مشروع المجمع التكنولوجي ــ ماله وماعليه
بقلم: د‏.‏أحمد الجيوشي


تطوير التعليم ــ والتعليم الفني والتكنولوجي منه بصفة خاصة ــ قضية شغلت وتشغل بال الحكومات المصرية المتعاقبة منذ مطلع ستينيات القرن الماضي والي الآن‏,‏

 

فقد رأت الدولة في مطلع الستينيات الماضية إبان نهضتنا الصناعية آنذاك أن انشاء المعاهد العالية الصناعية الي جوار كليات الهندسة سيشكل نقلة نوعية في تأهيل المهندس المصري‏,‏ نقلة تجعل منه مهندسا قادرا علي الجمع بين العلوم الهندسية النظرية والعلوم التطبيقية‏,‏ وبالفعل تم الاستعانة بخبرة الالمان في ذلك الشأن لما لهم من باع طويل في ذلك‏,‏ وظلت تلك المعاهد تخرج مهندسيها إلي أن اصطدمت الفكرة النبيلة بثقافة الطبقية التي لاتعرف مهندسا سوي خريج كليات الهندسة‏,‏ حتي انهم صنفوا خريجي تلك المعاهد في نقابة المهندسين علي أنهم مهندسون من الدرجة الثانية وتحت ضغط المجتمع تم تحويل المعاهد العليا الصناعية الي كليات للهندسة والتكنولوجيا ثم إلي كليات للهندسة‏,‏ ووئد الحلم والفكرة‏,‏ وفي منتصف الثمانينيات الماضية لمعت الفكرة ثانية في عقل وزير التعليم آنذاك فكان أن أنشأ معهدين عاليين للتكنولوجيا أحدهما في بنها والثاني في أسوان‏,‏ ومعهما أنشأ كليتين للتعليم الصناعي إحداهما في القاهرة والأخري في بني سويف‏,‏ وخصص لهما قرض بعشرات الملايين من الجنيهات لتجهيزهما علي أعلي مستوي تقني‏,‏ وتم الاستعانة في تطويرهما بخبرة هولندية هذه المرة‏,‏ وفي ذات الوقت تقريبا كان الرئيس مبارك قد وقع مع المستشار الالماني آنذاك‏(‏ هيلموت كول‏)‏ علي اتفاق المشروع الشهير‏(‏مبارك ــ كول‏)‏ لتطوير التعليم الفني في المدارس الثانوية الفنية‏,‏
ومع بداية الألفية الثالثة وبعد الانتهاء من مشروع المعهدين والكليتين دخل علي الخط مشروع أكثر طموحا لتطوير التعليم الفني عن طريق تطوير المعاهد الفنية المتوسطة‏,‏ وتحويلها إلي كليات تكنولوجية علي نمط مثيلاتها في المملكة السعودية الشقيقة‏,‏ وتكلف الأمر عشرات جديدة من ملايين جنيهات المصريين‏,‏ ولم تمر سنوات قليلة وقبل أن تختبر فكرة كلياتنا التكنولوجية الجديدة حتي رأت الدولة أن التعليم الفني يحتاج للتطوير بصفة عاجلة‏,‏ وكانت الفكرة الجديدة هذه المرة هي انشاء ما بات يعرف بالمجمعات التكنولوجية‏,‏ وهي علي ما يبدو تجميعا للأفكار السابقة في كيان جديد يضم بين جنباته فكرة‏(‏ مبارك ــ كول‏)‏ وفكرة الكليات التكنولوجية‏,‏ حيث يضم المجمع مدرسة فنية متقدمة وكلية تكنولوجية متقدمة‏.‏
والغريب في أمرتلك المشروعات المتعددة أن القائمين علي تطوير التعليم الفني لم يفطنوا بعد لأسباب استعصائه علي التطوير برغم كل تلك الجهود‏,‏ تلك الأسباب التي أراها ــ من وجهة نظري المتخصصة ــ أسبابا مجتمعية تتعلق بنظرتنا المتدنية وتقديرنا المتواضع لكل من لايحمل شهادة جامعية‏,‏ وهو ما سيقف حجر عثرة أمام اقبال الطلاب علي الالتحاق بالمجمع الجديد وكنت قد شاركت باقتراح منذ عامين تقريبا‏,‏ يتم بموجب ذلك الاقتراح رفع سقف المؤهلات التي تمنحها المجمعات التكنولوجية الي درجة‏(‏ البكالوريوس في التكنولوجيا‏)B-TECH,‏ علي أن تنشأ بكليات الهندسة نفس الدرجة العلمية الجديدة بالموازاة لبكالوريوس الهندسة ومعادلة له‏,‏ فنمنع بذلك تحول المجمعات الي كليات للهندسة‏,‏ ولينضم الخريجون الجدد لنقابة المهندسين تحت اسم مهندس تكنولوجي في شعبة التكنولوجيا التي ستنشأ الي جوار شعبة الهندسة‏,‏ بشرط أن تبقي باقي مؤهلات المجمع كما هي‏,‏ وليوزع الطلاب عليها حسب مجموعهم ورغباتهم في المراحل المختلفة‏.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 234 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,795,424