من الواقع - .. ودراسة علمية ترد علي المهندس أمين أباظة

عندما نكتب فإنما كتابتنا تكون من واقع ما يشعر به المواطن المصري.. ولو أدرك كل مسئول الفرق بين الكلمة الصادقة الخالصة لوجه الله والوطن والكلمة التي تحمل وراءها أغراضا خاصة وانحاز للأولي لحلت مشاكل كثيرة وأدي ذلك إلي الشعور بالارتياح بين المواطنين.
ولكن للأسف بعض أو معظم المسئولين إما انهم لا يقرأون أصلا وإما أنهم يقرأون ولا يستطيعون التفريق بين هذا وذاك ولذلك يقابلون الكتابات في الصحف بسلبية تامة وكأن ذلك شيء لا يهمهم ولا يعنيهم مع انه في صلب اختصاصهم.
نشرت صحيفة "روزاليوسف" اليومية في صدر صفحتها الأولي بالأمس ان 70 في المائة من المصريين يؤكدون ان رغيف الخبز سييء وردئ وان الدعم لا يصل إلي مستحقيه.
والصحيفة لم تذكر ذلك من خلال مقال لأحد كتابها.. وانما من خلال دراسة علمية أعدها قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع مبادرة اللامركزية للأمم المتحدة.
حقائق ما جاء في الدراسة ترد علي تصريحات المهندس أمين أباظة التي سبق أن علقت عليها في مقال بـ "المساء" يوم 21 ديسمبر الحالي. عندما قال ان استهلاكنا للقمح غير آدمي واننا نطعم الخبز للحيوانات مما يجعلنا نستهلك أقماحا زائدة عن حاجتنا.
والآن تعالوا بنا نستعرض ما جاء في الدراسة:
* نسبة الفاقد أو المتسرب في عمليات انتاج الخبز تصل الي 39 في المائة.. وهو ما يؤدي لعدم وصول الدعم إلي مستحقيه.
* 67 في المائة من المصريين يقرون برداءة الخبز البلدي المدعم الذي ينتجه نحو 18 ألف مخبز منها 92 في المائة للقطاع الخاص.
* 70 في المائة من المصريين يؤكدون ان الخبز غير متوافر للجميع. ويتم توزيعه علي المعارف والمحاسيب بسبب فساد أصحاب المخابز والمفتشين وهو ما يؤدي إلي بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء.
* أدي نظام اسناد الانتاج إلي المخابز إلي غياب عنصر المنافسة في السعر والجودة.. وبالتالي عدم الاهتمام برفع كفاءة صناعة الخبز.
* عدم الفصل بين عملية تخزين القمح وعملية الطحن حيث تودع كميات القمح في مخازن المطاحن علي سبيل الأمانة ولا يصرف منها إلا حسب الطلب.
تطرقت الدراسة إلي نظام استيراد القمح.. وقالت ان شراءه يتم علي أساس التكلفة "أي الأرخص" وليس علي أساس الجودة.. كما ان المواصفات الفنية غير واضحة.
كان المهندس أمين أباظة قد حمّل الشعب المصري مسئولية اهدار الخبز المدعم عندما قال ان استهلاكنا للقمح غير آدمي وان سعر الرغيف المدعم رخيص حتي اننا نستخدم جزءا كبيرا منه كعلف للحيوانات ولم يتطرق السيد الوزير الي السبب الحقيقي الذي يجعل الناس يقدمون هذا الخبز علفا للحيوانات وهو رداءة الرغيف كما جاء في دراسة كلية الاقتصاد.. والتي أكدت أيضا بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء.
علي أي حال لقد طالبت الدراسة بضرورة تشديد العقوبات الحالية ضد المتلاعبين بأقوات المواطنين لأنها لا تتناسب مع حجم المخالفات التي يتم ارتكابها