أكدوا ان السرطان قابل للشفاء.. وأيدت أبحاثهم رابطة الإخصائيين النفسيين
" فريق كريتيف " حملة قومية لدعم الجانب النفسي لمرضي الأورام
دعاء النجار
اثبتت الدراسات والأبحاث العلمية ان الحالة النفسية لمريض السرطان من أهم مقومات الشفاء والعامل الأساسي الذي يحفز جهازه المناعي ويزيد من الإرادة والعزيمة بداخله ويزيد من قدرته علي مواجهة هذا المرض اللعين ومن ثم تأتي أهمية وجود الاخصائي النفسي والكوادر البشرية القادرة علي تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهؤلاء المرضي وذويهم والعبور بهم هذه المرحلة الحرجة.
نظراً لأهمية الموضوع وخطورته "احنا" تواصل ما قدمناه من قبل من إلقاء الضوء علي ما يقوم به فريق "كريتيف" الطبي المكون من نخبة من أساتذة طب وجراحة الأورام وعلم النفس الاجتماعي والاكلينيكي وباحثين ميدانيين بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والميدانية حيث ادركوا أهمية وجود الاخصائي النفسي داخل مراكز علاج الأورام بالمستشفيات الحكومية التي رغم وقتنا هذا مازالت تفتقد هذا الدور في الوقت الذي أصبحت مصر تسجل أعلي معدلات الإصابة بهذا المرض اللعين.
فقام أعضاء الفريق بتقديم أبحاثهم ودراساتهم العلمية أمام المؤتمرات الدولية والمحلية سعياً وراء تحقيق التكامل الأمثل في علاج مرض السرطان في مصر ما بين البروتوكولات العلاجية والنفسية وتوفير خدمة نفسية تسير جنباً إلي جنب مع العلاج الجراحي والكيميائي والاشعاعي أسوة بالعديد من دول العالم المتقدم.
نشرنا في 19 يوليو الماضي باكورة أبحاث الفريق وأولي نشاطاتهم نحو تحقيق هذا الهدف واليوم وبعد تأييد رابطة الاخصائيين النفسيين المصرية "رانم" لمجهوداتهم خلال المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس والذي عقد بالقاهرة وأكد علي ضرورة تفعيل مثل هذه الأفكار نواصل معهم عرض أفكارهم وتكرار مطلبهم للدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بتوفير اخصائي نفسي داخل المستشفيات الحكومية ومراكز علاج الأورام للتخفيف عن هؤلاء المرضي فماذا قالوا؟!
شيماء أبوزيد.. باحث ماجستير في علم الأورام وأحد أعضاء الفريق تؤكد: ان المعاناة النفسية التي تتملك مريض الأورام ونشاهدها يومياً خلال عملنا وباحتكاكنا بهؤلاء المرضي وذويهم دفعت الفريق لطرح ثقافة خضوع المريض لأسلوب علاج نفسي مصاحب له طوال فترات العلاج الكيميائي والاشعاعي الأمر الذي مازال غائباً عن مراكز علاج الأورام ومستشفياتنا الحكومية علي الرغم من انه حقق نجاحات مبهرة في العالم كله مشيرة إلي ان تقديم الدعم المعنوي وتحسين الحالة النفسية للمريض تعد بمثابة طوق النجاة له ولتقوية جهازه المناعي الذي يزيد من قدرته علي التحكم في الآلم والتعايش مع أكثر الأمراض شراسة وشيوعاً في الآونة الأخيرة.
تضيف: ان الفريق أخذ من حكمة الزعيم الهندي "المهاتما غاندي" يجب ان تكون التغيير الذي تتمني ان تشاهده في العالم شعاراً له منذ بدايته في يناير الماضي مشيرة إلي ان الفريق قدم أبحاثة ودراساته في هذا الشأن أمام أكبر المؤتمرات ومنها مؤتمر اجتماع اللجنة العشرين لمؤسسة أطباء الجراحة والجهاز الهضمي والأورام الذي أقيم في القاهرة تحت رعاية السيدة سوزان مبارك في الفترة من 20- 23 أكتوبر الماضي وقدمنا خلالها ورقة عمل حول الصورة الإعلامية لمريض السرطان كما تقدمها وسائل الإعلام المصرية وشاركنا بالمؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس في الفترة من 29/11 لي 1/2/2010 حول الابعاد والمشكلات التي تواجه مريضات سرطان الثدي لتحسين نوعيات الحياة وخلاله قامت رابطة الاخصائيين النفسيين المصرية "رانم" بتقييم أوراق عمل الفريق وايدوا أبحاثنا المقدمة ودورنا في بث ثقافة العلاج النفسي لمرضي الأورام في مصر.
من جانبه أكد الدكتور أشرف زغلول أستاذ الجراحة ومدير المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة ان الجسم يقوم بتكوين خلايا سرطانية بشكل يومي لكن بفعل جهاز المناعة الجيد تضمر هذه الخلايا ويتمكن الجسم من مقاومتها وهو ما ينطبق بالفعل علي مريض السرطان فحالته النفسية هي أحد مقومات الشفاء وتسير جنباً إلي جنب مع العلاج الدوائي والكيميائي ومن هنا تأتي أهمية وجود الاخصائي النفسي القادر علي استيعاب هؤلاء المرضي وأسرهم في ظل وجود موروث مجتمعي مفاده ان هذا المرض لا أمل في الشفاء منه ويؤدي إلي الموت لذلك تأتي أهمية وسائل الإعلام في تركيز توعيتها وتقديم البرامج الصحية التثقيفية بهذا المرض والتأكيد علي تجنب الاسباب التي تؤدي إلي الإصابة به وفي مقدمتها الكشف الدوري وتحليل الجينات للأسر صاحبة التاريخ المرضي وتجنب التعرض للاشعاع حتي ان كان أثناء إجراء الاشعات علي الأسنان دون أرتداء واقي للرقبة فضلا عن تجنب تناول الأكلات الملوثة أو الأطعمة المحتوية علي مكسبات الطعم والألوان الصناعية وضرورة تناول الموالح والخضروات والأكثار من فيتامين E,A والابتعاد عن الدهون.
ويوضح الدكتور أيمن عبدالوهاب.. استاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة: انه علي الرغم من ان الخدمات النفسية التي هي بمثابة اليد المعينة للخدمات الطبية لم تقم بدورها علي أرض الواقع مشيراً إلي ان وسائل الإعلام لها دورها في تفاقم هذه المشكلة من خلال النظرة اليائسة التي تعرضها الأعمال الدرامية وانها النهاية لهذا المرض مشيراً إلي انه آن الآوان لوسائل الإعلام لإعادة النظر في البرامج الصحية التي تقدمها وضرورة ان تخضع هذه المواد الإعلامية المقدمة في هذا الشأن إلي إشراف علمي ونفسي وديني واجتماعي لكي تتحري الدقة ولخلق أجواء إعلامية محاكية للواقع.
ويقول الدكتور علاء وحيد- أستاذ أمراض الدم وأورام الأطفال ووكيل معهد الأورام القومي- إنه علي الرغم من ارتفاع نسبة وعي المواطنين بالمرض بشكل لافت للنظر إلا أن الأطفال المصابين بالأورام وأسرهم وحتي الأطباء وفريق التمريض مازالوا في حاجة إلي دعم نفسي لما يلاقونه من أعراض وآلام للمرضي تلقي بظلالها علي حالتهم النفسية. مؤكداً علي أن مرض السرطان قابل للشفاء وقد تصل نسبة الشفاء منه في بعض الأحيان إلي 75% لكن لابد أن نعي جيداً أبعاده. مشيراً إلي أن أصعب الحالات التي تواجهه تتمثل في إصابة المراهقين بالمرض خاصة إنهم لديهم تمرد علي العلاج والشعور باليأس ولابد أن يقابل ذلك بالتثقيف والتوعية لأسر 2200 طفل هم إجمالي المصابين بالمرض سنوياً.
يؤكد الدكتور وحيد يسري جرير- أستاذ جراحة المناظير ورئيس أقسام الجراحة بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة- إننا في مصر مازلنا نهمل وجود أسلوب نفسي مصاحب للمرضي بصفة عامة ومرضي الأورام خاصة والتركيز فقط علي الجانب العلاجي علي الرغم أن العالم كله من حولنا يخضع المريض لعلاج نفسي متزامن مع العلاج الكيميائي ومن هنا تأتي أهمية وجود أخصائي نفسي يعي كيفية التعامل مع مرضي السرطان خاصة بعد اساءة الإعلام للعلاج النفسي وهذه الصورة تحتاج إلي سنوات لتصحيحها وضرورة الاستفادة من الحالات التي تم شفاؤها لدعم الجانب النفسي للمريض.
يري الدكتور محمد نجيب الصبوة- أستاذ علم النفس الإكلينيكي بكلية الآداب جامعة القاهرة- ضرورة تفعيل دور علم نفس الصحة الإكلينيكي القائم علي علاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن الأمراض المزمنة وفي الوقاية بدرجاتها المختلفة في تنمية الصحة البدنية من التلوث والحفاظ علي الصحة من خلال العادات الغذائية والمعتقدات حول المأكل والمشرب خاصة أن البعض يفضل تناول الدهون في الوقت الذي ينصح فيه بتجنبها وكذلك المخدرات والسهر والتدخين ومن هنا لابد أن نشير إلي أن العلاج النفسي المعرفي مسئول عن 98% من نسب الشفاء وبات من الضروري تحسين الجانب النفسي للمريض لتقوية جهازه المناعي الذي يقوم بإفراز خلايا قاتلة تحارب الخلايا السرطانية.
يقول الدكتور هيثم جرير - مدرس مساعد جراحة المناظير بالمعهد القومي للأورام- إن الإحصائيات تشير إلي أن أورام الثدي هي أكثر الأورام شيوعاً عند النساء وإصابة المرأة بسرطان الثدي وتعرضها لفقدان جزء هام وحيوي من جسدها كأنثي وأم وتشوه جسدها يحتاج إلي تأهيل نفسي لتحسين جودة الحياة لدي السيدات وتثقيف الزوج لتقبل هذا الوضع وكيف لمريض سرطان المثانة الذي يقوم باستئصال جزء منها وتحويل مجري البول واستخدام كيس مرافق له مدي الحياة أن يتقبل هذا الوضع دون وجود دعم نفسي. مشيراً إلي أهمية وجود قسم مختص بالمريض وأسلوب حياته وإعادة تأهيله بدنياً وفكرياً ونفسياً داخل المؤسسة العلاجية ومن خلاله يتم التنسيق مع وسائل الإعلام لبث المعلومات الصحيحة والتوعية بالمرض الذي مازال يحتاج إلي الكثير من التوعية خاصة في مجتمعاتنا الشرقية التي تجده نهاية المطاف.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 729 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,687,430