في واحدة من أهم الأبحاث الجارية علي صعيد مكافحة البلهارسيا, توصلت د. رشيقة الريدي أستاذ المناعة بكلية العلوم جامعة القاهرة إلي حقيقة علمية مهمة
وهي أن الغذاء هو اللقاح الحقيقي الخفي والفعال الذي يستطيع أن يقود جهاز المناعة بالجسم في حربه الشرسة ضد الطفيل الذي تكمن خطورته, كما أوضحت في جعل جسم المريض غير قادر علي مقاومة أي نوع من الفيروسات, ولعل هذا هو سبب انتشار فيروسات الكبد بقوة بين مرضي البلهارسيا في مصر وفيروس الإيدز بين سكان دول افريقيا.
ولكي يتمكن الطفيل من التخفي في جسم المريض, أوضحت الدكتورة الريدي أن الطفيل يستخدم مادة سفينجومايلين الموجودة علي جداره في عمل روابط الهيدروجين مع السائل الموجود فيه وهو الدم, كذلك وجد أن انزيم سفينجومايلينيز يكثر من مادة سفينجومايلين, مما يؤدي إلي تكسير روابط الهيدروجين, مما يسمح بدخول المواد المغذية للدودة دون الأجسام المضادة للطفيل, وإذا زاد نشاط هذا الإنزيم فإنه يؤدي لوفاة الدودة. وتأكدت هذه الحقائق من خلال التجارب التي أجريت بمعامل جرونويل بفرنسا بالتعاون مع الدكتور فيديريكا ميجلياردو عندما تم نثر النيوترونات باستخدام جهاز السينكيترون. وقد وجد أن الزيوت غير المهدرجة مثل حمض أراشادونك من أهم منشطات هذا الإنزيم, ولذلك فإن تناول المريض لهذا الحمض يعد بمثابة الدواء للبلهارسيا. وقد تم نشر هذه النتائج أخيرا في انجلترا, كما تم نشرها في مجلة العلاج الكيماوي المضاد للميكروبات' أنتي مايكروبيال كيموثيرابي' الأمريكية. كذلك سوف يتم البدء في إجراء الدراسات قبل الإكلينيكية وتطبيق نتائج الأبحاث الإكلينيكية علي المتطوعين البشر قريبا بالتعاون مع الدكتورة رشيدة بركات أستاذ علم الوبائيات بمعهد الصحة العامة بجامعة الأسكندرية.
ساحة النقاش