عمرو يحيي
ترتفع نسبة الإصابة بمرض السكر في مصر لتصل إلي11%, ويتوقع أن ترتفع إلي%14 من إجمالي السكان بحلول عام2025, ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلي زيادة معدلات الإصابة بالسمنة, حيث تعد مصر من أعلي الدول في انتشار السمنة, فـ70% من السيدات, و50% من الرجال مصابون بزيادة في الوزن.
وتزيد مشكلة المرض بزيادة مضاعفاته خاصة مع عدم انضباط مستوي السكر, وغالبا ما يشكو المرضي بعد سنوات من إصابتهم بأمراض تتعلق بالشرايين, الأمر الذي يتطلب المتابعة العلاجية حتي يتجنبوا خطر حدوث جلطات قاتلة..
تكمن المشكلة, كما تقول الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب قصر العيني ورئيس المؤتمر السنوي الخامس للجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم, أن نصف المرضي لا يعلمون بإصابتهم أو يتجاهلون المرض بصورة تعرضهم للمضاعفات, كما أن50% من المرضي غير مكتشفين, ويتم تشخيصهم بالمصادفة أو عند حدوث مضاعفات نتيجة التأثير الضار علي الأوعية الدموية, كمضاعفات الجهاز الدوري والقلب, حيث يكون مريض السكر معرضا للإصابة بضيق شرايين القلب والذبحة الصدرية أو جلطات القلب, وقد تكون الوفاة بسبب الإصابة بأمراض شرايين القلب أكثر من مرضي السكر, وتحدث أمراض القلب في مريض السكر مبكرا مقارنة بغير المصابين بالمرض, خاصة إذا صاحب السكر عوامل خطورة أخري كالتدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم ودهونه.
وتؤكد أنه يمكن التغلب علي المضاعفات بضبط مستوي السكر في الدم, بأن يكون نسبته الصائم من'90 إلي130 صائما', ومفطرا'140-180', وإذا صاحب المرض ارتفاع بضغط الدم ينصح بألا يزيد الضغط عن'130 علي80' لتجنب الإصابة بمضاعفات السكر علي شرايين القلب, ويراعي التحكم في الكوليسترول, واستخدام علاجات لمنع المضاعفات علي الأوعية الدموية, وتغير المريض لأسلوب حياته وممارسة الرياضة, والعلاج بالأنسولين في التوقيت المناسب لمنع المضاعفات علي الأوعية الدموية. وحول علاقة الفيروس الكبدي سي بالسكر, أوضح الدكتور عبد الخالق حامد أستاذ واستشاري أمراض السكر والكبد أن السكر يحدث بكثرة مع أمراض الكبد, وقد يتسبب مرض الكبد نفسه في حدوث السكر, فيما يعرف بسكر الكبد, وخاصة في مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي سي, ولا يؤدي السكر في مرضي الكبد للمضاعفات المعروفة لمرض السكر, ولكنه يؤدي إلي التدهور السريع لحالة الكبد وعدم الاستجابة للأدوية المضادة للفيروسات, ويرتبط السكر بعلاقة فريدة مع سرطان الكبد, وأثبتت الدراسات أن وجود السكر في مرضي الالتهاب الكبدي سي يزيد سرطان الكبد بشكل خاص, ويؤدي علاج السكر المصاحب لمرضي الكبد إلي نتائج أفضل وخاصة في مرضي الفيروس سي. ويوضح الدكتور رأفت رشوان أستاذ الباطنة بطب الزقازيق أن الإصابة بأمراض الشرايين التاجية ترجع لإصابة الأوعية الدموية الكبري, حيث تحدث بعض التفاعلات الداخلية التي تتسبب في زيادة عوامل نمو الأوعية الدموية, وزيادة سمك جدار الشرايين وانسدادها, كذلك مرض' نقص حساسية الأنسولين', والذي يصيب مرضي السكر من النوع الثاني المصابين بالسمنة, خاصة في منطقة البطن, فهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب بالإضافة لارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون الثلاثية, ونقص نسبة الكوليسترول المفيد.
واستعرض الدكتور محمد خطاب رئيس قسم ال الباطنة بقصر العيني الاتجاه الحديث لاستخدام دواء يحتوي علي أكثر من عقار في نفس الوقت, لتقليل الأدوية التي يتناولها المريض وتعمل علي تحسين فاعلية الأنسولين وتحفيز الكبد, وكذلك تنشيط خلايا البنكرياس لإفراز الأنسولين, واستخدام الأقراص المجمعة في علاج ضغط الدم بمرضي السكر حيث يحتاج هؤلاء المرضي لأكثر من علاج, وتحدث الدكتور عمرو عبد الوهاب أستاذ أمراض الباطنة بطب المنيا عن الأنواع الحديثة من الأنسولين, ومنها الأنسولين قصير المفعول, والأنسولين الأساسي وهو يؤدي لتقليل المضاعفات, ويفيد الأطفال في توفير جرعات ضئيلة من الأنسولين طوال اليوم, مما يحد من مضاعفات السكر علي شرايين القلب والأوعية الدموية والأعصاب وغيرها من آثار السكر الخطيرة.
ساحة النقاش