الدبلوماسية المتوازية.. وإدارة الأزمة
تدخل أزمة السلام في الشرق الأوسط نفقا جديدا تطلق عليه أمريكا مصطلح الدبلوماسية المتوازية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, وتشير هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الي ان الطرفين لن يلتقيا وجها لوجه.
وتعمل أمريكا من خلال هذه الدبلوماسية علي الحد من الخلافات عبر طرح الأسئلة الصعبة, وانتظار الأجوبة الحقيقية, وكذا عبر طرح أفكار أمريكية عندما يقتضي الأمر ذلك, وتوضح كلينتون أنه عندما نصل الي طريق سدود, سنسعي الي طريق آخر, ولن نفقد الأمل. هذا النهج الدبلوماسي الأمريكي يأتي عقب فشل المفاوضات المباشرة علي صخرة التشدد الإسرائيلي, واصرار حكومة بنيامين نيتانياهو علي عدم تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة, وكذا مواصلة مخطط تهويد القدس الشرقية. وهنا يتعين الاشارة الي ان المفاوضات المباشرة كانت قد بدأت في مستهل سبتمبر الماضي, بناء علي إلحاح إسرائيل, وتأييد أمريكي.. وكان الموقف الفلسطيني واضحا كل الوضوح.. انه في حالة عدم تجديد إسرائيل تجميد بناء المستوطنات, فإن المفاوضات تفقد جدواها.. ومن ثم يكون من حق الفلسطينيين عدم الاستمرار فيها, ولم تدخر إسرائيل وسعا في ارباك المفاوضات وافشالها عندما شرعت في بناء وحدات استيطانية في الضفة المحتلة, والقدس الشرقية, وفي ذات الوقت بدا ان الإدارة الأمريكية لم يعد في وسعها أن تمارس أي ضغوط حقيقية لاقناع إسرائيل بوقف الاستيطان, وقد اعترفت أمريكا بذلك.
وحتي لا تتوقف الحركة الدبلوماسية الرامية لحل أزمة الشرق الأوسط, أعلنت أمريكا عن الدبلوماسية المتوازية, وهي فيما تشير الدلائل مجرد أسلوب لإدارة الأزمة, والايهام بامكان التوصل الي حل لها, ولهذا أعربت إسرائيل عن ارتياحها, بينما ساورت الشكوك والهواجس الجانب الفلسطيني, لإدراكه ان الجهود المبذولة لحل الأزمة ترتد الي خندق المربع رقم واحد, الذي يفضي الي النفق المظلم للمراوغات الدبلوماسية الإسرائيلية. إن الأمر جد خطير, خاصة أن أمريكا ربما تطرح الدبلوماسية المتوازية.. لسد الطريق أمام أي تحرك فلسطيني في اتجاه الأمم المتحدة سعيا وراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ساحة النقاش