بالعطف وليس القسوة.. أنت أب ناجح
كتبت ـ ريهام عبدالسميع:
يتصور كثير من الآباء أن الحنان والعطف والرحمة صفات تختص بها الأم فقط, أما الأب فيجب أن يكون حازما شديدا حتي يتمكن من الضبط والربط داخل الأسرة هذا المفهوم يجب تصحيحه فالأب النموذجي رحيم بابنائه عطوف عليهم.
بينما الأب القاسي يسبب لهم الأمراض النفسية والانحرافات السلوكية.. وهذا ماتؤكده د. أميمة كامل أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بقولها, إن القدوة ضرورية في حياة الانسان, والأطفال بطبيعة حالهم يحاكون أبويهم حتي قبل ان يتعلموا الكلام فيكون تعليم الطفل بهذه الطريقة أفضل بكثير, حيث يكون أمامه نموذج تطبيقي حتي يقلده في كل شيء في حياته.
ومن الآباء من لا يراعي الرحمة مع ابنائه ولا الحنان في معاملتهم فيكونون أشد عليهم من الآخرين, وذلك يترك في نفسيتهم جروحا لا تزول ولو بمرور السنين.
وهنا يجب أن نوضح معني العطف والرحمة الذي نقصده وهو ألا يتهاون الأب مع أولاده في مواطن الحزم, التي تتطلب وقفة قوية للأب يضع فيها الحدود لأبنائه, ويوضح لهم القواعد التي ينبغي ألا يحيدوا عنها, وكلنا نعلم أن المواقف التي تؤخذ من جانب الأب لأبنائه لا تنسي وتؤثر تأثيرا شديدا فيهم وتحفر في أذهانهم.وتذكر د. أميمة الآباء ببعض النقاط المهمة أو النصائح التي من الأفضل اتباعها في معاملتهم مع ابنائهم ومنها:
ـ تحلي الآباء بالصبر في معاملاتهم مع الابناء من المهارات الأبوية الهامة للتربية السليمة, فقد حذر الخبراء من كثرة معاملة الأولاد بالعنف خاصة إذا كانت طبيعة الأب عصبية أو كان سريع الغضب.كما حذروا أيضا من ضرب الأبناء في لحظات الغضب باعتباره من الأخطاء الخطيرة التي لا تؤدي الي تعليم أو توجيه سليم بل الي آلام نفسية خطيرة.
ـ ليعلم كل أب أن ابناءه يتعلمون بالحب قبل أن يتعلموا بالأمر أو الشدة, لذلك عليهم أن يحرصوا علي أن يسود الحب بينهم وبين أبنائهم.
ـ علي الأب أيضا أن يجلس مع ابنه أو ابنته كل فترة, ويتقرب منهم ويسألهم عما يفكرون فيه أو إذا كان هناك شيء ما يؤلمهم أو يؤرقهم أو يضايقهم, ويسألهم أيضا عن أحلامهم وطموحاتهم فحوارات المصارحة مع الأبناء هي تفريغ نفسي وجداني هام جدا في التربية, حيث يشكو كثير من الآباء من عدم قدرتهم علي التقرب من أبنائهم والسبب في ذلك أنهم لم يحاوروهم في الصغر فيصعب ذلك عليهم في الكبر, وتكون النتيجة نشأة شبه جدار عال يفصل بينهم وبين ابنائهم يصعب بعد ذلك اختراقه.
ساحة النقاش