في الوقت الذي تطبق فيه الدول الأوروبية وأمريكا سياسات صارمة للحد من انتشار الأورام, ومنها مكافحة التدخين والحد من الملوثات وإتباع طرق تغذية صحية...
تنطلق من مصر تحذيرات تؤكد ارتفاع الإصابة بالأورام بين أعوام2020 وحتي عام2050, لتصل لأكثر من ضعف معدلاتها الحالية, مع زيادة مستمرة في متوسط الإصابة بسرطان الثدي, الذي يمثل34% من أجمالي الأورام التي تصيب السيدات في مصر, وانخفاض10 أعوام في متوسط أعمار المصابات مقارنة بالسيدات بأوروبا..
هذه التحذيرات أطلقها من القاهرة أخيرا المؤتمر الدولي لقسم طب وعلاج الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة, بمشاركة الجمعية الأوروبية لأبحاث وعلاج الأورام, ومجموعة البحر الأبيض المتوسط لعلاج السرطان
وبحسب الدكتورة رباب جعفر أستاذ طب وعلاج الأورام بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤتمر, فإن المناقشات تركزت إلي جانب كشف خريطة عيوب الخلل الجيني المسبب للأورام الثدي والرئة, علي الجديد في العلاجات الموجهة والمبشرة بعلاجات مازالت تحت الاختبار, بالإضافة للاختبارات الجينية الحديثة لتخصيص علاج لكل مريض علي حدة, وتشير إلي أن العلاجات الحديثة لسرطان الرئة في مراحله المختلفة, شهدت تطورا سواء كان علاجا كيميائيا أو موجها, حيث ظهرت علاجات كيميائية تحقق نسب أفضل في الحالات المتقدمة أو الحالات المصاحبة للجراحة, كما تم تقييم ثبات نتائج العلاجات الموجهة, بجانب اكتشاف تحاليل تظهر من يحتاجها من المرضي, وظهور جينات لم تكن معروفة من قبل كانت تتسبب في عدم الاستجابة للعلاج الكيميائي والموجة. وبرغم أن سرطان الرئة ليس شائعا كسرطان الثدي والمثانة, إلا أن نسبة حدوثه في ازدياد بين الرجال والسيدات, طبقا لما يقوله الدكتور حسين خالد أستاذ طب الأورام بجامعة القاهرة, بأن مشكلة سرطان الرئة تكمن في انتشار التدخين والملوثات كمادة الاسبستوس المرتبطة بسرطان الغشاء البللوري, أما سرطان الثدي فيرجع لقلة ممارسة الرياضة والسمنة الزائدة وانتشار التدخين بالسيدات وحدوث خلل في التوازن الهرموني وعوامل وراثية.
وحول الجديد في علاج أورام الثدي يوضح الدكتور نصر اللهلوبي أستاذ طب الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة, أن استخدام العلاج الكيميائي والعلاج المناعي والهرموني المتعدد في المراحل الأولية, أظهر نتائج مرتفعة مقارنة بالعلاج التقليدي, وأظهرت الدراسات عند استخدام العلاج الكيميائي مع العلاج الموجة تحسن20% بحالاتHER2 الايجابية. وتري الدكتورة ماجدة المنجي أستاذ العلاج الاشعاعي ورئيس وحدة الاكتشاف المبكر بالمعهد القومي للأورام, أن أهمية الاكتشاف المبكر للأورام الثدي تظهر في أن30% من الحالات التي تتردد علي المعهد من الحالات المتأخرة, والتي يمكن اكتشافها مبكرا بصورة تتيح علاجهم تحفظيا للثدي باستئصال الورم والغدد الليمفاوية, ثم العلاج الاشعاعي علي الثدي الذي يحقق نتائج شفاء مرتفعة مقارنة بالحالات المتأخرة, وتنصح السيدات فوق سن40 بعمل أشعة الماموجرام وتعلم الفحص الذاتي للثدي.
ساحة النقاش