افتراء، ولكن من المؤكد أنه من ضمن هذه الملفات ما يحكى عن مؤامرات تحاك ضد مصر، ودسائس تدبر ضد الوطن، وكلها لها أوراق ووثائق وبصمات، فنحن لا نعيش فى سويسرا أو فى بلاد واق الواق، الجهة التى تعرف الصالح من الطالح فى هذه الأوراق هى جهة القضاء وليست جهة المتظاهرين الذين يذهبون إلى هناك ويقتحمون المقار ويحرقون الملفات مثلما حرقوا ملفات محكمة الجلاء التى لم تعذب أحداً ولم تكن لديها زنازين أو سراديب! لابد أن نطرح كل الأسئلة بنفس درجة الحماس.

■ لا أعرف هل سيظل وزير الصحة فى موقعه أم لا عند نشر هذه السطور! المهم أن طابور انتظار مرضى الكبد الذين يعالجون بالإنترفيرون يتراكم ويمتد، والمصيبة أن المريض الذى يأخذ عشرين حقنة يذهب لتجديد طلب العلاج على نفقة الدولة فيتم الامضاء على الطلب بعد شهور، تكون قد فاتته الحقنة الواحد وعشرين والاتنين وعشرين... إلخ، وهذا فى عرف الطب ومنطق العلاج تهريج وتضييع وقت، وكأن المريض يتناول جرعات ماء أو زجاجة بيبسى! يضطر المريض إلى إعادة الكورس من البداية، ومن المربع رقم ١ كما كنت!، هذا إهدار لمال الدولة وسحق لصحة وكرامة المريض.

■ إلى كل متشبث بوظيفة حكومية أو جامعية لن يستطيع أن يعطيها حقها فى المستقبل بسبب سفره خارج البلاد أو بسبب انشغاله فى القطاع الخاص فى الداخل أرجوك كن صريحاً مع نفسك وارحل مثلما رحلت أنا اليوم! هذا سطر من رسالة أرسلها د. حاتم أيمن توفيق، مدرس العيون بطب عين شمس، يشرح فيها لماذا قدم استقالته أمس الأول، يقول د. حاتم فى استقالته التى قدمها لرئيس القسم: «فكرة الاستقالة تراودنى منذ بدايات الثورة، فالإنسان موقف ورأى، والمعضلة أن الثورة وضعتنى فى مأزق حرج لا خروج منه فهل سأستطيع أن أؤدى واجبى فى القسم على الوجه الذى أبتغيه فى مرحلة ما بعد الثورة؟»، ويقول أيضاً: «وليس هناك حل لتراجع دور الجامعة إلا عمل كوادر مالية جديدة لأعضاء هيئات التدريس لحثهم على الإخلاص فى عملهم الجامعى بشقيه البحثى والتعليمى، ولن يتأتى هذا إلا بتقليص الأعداد الغفيرة من البطالة المقنعة بالجامعة، ولذا فقد قررت أن أبدأ بنفسى وأتقدم إليكم باستقالتى النهائية من عملى بالجامعة آملاً أن يحذو حذوى من لا يجد فى نفسه القدرة على العطاء داخل حرم الجامعة».

[email protected]

ملحوظة :

هذه رسالة إلى

إلى رؤساء الجامعات

الدكتورة سلوى

يا من تتولون السلطة

عذرا فسواكم عطشان

أيام تمضي على الكرسي

وسواكم حائر ولهان

لا يجد الفرصة كي يخطو

أو يشعر أنه إنسان

جاهد كي يصل إلى المنصب

لا يشعر يوما بهوان

وخيوط الذل تطـارده

وتقـول مكانك للآن

لم يُرسم أبدا في الصخر

لم يوجد أيضا في مكان

الكرسي مُنصَّبُ صاحبه

ويقول مكانك شغلان

برجال صادقة الخبرة

لم تعرف يوما خذلان

والقبر مصير من اقترب

ويريد المنصب بأمان

أتريد لتقسم لقمتنا

والربح يقاسمه اثنان

ولدي سيصر على الكرسي

وسيكمل يوما سلطان

والجاه مصير مسيرتنا

فضلا عن حب السلطان

أفأنت تكون لنا خصما

كلا فطريقك خذلان

كلا فنداك بني وطني

لن يصبح يوما أكفان

أتريد لتأخذ سلطتنا

وتقول بأنك ذو شان

أين الأسياد إذا امتلكت

سلطتنا هذي الجرذان

جرذان تمضي على الأرض

وتريد حصانة وتهان

هل يعقل أن تخلو منا

في السلطة هذي البلدان

ويجيء غريب كي يأخذ

منا سلطات الأوطان

يا هذا السيد لا تعجل

وترفق يوما بمهان

إنا نرجوك بأن تنظر

لشباب في القهر مهان

ويضيع العمر بلا أمل

لم يثبت يوما بمكان

فمكانك بعد الستين

موجود دون الشبان

هل يعقل أن تأخذ منصب

من شاب حمل الأكفان

لا تقتل شابا قد يحلم

بعروس تلبس تيجان

قد يحلم بالابن ينادي

أبتي سيكون لي شان

أو يحلم بالمنزل روضة

ستفوح بذكر الرحمن

أحلام قد تكثر حقا

وتدور بخلد النشوان

يصدمها وجودك بالمنصب

وتُحطَّمُ من كل مكان

انظر من نافذة أوسع

لتراه حفيدك حيران

يلهث كي يصل إلى المنصب

يخطو خطوات بتفان

فيصاب بيأس يقتله

من مثلك محتكر زمان

هيا كي نفتح أبوابا

للشاب يكون ذوي شان

ليحقق نهضة أوطان

ويعيش كريما بأمان

ليكون الحصن لنا علما

ويخط طريق الأوطان

هيا لتفيد بني وطنك

وكفانا ذاك الهذيان

لا يعقل أن تمسك منصب

من حق جميع الشبان

وتكون يداك قد انغلقت

وأيادي غيرك ميزان

أسعدك بالمنصب يوما

ورآك عظيم الفرسان

لو غلق في وجهك أبوابا

كما تفعله أنت الآن

لظللت وضيعا بمكانك

ويقال عليك الجرذان

هيا كي تخطو على دربه

وترد جميل الفنان

أعطاك الحق بلا تعب

فلتعط لشاب إنسان

حقا برضاك قد اغتُصب

ويحصحص للعود الآن

إني أرجوك بأن تعلم

الحق حبيب الديان

تلك الأيام لنا دول

والله يجازي الولدان

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 7 مارس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,385