دكتور / وجيه المرسى إبراهيم
التخطيط لتدريس موضوعات اللغة العربية والعلوم الشرعية
يعد التخطيط فى الوقت الحاضر الأسلوب العلمى لمعالجة أى أمر يراد نجاحه، كما يساعد التخطيط الجيد المعلم فى تحقيق الأنشطة اللازمة فى عملية التدريس وتجنب الأنشطة الزائدة التى لا تسهم فى تحقيق الأهداف ، كما يعين كذلك فى تحديد الصعوبات التى تواجهه فى عملية التدريس وكيفية التغلب عليها ، وتحديد أهم وسائل ومصادر التعلم التى قد يحتاجها المعلم لتنفيذ المنهج وتنفيذ خطة الدرس ، بالإضافة إلى تحديد أهم أساليب التقويم المناسبة عند التدريس للمنهج بصفة كلية أو لأحد دروسه.
كما أن التخطيط للتدريس يعد من أهم الكفايات التى تعمل مؤسسات إعداد المعلم المختلفة على إكسابها للمعلمين قبل الخدمة وأثنائها يجعل الفرد قادرا على تحديد المهام المطلوب إنجازها من وراء عملية التدريس ، بالإضافة إلى نجاحه فى اتباع الخطوات اللازمة نحو تحقيق أهداف التدريس المرغوبة .
والمعلم شأنه شأن باقى أصحاب المهن المختلفة كالطبيب والمهندس يجب أن تكون له مخططاته اللازمة لتنفيذ دروسه وأهدافه التى يسعى إليها .
مفهوم التخطيط للتدريس .
يمكن تعريف التخطيط للتدريس بأنه " عملية منظمة وهادفة ، تتضمن اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات للوصول إلى الأهداف المنشودة على مراحل معينة وخلال فترة زمنية محددة باستخدام الإمكانات المتاحة أفضل .
ويمكن تعريفه بأنه" نظام يستخدمه المعلم فيما يقوم به مع تلاميذه أثناء إلقائه الدرس وما يبعثهم إلى تحصيله من معلومات واتجاهات ومهارات وقيم وميول بسهوله ويسر ، مما يؤدى إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ". أوبأنه "أسلوب أو منهج يهدف إلى حصر الإمـكانات المـادية والمـوارد البشرية المتوفـرة ودراستها وتحـديد إجـراءات الاستفادة منها لتحقيق أهداف مرجوة خلال فترة زمنية محددة".
أهمية التخطيط للتدريس :
ترجع أهمية التخطيط لتدريس المناهج الدراسية بصفة عامة
– ومنها مناهج التربية الدينية الإسلامية – إلى أن التدريس لم يعد ينظر إليه على أنه عملية تتضمن مجموعة من الإجراءات التى يقوم بها المعلمين بقصد تحقيق الأهداف التربوية للمنهج ، إنما أصبح ينظر إليه على أنه أصبح علما مثل غيره من العلوم يطلق عليه مصطلح " علم التدريس ( التعليم ) "The Instructional Science
يعنى بفهم عملية التدريس وتحسينها من خلال تطوير نظريات أو نماذج تطبيقية هدفها توصيف الطرائق المثلى لإحداث التعلم المرغوب فيه لدى الطلاب المتعلمين بأقصى درجة من الفاعلية وله العديد من الفروع المترابطة به والتى بمثابة علوم أخرى مثل :
تصميم التدريس .
تطوير التدريس .
تطبيق التدريس .
إدارة التدريس .
تقويم التدريس .
بالإضافة إلى ما سبق فإن التخطيط للتدريس يحقق العديد من الفوائد ومن أهمها ما يلى :
يجعل عملية التدريس متقنة الأدوار وفق خطوات محددة منظمة ومترابطة الأجزاء وخالية من الارتجالية والعشوائية محققة للأهداف الجزئية.
يجنب المعلم الكثير من المواقف الطارئة المحرجة.
يعطى التخطيط الفرصة للاستزادة من المادة والتثبت منها .
يساعد المعلم فى تنظيم أفكاره وتنظيم الوقت المخصص للتدريس بصورة فعالة.
يعمل على جعل كل نشاط يحدث فى حجرة الدراسة هادفا ومتسما بطابع التوجيه ، ومن ثم يتضاءل أو يقل حدوث الأنشطة التى تعوق هذه العملية.
يجعل عملية التدريس عملية نسقية وعلمية ، ويقل فيها مقدار الارتجال والمحولة والخطأ ، وتستخدم الوسائل الإمكانات المتاحة أفضل استخدام ، وتقتصد الوقت وتوفر الجهد .
يكسب المعلم الثقة بالنفس ويقلل شعوره بالاضطراب وعم الاطمئنان ، فضلا عن أنه يكسب المعلم احترام طلابه ، فالطلاب يقدرون عادة المعلم الذى يؤدى عمله بصوره منظمة ومتسلسلة.
يقى المعلم من نسيان بعض نقاط المحتوى محل التدريس ، أو نسيان بعض الأسئلة التى سيطرحها على الطلاب ، أو نسيان الوسيلة التعليمية المستخدمة فى التدريس ، لذا يجب أن تكون لديه خطه لعمله يرجع أليه وقت الحاجة لتذكره بما قد يسهو عليه.
يساعد فى النمو المهنى للمعلم من خلال مروره بخبرات متنوعة فى أثناء إعداد مخططاته للتدريس , وهذه الخبرات تتباين وتختلف عام بعد عام , كما أنه كثيرا ما يتاح للمعلم فرصة لتدريس إحدى المواد الدراسية التى لم يسبق له القيام بتدريسها فيستفيد من الخطط التى سبق أن أقام بتنفيذها ، أو يسند إليه إعادة التدريس لنفس المادة التى قام بتدريسها , فيستفيد من ذلك فى تدوين نقاط الضعف فيها وأوجه النقص التى تكمن فى بعض مكوناتها والاقتراحات المناسبة لعلاجها .
يساعد فى تقويم أداء المعلم حيث يعد أحد المؤشرات التى يتم فى ضوئها تقويم أداء المعلمين .
يسهم في نمو خبرات المعلم المعرفية أو المهارية .
أسس التخطيط الجيد لتدريس مناهج اللغة العربية والعلوم الشرعية:
يتوقف نجاح التخطيط للتدريس على مجموعة من الأمور التى تعد بمثابة الأسس التى يجب على المعلم أن يلتزمها عند القيام بعملية التخطيط لتدريس مناهجه الدراسية أو دروسه اليومية ومن أهمها :
أن واعيا بالأهداف العامة والخاصة وكيفية صياغة كل منها .
أن يكون ملما بالبيئة المحيطة بالمعهد أو المدرسة ، الإمكانات المتوافرة بها التى تعينه على أداء وظيفته.
أن يكون لديه معرفة جيدة بمحتويات المنهج ومفرداته والتعليمات التوجيهية التى تساعد على تنفيذه .
أن يكون وعيا بمستويات تلاميذه حتى يتمكن من تقديم وتنويع الخبرات التى تتلاءم واستعداداتهم وميولهم ورغباتهم.
أن يكون ملما إلماما جيدا الإمكانات المتوفرة بالمعهد أو المدرسة خاصة فيما يتعلق بالمصادر والمراجع العلمية المرتبطة بالمادة والوسائل التعليمية اللازمة لتدريسها .
مستويات التخطيط للتدريس :
تتعدد مستويات التخطيط للتدريس ومراحله ، فالبعض ينظر إليه إلى أنه يتضمن مستويين هما:
تخيط طويل المدى : ويقصد به التخطيط لفترة زمنية طويلة قد تكون فصلا دراسيا أو عاما دراسيا .
تخطيط قصير المدى : ويقصد به التخطيط لفترة زمنية قصيرة قد تكون حصة دراسية أو يوم دراسي كامل أو أسبوع دراسى .
هذا ويفرق البعض بين مستويات التخطيط للتدريس من منظور أخر يرتبط بالغاية من عملية التخطيط حيث يختلف التخطيط لتدريس المنهج عن التخطيط لتدريس بعض أجزاء المنهج مثل الوحدة الدراسية أو بعض الوحدات الدراسية من المنهج عن التخطيط لتدريس الدروس اليومية. ووفقا لهذه النظرة تكون مستويات التخطيط لعملية التدريس ثلاثة مستويات هى:
الأول : التخطيط لتدريس المناهج الدراسية / المقررات الدراسية .
الثانى : التخطيط لتدريس الوحدات الدراسية .
الثالث : التخطيط لتدريس الدروس اليومية .
و فيما يلى نحاول أن نبين كيفية التخطيط لتدريس مناهج اللغة العربية على النحو التالى :
التخطيط ( قصير المدى ) لدروس اللغة العربية .
إذا كان يتم فى الغالب عدم اشتراك المعلمين فى التخطيط لتدريس المناهج على المستوى الطويل ، فإن الأمر يختلف تماما فى تخطيط الدروس اليومية للمناهج أو المقررات الدراسية إذ أن المعلم يكون منوطا به القيام
– وبشكل دورى ومستمر –
بالتخطيط لإعداد وتنفيذ خطة المنهج سعيا لتحقيق أهدافه . ويطلق على التخطيط قصير المدى للدروس اليومية عدة مسميات منها :
مخطط الدرس اليومى .
وخطة الدرس .
مذكرة الدرس .
والخطة التحضيرية للدرس .
ومن الأهمية أن تشير إلى أن المعلم ينبغى أن يدرك ماهية الدرس اليومى وما يقصد به , فالدرس اليومى
– كما يرى أحد التربويين –"
منظومة تدريس صغرى تقع داخل منظومة أكبر هى منظومة الوحدات الدراسية , وعادة ما يستغرق تدريس تلك المنظومة الصغرى حصة / محاضرة وقد تمتد لحصتين أو محاضرتين , وتنضوى تلك المنظومة الصغرى على عدد محدود من المعلومات أو المهارات التى يجمعها موضوع صغير يعنون الدرس به " .
وطبقا لهذا التصور فإن منظومة الدرس اليومى تحتاج إلى نوعين من التخطيط:
الأول : يرتطب بالإعداد والتحضير للدرس اليومى .
الثانى : يرتبط بتنفيذ الدرس داخل حجرة الدراسة .
ومن الأهمية أن نتناول كيفية التخطيط للدرس اليومى فى كل مرحلة رغم ما قد يحدث من تداخل بين المرحلتين فى بعض الخطوات .
المرحلة الأولى : التخطيط لإعداد وتحضير الدروس اليومية :
ويتطلب ذلك اتباع الخطوات التالية :
أ- تحديد البيانات الأولية وتتضمن :
عنوان الدرس : ويمكن أن يتم ذلك بالرجوع إلى عنوان الوحدة التى يقع فيها الدرس أو عنوان الدرس ضمن موضوعات المقرر المختلفة مثل :
درس "المسلم إنسان إيجابى" ضمن وحدة "جوانب شخصية المسلم" بكتاب شخصية المسلم كما يصنعها الإسلام المقرر دراسته على طلاب الصف الأول الثانوى بالتعليم العام .
درس "التطرف والإرهاب ضمن وحدة "بعض القضايا المعاصرة وموقف الإسلام منها " بمنهج التربية الدينية الإسلامية المقرر على طلاب الصف الثالث الثانوى بالتعليم العام .
درس "الجائز فى حق الله تعالى" ضمن مقرر التوحيد لطلاب الصف الثانى الإعدادى الأزهرى ... وهكذا .
ب- تعين الفرقة أو التخصص أو رقم الفصل .
جـ- تحديد تاريخ تدريس الدرس ، ورقم الحصة التى سيدرس فيها .
د- تحديد متطلبات دراسة الدرس : ويتم ذلك بتحديد متطلبات التعلم المسبقة المعرفية والمهارية الخاصة بهذا الدرس ، أو بتحديد مسميات الدروس التى يجب أن يكون قد درسوها من قبل كشرط لدراستهم لهذا الدرس . ويلجأ إلى هذه الخطوة عند القيام بالتدريس لصف معين أو منهج معين لأول مرة .
هـ-تحديد علاقة الدرس بغيره من الدروس الأخرى التى يدرسها الطلاب فى المقرر أو المنهج الحالى أو فى غيره من المناهج السابقة أو حتى المقررات المستقبلية ، ويتم ذلك بالإطلاع على دروس المقرر الحالى ودروس المقررات الأخرى ذات العلاقة بالدرس .
و- تحديد التوجه العام للدرس : بمعنى معرفة هل توجه الدرس معرفى فقط ؟ أم مهارة فقط ؟ أم خليط من تلك التوجيهات ؟
ز- معرفة أهداف الدرس : وذلك بالرجوع إلى قائمة أهداف الدرس التى يتم وضعها من قبل الخبراء المتخصصين فى تدريس المادة وغالبا ما يشار إليها فى دليل المعلم لتدريس المادة أو المقرر ، أو بقيام المعلم بتحديد هذه الأهداف للدرس بنفسه وصياغته لها فى عبارات سلوكية تحدد ما هو متوقع تحقيقه من أهداف الدرس ، ومن أهم ضوابطها أن تكون :
ـ مرتبطة بالأهداف العامة للتربية وللمرحلة وللمادة.
ـ اشتمالها على المجالات الرئيسة للأهداف وهي : ( المجال المعرفي ـ المجال الانفعالي ـ المجال النفس حركي ) وبصياغة أخرى ، ( معرفية ـ مهارية ـ وجدانية ) .
ـ أن تصاغ عبارات الأهداف صياغة سلوكية صحيحة ( أن + فعل إجرائي + الطالب + وصف الخبرة التعليمية المراد إتقانها من قبل الطالب ) .
المدخل للدرس ( التمهيد ) ، ومن أهم ضوابطه .
ـ أن يكون مشوقاً ومتنوعاً تتضح من خلاله أهداف الدرس وبصورة جلية.
ـ أن يربط بين الدرس القائم السابق .
حـ- معرفة مفردات محتوى الدرس : وقد يكون ذلك موجودا بالفعل بدليل المعلم فى تدريس المقرر بتحليل محتوى الدرس وتحديده لمفرداته سواء كانت مفاهيم أم حقائق أم عموميات أو قواعد ...الخ .وهذه الخطوات لابد وأن يراعى فيها تتابع هذه المفردات وعرضها بترتيب منظم يخضع لأحد أشكال تنظيم المحتوى المعروفة .
ومن ضوابطه :
ـ أن يسهم في تحقيق أهداف الدرس .
ـ أن يشمل الموضوع بصورة متوازنة بما يتلاءم مع زمن الحصة
ـ أن يشتمل على موضوعات واضحة وصحيحة ( أرقام ، تواريخ ، أسماء ).
ـ أن تكون عناصره مرتبة ترتيباً منطقياً ومستمدة من مصادر تتسم بالثقة.
ـ أن يشتمل على جوانب تتعلق بالقيم والمبادئ الإسلامية ) .
ط- معرفة إجراءات تدريس الدروس والوسائل التعليمية :
وهذه الخطوة هامة جدا فى التخطيط لإجراءات تنفيذ الدرس ، وتوضيح للمعلم أى الإجراءات التى ستقدم والتى ستؤخر والتتابع المطلوب الالتزام به فيها ، ويدخل فى هذه الإجراءات معرفة التهيئة المستخدمة والأنشطة المتقدمة فى مدخل الدروس ، وطرق استراتيجيات التدريس التى تتبع فى الدرس ، والوسائل التعليمية ومسمياتها وتوقيت استخدامها ، وعرض الأفكار الرئيسية ، وكيفية استخدام كل من السبورة والكتاب المدرس ...الخ .
ومن ضوابطها :
ـ أن تكون متنوعة فلا تقتصر على طريقة أو أسلوب دون آخر .
ـ أن تتسم الطرق بالناحية الاستقصائية وحل المشكلات.
ـ أن تراعي الفروق الفردية للطلاب وذات مستويات مختلفة.
ـ أن تشتمل على نشاط عملي في الصف .
ـ أن تكون مرتبطة بموضوع وأهداف الدرس .
ى- معرفة أساليب وأدوات تقويم تعليم الطلاب للدرس : وذلك بتحديد شكل وأسلوب التقويم المستخدم فى الدرس وأدواته الكتابية ( التحريرية ) والشفهية ( الصيفية ) وتوقيت تطبيقها فى أثناء تنفيذ الدرس ...الخ .
ك- تحديد المصادر المساعدة فى تعليم محتوى الدرس : فقد تتوافر مصادر مساعدة فى صورة مراجع أو كتيبات أو مقالات أو نشرات أو برامج إذاعية وتلفزيونية تساعد فى تعلم محتوى الدرس يمكن لطلاب أن يرجعوا إليها .
ل- تحديد التعيينات : ويتضمن ذلك كل ما يكلف به الطلاب داخل المدرسة وخارجها من أنشطة وواجبات منزلية وتلخيص واطلاع وبحث وحفظ ...الخ ، ويكون مرتبطا بالدرس ويساهم فى تحقيق أهداف تعليمه .
ومن أهم ضوابطه :
ـ أن يسهم الواجب في تحقيق أهداف الدرس .
ـ أن يكون متنوعاً في موضوعاته واضحاً ومحدداً في أذهان الطلاب.
ـ أن يساعد الطالب على التعلم بفاعلية ويحفزهم على الاطلاع الخارجي.
ويمكن للمعلم صياغة وتدوين هذه الخطوات فى أى نموذج من نماذج تحضير الدروس اليومية ، وقد يستغنى المعلم عن تدوين بعض الخطوات نتيجة تداخلها مع التخطيط لتنفيذ الدرس فى حجرة الدراسة مثل : تحديد علاقة الدرس بغيره ، ومعرفة إجراءات التدريس ، وهذا أمر لا مانع فيه .
المرحلة الثانية : التخطيط لتنفيذ الدروس اليومية داخل حجرة الدراسة :
ويرتبط بهذا الجانب إجراءات لا تظهر عند التخطيط لإعداد وتحضير الدروس اليومية فى مادته التى يقوم بتدريسها ويظهر هذا واضحا فى كراسة تحضيره ، لكنه قد يخفق فى نجاح تنفيذ الدرس
– وبنفس الدرجة –
نتيجة عدم مراعاته لعدة أمور تواجهه أثناء تنفيذ الدرس فى حجرة الدراسة مثل : الإخفاق فى اختيار وتحديد المدخل المناسب للتهيئة ، وعدم القدرة على تنظيم وقت الحصة لشرح الدرس ، ولذا فمن الأهمية أن يدرك المعلم تماما أهمية الجهد الذى يقوم به فى التخطيط لتنفيذ الدرس وممارسته للعديد من مهارات تنفيذ التدريس المطلوب والتى لاغنى عنها . ولهذا فسوف نركز فى عرضنا لتخطيط تنفيذ الدروس اليومية فى مناهج اللغة العربية ومقررات العلوم الشرعية على مراعاة المعلم للمهارات التدريسية المطلوبة أثناء التنفيذ للدرس ، وتتمثل فيما يلى :
التهيئة للدرس :
تنال التهيئة للدرس أهمية كبيرة فى تنفيذ الدرس حيث يتم من خلالها إثارة دافعيه الطلاب نحو موضوع الدرس ، وتحقيق انتقال الطلاب للتفاعل مع الدرس بقدر انشغالهم بنشاط مختلف كان قد سبق الدرس الجديد ، بالإضافة إلى ما تحققه هذه المهارة لدى التلاميذ من إشباع بعض الحاجات لديهم ، فقد تؤدى بعض الأسئلة والمراجعات والمتابعة للواجب المنزلى بشكل مباشر إلى علاج بعض الصعوبات والأخطاء الشائعة فى المادة ، كما تؤدى بعض الأنشطة والممارسات المتضمنة فى عملية التهيئة إلى اكتساب التلاميذ للثقة بالنفس فضلا عن خلق المناخ المناسب للتعاون بين التلاميذ وللسير فى تدريس الدرس ، وإذا ما وضعنا فى الاعتبار طبيعة مناهج التربية الدينية الإسلامية ومقررات العلوم الشرعية التى ترتبط بتلاوة وتحفيظ آيات القرآن الكريم وسوره , وفهم معناها واستخلاص الدروس منها , واستنباط الأحكام والآداب منها والتشريعات المختلفة , وترتبط كذلك بدراسة الحديث الشريف وفهم ألفاظه ومعانيه من الأمور التى يتم تناولها فى هذه المناهج فإن مراعاة تهيئة الطلاب لدروس هذه المناهج أمر يساعد فى التنفيذ الجيد والفعال لتدريسها ويحقق إيجابية المعلمين نحو تعلم محتوياتها والاتجاه إلى ممارسة الأنشطة المرتبطة بها , خاصة وأن تحقيق التهيئة الناجحة عند التدريس يساعد فيه تعدد الأساليب التى يمكن أن يلجأ المعلم إليها مثل :
توضيح الهدف من الدرس .
إثارة تساؤلات حول موضوع الدرس .
طلب القيام بأنشطة معينة .
سرد قصة طريفة .
طرح لغز أو فزورة للحل .
مراجعة بعض المعلومات السابقة .
ربط الدرس السابق بالدرس الجديد .
متابعة تكليفات الدرس السابق .
فاختيار أحد هذه الأساليب عند التخطيط لتنفيذ تهيئة الطلاب للدرس يساعد المعلم كثيرا فى إثارة انتباه الطلاب وزيادة دافعيتهم للمشاركة والتفاعل مع المعلم أثناء شرح الدرس , وحتى ينجح المعلم فى أداء التهيئة الدرس للطلب فإنه ينبغى أن يضع فى اعتباره الأمور التالية : -
اختيار الأسلوب المناسب للتهيئة .
التمثيل الأمثل للأسلوب المختار .
اختيار التوقيت المناسب لعرض أهداف الدرس .
مراعاة الزمن المناسب للتهيئة .
متابعة ردود أفعال الطلاب .
الانتقال الطبيعى لموضوع الدرس .
عرض الدرس :
لعرض محتوى الدرس وتنفيذه لتحقيق عملية التعلم المرتبطة بالدرس العديد من المهارات التى تستخدم ويمكن للمعلم عند تخطيطه لتنفيذ الدرس أن يستند إلى مهارة أو أكثر من هذه المهارات لعرض محتوى التعليم فى الدرس , وتتضمن هذه المهارات مايلى :
مهارة الإلقاء :لعل السبب فى شيوع الإلقاء واستخدام المعلمين له يرجع إلى أنه ارتبط بالتعليم منذ أقدم العضو باعتبار أن المعلم هو الشخص الذى يمتلك المعرفة ، وأن المتعلمين ينتظرون أن يلقى عليهم بعضا مما عنده بهدف إفادتهم ونموه العقلي .
مهارة المناقشة : يقصد بها المحادثة التى تدور بين المعلم وتلاميذه فى الموقف التعليمى ، ويعتمد على الحوار والجدل بطرح مسألة أو قضية أو فكرة تحتمل إثارة العديد من التساؤلات حولها ، ثم الإجابة عنها من قبل كل من المعلم والتلاميذ .
مهارات العروض العملية: العروض العملية يحتاج إليها فى العديد من دروس التربية الدينية الإسلامية مثل :
الدروس المرتبطة بأداء أحكام تلاوة الآيات القرآنية.
الدروس المرتبطة بأداء أعمال الطهارة والوضوء والعبادات كالأذان والإقامة والصلوات المسنونة والمكتوبة, وأعمال الحج .
الدروس المرتبطة بإلقاء الكلمات والخطب والمواعظ.
مهارة الأسئلة الصفية : ولها دور كبير فى تحقيق عملية التعلم التى تتم فى داخل الفصل حيث تستحوذ على معظم النشاط التى يتم داخل الفصل وتعادل 30% من الوقت الكلى المخصص للتدريس , ويمكن لمعلم اللغة العربية والعلوم الشرعية عند استخدامه للأسئلة الصفية أثناء التدريس أن يتعرف على المستوى الحقيقى لطلابه قبل التدريس أو أثناء التدريس وبعده , مهارة تقويم الدرس :ولا يعنى التقويم مجرد إصدار حكم على الطالب بل يهدف إلى تبين مصادر القوة والضعف والعمل على تجاوزها أثناء الحصة أوفى الحصص التالية .
مهارة تحديد الواجبات المنزلية:للواجبات المنزلية قيمة كبيرة ؛حيث تعد الأعمال التى يكلف بها خارج الفصل الدراسى مكملا أساسيا للعمل داخل الفصل ،لذا يجب على المعلم أن يضع خطة محكمة لتحديد الواجبات المنزلية ؛حيث تتنوع ما بين البحث عن إجابة لأسئلة أثيرت داخل الفصل أو الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالدرس ،أو عمل نماذج أو رسوم توضيحية ،أو تجارب منزلية بسيطة ،أو قراءة جزء من كتاب وتلخيصه .
هذا ويجب أن يخصص المعلم وقتا كافيا فى بداية كل حصة لمراجعة هذه الواجبات المنزلية، وتقويم جهد الطلاب فى أدائها .
<!-- Begin - Site: Jeeran.com Zone: Members - Eye Blaster -->
<!-- End - Site: Jeeran.com Zone: Members - Eye Blaster -->
<!-- (C)2000-2010 Gemius SA - gemiusAudience / jeeran.com / Others -->
<!-- google analytics code -->
<!-- end google analytics code --><!-- BEGIN EFFECTIVE MEASURE CODE --><!-- COPYRIGHT EFFECTIVE MEASURE -->
<!--END EFFECTIVE MEASURE CODE --><!-- Begin - Site: Jeeran.com Zone: Members - Eye Blaster -->
ساحة النقاش