النحو عند الدكتور حسن شحاتة

 

--------------------------------------------------------------------------------

قواعد النحو والصرف

 

يتناول هذا الفصل عرضا لأهم القضايا والمسائل التي يحتاج إليها المعلم في تدريس القواعد النحوية والصرفية في حياته المهنية. فيبدأ هذا الفصل بعرض أهداف تدريس القواعد، وصعوبة درس القواعد، ثم تدريس القواعد، والمبادئ العامة لتدريسها، وطرائق تدريسها، وخطوات السير في درس القواعد، والأنشطة اللازمة، ثم الاتجاهات الحديثة في تعليم القواعد النحوية والصرفية.

ويمكن عرض ذلك تفصيلا كما يلي:

 

أولا:أهداف تدريس القواعد:

 

ليست القواعد غاية تقصد لذاتها،ولكنها وسيلة إلى ضبط الكلام،وتصحيح الأساليب ،وتقويم اللسان؛ولذلك ينبغي ألا ندرس منها إلا القدر الذي يعين على تحقيق هذه الغاية.

ومن الأغراض التي ترمي إليها دروس القواعد ما يأتي:

-تساعد القواعد في تصحيح الأساليب وخلوها من الخطأ النحوي الذي يذهب بجمالها ،فيستطيع التلميذ بتعلمها أن يفهم وجه الخطأ فيما يكتب فيتجنبه،وفي ذلك اقتصاد في الوقت والمجهود.

-تحمل التلاميذ على التفكير،وإدراك الفروق الدقيقة بين التراكيب والعبارات والجمل.

-تنمية المادة اللغوية للتلاميذ،بفضل ما يدرسونه ويبحثونه من عبارات وأمثلة تدور حول بيئتهم،وتعبر عن ميولهم.

-تنظم معلومات التلاميذ اللغوية تنظيما يسهل عليهم الانتفاع بها،ويمكنهم من نقد الأساليب والعبارات نقداً يبين لهم وجه الغموض،وأسباب الركاكة في هذه الأساليب.

-وتساعد القواعد في تعويد التلاميذ دقة الملاحظة والموازنة والحكم،وتكون في نفوسهم الذوق الأدبي؛لأن من وظيفتها تحليل الألفاظ والعبارات والأساليب،والتمييز بين صوابها وخطئها،ومراعاة العلاقات بين التراكيب ومعانيها،والبحث فيما طرأ عليها من تغيير.

-تدريب التلاميذ على استعمال الألفاظ والتراكيب استعمالا صحيحا،بادراك الخصائص الفنية السهلة للجملة العربية،كأن يدربوا على أنها تتكون من فعل وفاعل،أو مبتدأ وخبر،ومن بعض المكملات الأخرى،كالمفعول به والحال والتمييز وغير ذلك.

-تكوين العادات اللغوية الصحيحة؛حتى لا يتأثروا بتيار العامية.

-تزويدهم بطائفة من التراكيب اللغوية وإقدارهم بالتدريج على تمييز الخطأ من الصواب.

 

ثانيا:صعوبة درس القواعد:

 

لعله من أسباب صعوبة النحو العربي في المدارس أنها كدست أبواب النحو في مناهجها،وأرهق بها التلاميذ،وأن العناية المعلمين متجهة إلى جانب النظري منها،فلم يعنوا بالناحية التطبيقية إلا بالقدر الذي يساعد على فهم القاعدة وحفظها للمرور في امتحان يوضع عادة بصورة لا تتطلب أكثر من ذلك.

ومعلم اللغة العربية ليس في حاجة إلى أن يقتنع بأنه لا خير في قواعد يفهمها الطلبة ويحفظونها دون أن تتبع بتطبيق عملي يجعل اللغة مهارة من شأنها سرعة الأداء مع صحة التعبير، ولكنه

لا يجد من الوقت متسعا للتطبيق على هذه الأبواب الكثيرة من النحو التي شحن بها المنهج الدراسي من غير تمييز بين ما هو ضروري،فقد أصبح الوقت المخصص لها في الجدول المدرسي لا يكاد يكفي لدراستها،واضطر المعلمون-مسايرة للامتحانات العامة ونتائجها-أن يطغوا بالقواعد والتطبيق على حصص القراءة وغيرها من حصص القراءة وغيرها من حصص اللغة، وسيظل النحو يشغلنا ويصرفنا عن الأدب الممتع ما لم نضعه من اللغة في المكانة التي يجب أن تكون له لا يتعدها،بل إن النحو نفسه بهذا لا يستطيع الطلبة الانتفاع به،وحسبنا أنا أخفقنا في تعويد الطلبة صحة استخدام النحو في تعبيرهم،والقراءة الصحيحة الخالية من اللحن.

ويبالغ النحاة في أهمية النحو فيقولون:إنه يشحذ العقل،ويصقل الذوق الأدبي،ويقوم اللسان،وييسر المعنى.والحق أنه ليس للقواعد النحوية في حد ذاتها من فائدة إلا أن تعصمنا من اللحن،وتعيننا على فهم الكلام على وجهه الصحيح.

ولست اقصد إلى أن اصغر من شأن النحو،إنما اقصد إلى انه يجب ألا نشغل الطلبة من مسائلة إلا بالقدر الذي لا غنى عنه في سلامة التعبير؛لنفسح أمامهم المجال للقراءة الأدبية،وإما ما عداها من المسائل فيجب أن يترك للذين يتخصصون في اللغة.

وهذا هو الجاحظ يقول في إحدى رسائله((وأما النحو فلا تشغل قلبه (أي الصبي)به إلا بقدر ما يؤديه إلى السلامة من فاحش اللحن،زمن مقدار جهل العوام في كتاب إن كتبه،وشعر إن انشده،وشيء إن وصفه،وما زاد على ذلك فهو مشغلة عما هو أولى به من رواية المثل الشاهد،والخبر الصادق،والتعبير البارع،وإنما يرغب في بلوغ غايته ومجاوزة الاقتصاد فيه من لا يحتاج إلى تعرف جسيمات الأمور...ومن ليس له حظ غيره ولا معاش سواه،وعويص النحو لا يجدي في المعاملات،ولا يضطر إليه في شيء))وعلى ضوء هذه الغاية من النحو يجب أن ننظر إلى المناهج المدرسية،فنصفي أبوابها ولا نبقى منها إلا ماله فائدة عملية وظيفية في الحياة اللغوية للمتعلم.

وعلى هذا المبدأ يمكن القول بإلغاء الإعراب المحلي في المفردات والجمل،والاستغناء عن كثير من مسائل الصرف،وكثير من أبواب المشتقات والتصغير والنسب.ثم تدرس أبواب النحو على أنها أساليب بين معناها واستعمالها صلة ويقاس عليها،ولا نكلف الطلبة عناء إعرابها وتخريجها على قواعد النحو.بل انه يمكن تثبيت كثير من أبواب النحو والصرف بسهولة على السنة الطلبة وأقلامهم بطريق التطبيق العملي دون حاجة إلى دراسة نظرية تشرح فيها القواعد أو تحدد فيها التعاريف والمصطلحات مثل :أبواب التطابق في الإفراد والتثنية والجمع،أو التذكير والتأنيث،و أسماء الإشارة،والأسماء الموصولة، والضمائر وإسناد الأفعال إليها،وكتثنية المقصور والمنقوص والممدود وجمعها،واستخراج المصادر،وتصريف الأفعال،ومثل التدريب على البحث في المعاجم؛فعن طريق هذا التدريب وفي خلاله يدرس المجرد والمزيد،و أبواب الثلاثي المجرد،والميزان الصرفي في ابسط صوره مما لا غنى عنه للباحث في مثل هذه المعاجم.

 

ثالثا:أساسيات تدريس القواعد:

 

يمكن أن نبدأ بتدريس النحو في المرحلة الأولى، ولكن على أن تعلم قواعده عرضا،فلا يجعل لها حصص خاصة في جدول الدراسة،بل نعتمد في دراستها على ما يعرض من خلال دروس القراءة والتعبير من مسائل-ونحن نوافق على البدء بالنحو في هذه المرحلة،ولكنا نعتقد أن مسائل النحو في اللغة العربية أكثر من أن يتسع لها هذا المدخل العرضي ،و لا بدلها من دراسة منظمة،وتطبيق واسع النطاق،وهذا غير ممكن إلا في حصص تخصص لها،وإلا أفسدنا حصص القراءة وخرجنا بها عن الغاية المقصودة منها .

إن من الواجب أن ندرس قواعد النحو في ظلال اللغة،ولكن على أن يكون ذلك في حصص خاصة بها.على أنه من المستحسن أن نستمد من دروس القراءة والتعبير حافزًا يدفع التلاميذ إلى دراسة القواعد:بان تنتهز فرصة خطأ نحوي شائع بينهم في القراءة أو التعبير،فنجعل بشرح قاعدة ذلك والتطبيق عليها في الحصة الخاصة بالنحو ولا نتقيد بترتيب أبواب المنهج المدرسي.

وهناك من يرون أن تخلو المرحلة الأولى من دراسة القواعد ، فلا تدرس لا أصالة ولا عرضا،وان تستبدل بها القراءة الكثيرة والحفظ الكثير،والمحادثة والمحاورة،وكأنهم رأوا أن يكتفوا في هذه المرحلة بالمرانة غير المقصودة التي يكتسبها التلميذ من اتصاله باللغة عن طريق القراءة والأساليب الصحيحة التي تغمر سمعه.

إن خير ما تكتسب به القدرة اللغوية هو المزاولة والمحاكاة والتكرار،إلا أننا نرى بدراسة النحو من السنة الثالثة الابتدائية؛ فإن التلميذ في هذه الفرقة قد وصل إلى درجة يشعر معها بأنه في حاجة إلى ضوابط يتجنب بها الخطأ في تعبيره،ولن يكون في ذلك البدء مشغلة عن القراءة والحفظ بعد أن تخفف مناهج النحو وتدرس في ظل اللغة عن طريق القراءة والتعبير.

إن دراسة النحو يجب أن تعالج عن طريق التدريب العملي دون حاجة إلى شرح قواعدها،كما يجب أن تدرس على الطريقة الاستنباطية،ولكن ليس في ظل هذه الأمثلة المتكلفة المبتورة التي تنتزع من أدوية مختلفة لا يجمع شتاتها جامع،ولا تمثل معنى يشعر الطالب بأنه في حاجة إليه.بل يجب أن تدرس في ظلال اللغة والأدب في خلال عبارات قيمة كتبت في موضوع حيوي يهم الطلبة،تختار من كتبهم في القراءة ،أو من دروسهم في التاريخ وغيره من مواد الدراسة،أو من صحف اليوم ومجلات الأسبوع،مما يتصل بالحوادث الجارية بين سمعهم وبصرهم.

إن تعليم اللغة يجيء عن طريق معالجة اللغة نفسها ومزاولة عباراتها،فليكن تعلم القواعد إذن على هذا النهج الذي نرتكز فيه على اللغة الصحيحة ومعالجتها وعرضها على الأسماع والأنظار وتمرين الألسنة على استخدامها.فالطفل إذا ترك وشأنه للتراكيب الصحيحة التي نغمر بها سمعه ونتخذها وسيلة للتعبير عنا يصل إليه من تجارب وحقائق فإنه يستطيع أن يدرك بنفسه خصائص اللغة أو القسط الأكبر منها،أي أنه يستطيع أن يدرك القواعد النحوية إدراكا مقرونا بالتطبيق العملي،ولا يكون الفرق بين ما يصل إليه من هذا وبين الذي نتعمد تعليمه إياه من القواعد في دروسها الخاصة سوى الاصطلاحات و التعاريف،وليست هذه بالكثيرة الأثر في الغرض الذي من اجله تدرس القواعد،بل إنها من الأعباء الثقال التي لا داعي إلى إثقال كاهل التلاميذ بها ماداموا يستطيعون الوصول بدونها إلى الغاية المقصودة.

والملاحظة اللغوية لا تكتسب من دراسة القواعد دراسة منعزلة عن اللغة وتراكيبها ومقاصدها ومعانيها وفنونها ولا من الدراسة التي لا يقترن بها من تراكيب اللغة إلا تلك الأمثلة البتراء:كجاء زيد،وضرب زيد عمرا،أو ما يشبه ذلك مما قد يبدو انه تجديد مثل تغيير زيد،وعمرو بالوردة والزهرة ونحوهما،فليس كل هذا بذي اثر يستحق الذكر في الغاية من تعليم اللغة وقواعدها،ولكن الذي نرى انه عظيم الأثر هو أن تكون القواعد نابعة من دراسة اللغة وتراكيبها،وعونا على الاستزادة من الاطلاع،وسبيلا إلى تفهم أساليب اللغة وجليل معانيها،وهذا لا يتحقق إلا إذا درست اللغة وفهمت منها القواعد أو الخصائص.

أما إذا درست القواعد دراسة مستقلة على أنها غاية في ذاتها لا على أنها وسيلة للفهم والتعبير فإن هذا المقصد تلتوي فجاجه،ونهج يبعدنا عن الهدف الذي ترمي إليه اللغة ويتجافى بنا عن الغاية المثلى التي يجب أن نتجه إليها.

ويتضح من كل هذا أن القواعد ليست هي الغاية،بل الوسيلة إلى تعلم التراكيب الصحيحة،فإن الناس جميعا قد تعلموا الكلام الصحيح،ولا يزالون يتعلمونه،لاعن طريق القواعد النحوية،بل عن طريق محاكاة اللغة الصحيحة.

وتعلم القواعد يجب أن يسير على نهج إنشائي لغوي،وان يرتكز على تعليم اللغة وعلى ما يجيء في ثنايا ذلك من عبارات وأفكار،

وعلى هذا ينبغي أن يكون مجال تعليم القواعد موضوعات تامة شائقة تناسب مستوى التلاميذ كقطع القراءة.

والجدير بالذكر أننا لسنا من أنصار طريقة واحدة في تعلم أي فرع من فروع اللغة،بل في تعليم أي شيء،ونجاح الطريقة يتوقف دائما على الموضوع الذي يتعلمه التلميذ،وعلى التلميذ نفسه،وعلى المدرس وتصرفه وفهمه لغرضه؛ولذا

نرى أن تقتصر مهمتنا هنا على ذكر بعض المقترحات أو المبادئ العامة التي يمكن أن تفيد لو أضاف إليها المدرس خبرته بتلاميذه،ومعرفته بمادته:1-

 

-لابد من دروس للقواعد .يرى بعض المربين أن أحسن طريقة لتعليم القواعد هي الطريقة العرضية.ولا خلاف في أن القدرة على الكلام والكتابة إنما تتكون عن طريق خلق فرص وافرة للتدريب أكثر مما تتكون عن طريق حفظ القواعد ومناقشة الصواب والخطأ.والتدريب على الخطأ يثبت الخطأ،ثم إن فهم الأصول التي يقوم عليها أسلوب من الأساليب،حينما يحاول التلميذ أن يستعمل هذا الأسلوب-أجدى من تركه في محاولاته العشوائية.ودروس القواعد تتيح للتلاميذ فرصة يحللون فيها الأساليب التي يستعملونها؛ليروا الطريقة التي تتكون بها وأثرها في المعاني التي يعبرون عنها.وهذا يماثل حاجة سائق السيارة الماهر إلى معرفة أشياء عن الأجزاء التي يتركب منها المحرك،حتى يستطيع أن يصلحها إذا ما توقفت منه في الطريق.ففي أغلب الأحيان يكون وقوف السيارة راجعا إلى سبب يستطيع السائق أن يتغلب عليه لو عرف بعض المبادئ الأساسية عن حركة السيارة.فموقف التلاميذ في مراحل التعليم العام عن اللغة واستعمالها كموقف السائق الماهر للسيارة،أما المتخصصون في اللغة من الباحثين أو الأدباء فلهم شأن آخر يقرب من شأن مهندس السيارات.

المهم في هذا أن حصص القواعد تتيح للتلاميذ الفرصة لفهم ميكانيكية الجملة والفقرة،بحيث يستطيعون أن يصلحوها إذا ما التوى بهم التعبير وسط الطريق.

 

2-لابد أن يشعر المتعلم بحاجة إلى القواعد ويحس بجدواها:

ينبغي أن تتاح للتلاميذ فرص كثيرة للكلام والكتابة، وفيها يستعملون القاعدة،وعندئذ يشعر بحاجة إلى معرفتها،ويبذل جهده في تعلمها،ويحس بقيمتها في حياته وتعبيره.وهذا هو ما نعرفه في علم النفس بقانون الأثر والنتيجة؛إذ انه يقوم على وجود دافع أو رغبة في التعلم،ثم إشباع لهذا الدافع يترك أثرا سارا في نفس المتعلم.ويتوالى الآثار السارة يقوى ما تعلمه الإنسان.ومن أمثلة استثارة الدوافع في دروس القواعد قصة المصنع الذي يريد صاحبه أن يختار بعض العمال فيحتاج إلى كتابة استمارات.

وهذا بدوره يسلم إلى معرفته الأسئلة التي ينبغي أن يواجهها إلى المتقدمين.فالتلميذ الذي يتقمص شخصية صاحب المصنع يشعر بحاجة واضحة إلى معرفة أساليب الاستفهام.

 

3-لابد من التركيز على ناحية معينة:بعد أن تنشأ الحاجة ينبغي أن ينتهز المعلم هذه الفرصة ويخصص حصة أو عددا من الحصص للتركيز على صعوبة معينة؛ليفهم التلاميذ المصطلحات المتعلقة بهذه الناحية،ويدركوا القاعدة،ويتدربوا على استعمالها حتى يتقنوها.ولابد بعد ذلك أن يتيح لهم المعلم فرصا طبيعية في دروس التعبير لتطبيق القاعدة،وهذا هو ما نعرفه في علم النفس بقانون لاستعمال.

4-لابد من دراسة أثر البيئة: المنزل،والشارع،والحي،والمدرسة،

والجرائد،والكتب،والمؤسسات،المختلفة ذات أثر كبير في ثقافة التلاميذ وما يكتسبونه من قيم وعادات ومعلومات.

 

ولاشك أن معرفة المدرس بالأساليب التي تشيع في هذه البيئات وما تحتويه من القواعد النحوية المختلفة تساعده أكبر مساعدة على انتقاء الأساليب التي يهتم بها والعادات التي يقويها والاتجاهات التي يصححها.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 532 مشاهدة
نشرت فى 15 يناير 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,606,995