تاء تأنيث تحاول التغيير بقلم خالد منتصر ٢٤/ ١٢/ ٢٠١٠ |
تعالوا نستمع إلى صوت نسائى من الريف، امرأة مثقفة تحضر ماجستير اسمها فرانسواز سامى، رسالتها لها دلالة مهمة وممكن أن تختلف معها لكنها تدل على أن مصر مازالت بخير، اقرأوها معى، تقول الرسالة «أنا من قرية بمحافظة المنوفية اسمها الروضة، كانت تسمى قديما كلبشو، بدأت من مدة فى إنشاء ناد نسائى يناقش أحوال النساء فى القرية ويحاول أن يدخل بعض الصناعات الصغيرة مثل السجاد والفخار لصناعة صينى محلى والزجاج الملون وهذا لتثبيت قيمة العمل والكرامة ودفع الفقر، وأيضا بدأت فى محو الأمية عن طريق الاجتماعات المكثفة مع أهالى القرية ولكنى مازلت أعانى من التخلف فى الأفكار والمعتقدات، فانتشار السحر والشعوذة يكاد يقضى نهائيا على إعمال العقل وتنتصر الخرافة فى أغلب الأحيان، كما أن الختان منتشر وبصورة كبيرة جدا وتعدد الزوجات والإساءة للأطفال سواء كانت جسدية أو نفسية أو جنسية، كما أن أوكار الحشيش والمخدرات موجودة وبصورة كبيرة ويتراوح مرتادوها مابين الأطباء وغير المتعلمين نهائيا والكبير والشاب والصغير. حالة هروب جماعية من الواقع، أما الجمعيات الأهلية فى قريتى فتريد أن يصبح الجميع شحاذين!، أما الوعى فهو منخفض إلى درجة كبيرة حتى بين المثقفين. اعذرنى لقولى هذا فقد كنت فى مؤتمر المرأة العالمى الذى كان منعقدا فى المجلس الأعلى للثقافة فى المدة ما بين ١٦ - ١٨ من الشهر الحالى، وكان المؤتمر مليئا بالبكائيات على حال المرأة وما آلت إليه فى القرن الحالى وتفاوتت الآراء ما بين سيئ إلى أسوأ، فقد كانت مداخلاتى الثلاث خلال الثلاثة أيام أشبه بقنابل ترمى فى القاعة التى يعمها إما البكاء والنحيب وإما الضحك، عندما ذكر رئيس منظمة عالمية لحقوق الإنسان أن المرأة لديها مادة يفرزها المخ تجعلها متعاطفة فى أغلب الأحيان فهى بذلك لا تكون قادرة على العمل والحكم الصحيح على الأمور، ويبتلع ريقه ويكمل وهى ليست مبدعة على الإطلاق، وإنها تأخذ الكلام من الرجال أو تقول (كنت ها قولها)، وتقول أخرى من نفس المنظمة إن المرأة لابد أن تكون مثل الحرباء لتستطيع أن تتعايش مع البيئة التى تعيش فيها، وتقول أخرى إن المرأة بطبيعة الحال أقل قدرة بدنية من الرجل لأن القدرة العضلية للرجل أكبر، وتجد آخر يقول إن الدعارة أمر اختيارى لا يجب أن نتطرق له، وكان موضوع عن الفتيات الصغار الهاربات من حرب العراق، لك أن تتخيل سيدى انخفاض الوعى وتسلط الفكر الأبوى على العقول التى أملنا يوما أن تقودنا فى ركب التقدم، وإذا به متوقف منذ زمن بعيد ويأبى الرجوع للعمل مرة أخرى. وتندهش أكثر أنهم يتكلمون عن المناصب ولا يلقون بالا للفقراء الذين يعيشون فى بقاع الأرض كلها نساء وأطفالا ورجالا يالها من ازدواجية مزعجة، مؤتمر ضد التمييز بين الرجل والمرأة لا يدعو إلا للتمييز!!!!!! ففى قريتى أحوال الناس وحياتهم وتفكيرهم وعاداتهم ليس لها هوية يرمون بها فى جعبة المجهول والغيب والقدر والقوى الخفية، أو تعالجهم من أمراض عضال نفسية أو جسدية أو جنسية بما يسمى بفك الربط، ويلقون بأموالهم عند الدجالين والمشعوذين، فسبب خروجى للمشاركة المجتمعية كانت بناء على مشكلات جاءت إلى من أهل قريتى، فقررت الخروج والمشاركة وبذل قصارى جهدى لتوعية الناس وأريد منكم أن تقفوا بجانبى فقريتى ما هى إلا ملعقة من نهر بلدى مصر لتكون تجربة لنا فى قرى أخرى«. |
ساحة النقاش