مشاجرات الأطفال ظاهرة تقلق الوالدين وتثير حفيظتهم خوفا من أن تنمى هذه المشاجرات فى نفوسهم ميولا عدوانية بمرور الزمن..
يقول الدكتور أحمد شوقى العقباوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر:
الاختلاف بين الأطفال أمر طبيعى، وكلنا جميعا عشنا هذه المرحلة لأن الخلاف جزء رئيسى فى التفاعل الإنسانى الاجتماعى، ومن هذا الخلاف يكتسب الأطفال خبراتهم الذاتية.
تدخل الكبار فى حل الخلافات بين الصغار أمر خاطئ، لأن تدخلهم يتسبب فى إدارة الخلاف على طريقة الكبار وليس بما يناسب عقلية الصغار وفكرهم، خاصة أن الاختلاف بين الأطفال يكون بسبب مشكلة بسيطة حلها فى توجيههم لحلها، مثل حث الطفل على ألا يخاصم صديقه، ويصالحه، كى يستطيع الاعتماد على نفسه فى خلق ثقافة للتعامل مع الآخرين، إضافة إلى تنمية مهاراته اللغوية والحوارية مع الأصدقاء، كما أن الخلاف بين الأطفال أمر طبيعى، دائم الحدوث،
لكننا للأسف نقرأ فى حوادث الجرائد يوميا عن تعدى إحدى الأمهات على زملاء أطفالها ثأرا لهم، الأمر الذى ينمى مشاعر العداء بين الأطفال، كما يرسخ بعقولهم أن استخدام القوة هو الحل الأمثل لعلاج مشكلاتهم، فضلا عن أنه يقضى على علاقة الاحترام بين الزملاء وأسر زملائهم، ويجعل الطفل ذى شخصية ضعيفة، فيكبر معتمدا على من حوله فى الدفاع عن نفسه، وغير قادر على المواجهة، خاصة مع تجنب زملائه له.
للمدرسة الدور الأكبر فى توجيه الأطفال للتقارب فيما بينهم، لأن المدرس أو المدرسة هما الأقرب للأطفال من أولياء أمورهم، وأغلب خناقات وخلافات الأطفال تكون داخل أسوار المدرسة.
لابد من التواصل بين الوالدين وإدارة المدرسة، ومدرسى الأبناء، من خلال مجلس الآباء المدرسى، الذى أنادى بعودته للمدارس وتفعيله لما له من دور قوى فى توثيق العلاقات الأسرية بالمدرسة، وكى تشارك الأسرة مع المدرسة فى تخريج طفل قادر على الخلاف، والدفاع عن نفسه، دون إيذاء الآخرين، وفى الوقت نفسه، قادر على احترام المجتمع المحيط به، من زملاء، ومدرسين، فيشب مواطنا صالحا، قادرا على الدفاع عن حقوقه مستقبلا.
|
ساحة النقاش