شباب طيب .. "جمعة" ساخنة علي الفيس بوك
الاتصالات تسجل تطورات ميدان التحرير ..والنشطاء يتصدون للأكاذيب
كتبت - أماني صالح :
كان يوم أمس أطول يوم مر علي مستخدمي موقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعي والذي بدأت من خلاله حركة 25 يناير الشبابية الانطباع الاول انه يوم طويل يمتلئ بالحماس ما بين رغبة البعض في رحيل المتظاهرين واصرار البعض الآخر علي استمرارهم بالميدان وتحديثات الموقع دقيقة بدقيقة عبر خدمة الموبايل انترنت يقوم بها المتواجدون بميدان التحرير لينقلوا لاصدقائهم الجالسين علي أجهزة الكمبيوتر تطورات الوضع.. ما بين المخاوف من تكرار الأربعاء الدامي والأمل في رحيل الشباب أو أضعف الايمان مظاهرات سلمية.. تغيرت كل دقيقة "ستيتس" أو حالة شباب الفيس بوك.
ومنذ عودة الانترنت الاربعاء الماضي وحتي مثول الجريدة للطبع. كان حوار الشباب علي الفيس بوك لايتوقف عن تقييم حركتهم ومطالبها وما تحقق منها وكان النقاش اكثر سخونة حول جدوي استمرار المظاهرات السلمية يوم الجمعة فهل تتواصل لتكون جمعة ساخنة رغم ما تحقق أو كما يدعوها المتحمسون جمعة الرحيل أم تكون جمعة الاستقرار والهدوء والاعمار كما يري فريق آخر يدعو الي عودة المتظاهرين الي منازلهم والتفرغ لاعادة البناء.
ونستطيع القول ان مستخدمي الفيس بوك انقسموا الي فريقين.. مؤيد ومعارض لاستمرار المظاهرات.. لكل فريق أنصاره ولكل اسبابه.. والأهم لكل فريق أدواته للاقناع بموقفه وحشد المؤيدين له.
دعوة الاستقرار
نبدأ بدعوة الاستقرار التي اتخذت اشكالا متعددة من جروبات وايقنت اغلبها بحمل صورة علم مصر. والايفنت اي الحدث يختلف عن الجروب في وجود مدة زمنية "وأحيانا مكان للتجمع" وامكانية الانضمام من خلال 3 خيارات أما تأكيد الحضور أو رفضه أو احتماليته علي عكس قناعة الفرد بالحدث وجدواه.
واحداث يتحمس لها مئات الآلاف واخري لاتتجاوز العشرات. نحاول رصد بعضها وبعضها فقط لصعوبة الحصر او الالمام بالجميع.
من اكثر الاحداث شعبية لا للتظاهر يوم الجمعة القادم "امس" 4/2/2011 لاخماد نار الفتنة وزاد عدد المنضمين له علي مائتي ألف وجمعة الاستقرار دعوة لعودة الأمن والامان ووصل عدد مؤيديه الي نحو 9 الاف وجمعة الاستقرار وعدد المتحمسين له اكثر من 5 آلاف.
القفز فوق الثورة
اختلفت هذه الاحداث في مؤسسيها ولكنها اتفقت في الخطوط العريضة فمنها من يؤكد ان هناك من يقفز علي ثورة الشباب ليسلبها انجازاتها وان هناك اطرافا خارجية تستغل الموقف وان وجود الرئيس مبارك للحفاظ علي الوطن في الفترة الحالية.
ومنهم من يشدد ان المحتشدين في ميدان التحرير الآن لا يمثلونهم لان الهدف من المظاهرات تحقق فعلا. داعين "لو بتحبوا البلد دي كفاية خراب. معظم المطالب اتحققت والباقي حيتحقق بالحوار.. ارجعوا عشان البلد متضيعش وده نداء العقل".
وتبادل الشباب الفيديوهات التي تدعو الي عدم الخروج ومنها احاديث وخطب دينية كما هاجموا قناة الجزيرة واتهموها بالدعوة الي التخريب.
واختار بعض الشباب لغة "الهتافات" سهلة الكلمات للتعبير عن موقفه مثل ما تبادلوه.
صلي الجمعة واطلع بيتك
مصر بلدنا بيتي وبيتك
اوعي تخرب يوم في الشارع وحد يقولك انك بارع
احنا شباب خمسة وعشرين
اللي كنا بالملايين
خلينا نثبت أننا أفضل حركة اتعملت للتغيير للتعبير
يلا انشرها بسرعة وقول الجمعة مش نازلين
وفي نفس الاتجاه. انتشرت أيضا
.. بس خلاص صوتك وصل والخيط المقطوع اتوصل
واللي طلبته كله حصل
عايز ايه تاني مابقاش في حاجة تتعمل
يلا نصلح اللي اتخرب واللي اتحرق
يلا نلملم الورق يلا نرجع اللي اتسرق
صوت المنطق والعاطفة
وبالمنطق عبر الفريق الرافض لاستمرار المظاهرات عن رأيه مخاطبا شباب التحرير: "لقد حققنا الكثير من مطالبنا ولم يتبق غير القليل".
لقد اتفقنا علي الانسحاب المؤقت من شوارع وميادين مصر ولن نشارك في اي مظاهرات او احتجاجات حتي يظهر المندسون من احزاب ومنظمات وايد خفية تريد ان تسلب من شبابنا نصر الثورة البيضاء حفاظا منا علي ما تبقي من مصرنا الغالية.
وقالت سارة سمير : زي ما تماسكنا وكنا يدا واحدة في تغيير الفساد يجب ان نتكاتف لكي نعمر ونصلح بلدنا لكي تظل شامخة دائما ونصلح ما دمره الفاسدون المخربون والملاحظ في هذه التجمعات الشبابية الالكترونية المزيج ما بين حديث العقل الي درجة عمل جدول للمقارنة بين طلبات الشباب وما تحقق فعلا وحديث العاطفة من خلال الخطاب الديني وحتي التهويل من عينة أخبار بلا مصدر تتحدث عن حشود اجنبية علي الحدود.
جمعة مختلفة
جمعة أخري تماما يتحدث عنها الفريق الآخر ويسمونها جمعة الخلاص ويؤيد الايفنت أكثر من 50 ألفا ويصفونه "يوم الجمعة بعد الصلاة من الجوامع والكنايس حنخرج كلنا ونروح علي الميادين المصرية" هذا الحدث الذي يؤيده الالاف ترعاه بشكل رسمي صفحة "كلنا خالد سعيد" التي تضم أكثر من 460 الف عضو أو معجب بلغة الفيس بوك والتي رعت المظاهرات منذ بدايتها ورغم التشكيك في هوية صاحب الصفحة الا أنها كانت تنقل احداث الجمعة لحظة بلحظة وتدعو المزيد من الشباب الي المشاركة ولم يخل الأمر من تراشق بالالفاظ بين المتواجدين من مؤيدين للتعبئة التي تقوم بها الصفحة والرافضون لها. في مقابل أصوات تلتزم الادب والعقل في اقناع مؤيدي الصفحة بالتوقف عن المظاهرات.
وعلي الصفحة وبالتحديد في حدث "جمعة الخلاص" يتم تبادل تعليقات عن تحمس شخصيات محبوبة للحدث مثل دعوة محمود سعد الي صلاة الجمعة بميدان التحرير وهجومه علي تغطية التليفزيون المصري والذي يعمل به للمظاهرات بالاضافة الي مقالات وحوارات هيكل وفتوي الشيخ القرضاوي عن ان التظاهر واجب شرعي وأمام حماس شديد قد تشوبه التجاوزات في جمعة الخلاص. تبدو دعوة مناقضة عن جمعة الاخلاص ذات صدي ضعيف لم يتجاوز المقبلون عليه المئات.
أسماء مختلفة ليوم واحد
دعوات التظاهر يوم الجمعة عرفت تحت اسم اخر هو جمعة الغضب وله عدة جروبات وأحداث تحت نفس الاسم أحدها يتجاوز المشتركين فيه السبعة آلاف وهناك وصف آخر لنفس اليوم هو جمعة الرحيل ويتزايد مؤيدوه علي 7 آلاف ومن الاراء الموجودة علي هذه الاحداث والمعجبة بالمظاهرات والمطالبة باستمرارها.
يقول رامي حسين الناس في ميدان التحرير شكلها حلو قوي.. والله العظيم رجالة ورأي آخر لوائل احمد: نفسي حد يجاوبني علي هذا السؤال.. مين اللي خرب وبيخرب البلد؟ اللي بيقول ان الشباب المتظاهرين هم اللي خربوا البلد يبقي اهبل وعبيط وكذاب. الشباب كانوا في منتهي التحضر والتقدم والرقي وكانوا فخر لكل مصري والكل اجمع ان مطالبهم شرعية وهي ان يختار الشعب نوابه ورئيسه وان يعيشوا حياة كريمة مثل باقي دول العالم.
بينما تظهر اصوات محايدة مثل أمير جواناثان: "سلامي الي كل المصريين الشرفاء يارب تكون الازمة اللي احنا فيها تتحول للخير ونكون بنصلي وندعي من قلبنا ان السلام والحب والخير يرجع تاني لمصرنا وربنا موجود وخلينا متفائلين وايجابيين ونكون صادقين مع انفسنا قبل ما نعمل اي حاجة ياريت اللي مش مصريين هنا يدعوا ويصلوا مش عايزين فتنة وكفاية حرب وقتل".
وهكذا ظل الفيس بوك ساخنا طوال يوم الجمعة.. ما بين مؤيد ومعارض.. بين أخبار وشائعات.. ما بين سيناريوهات للخروج من الأزمة يقترحها الشباب وفضح المخططات الاجنبية.. بين أغان وطنية.. يتجاوز الحدث الاني الي حوارات متعمقة عن التعديلات الدستورية بإمعان وتفصيل جعل أحدهم يعلق متعجبا :شبابنا الان اصبحوا فقهاء دستوريين.
ولكن الحقيقة ان شبابنا دوما رغم الاختلافات وطنيون.. يرغبون في الافضل لمصر.. ولكن كل علي طريقته.. فهل يواصل الفيس بوك كونه برلمانا شبابيا حتي النهاية؟؟ ام يدفعه البعض الي مسارات أخري من تجريح وتخوين وصراعات جانبية؟
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 261 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,708