الإخوان المسلمون بين الباطن والظاهر

  بقلم   أمير سالم    ٤/ ١١/ ٢٠١٠

الإخوان المسلمون اعتادوا منذ تأسيس الجماعة على عملية الكر والفر واستخدام شتى الأساليب والمناورات من طأطأة الرأس حتى تذهب الرياح، إلى الظهور الفج فى لحظات القوة باستخدام أقصى أشكال العنف والإرهاب الفكرى والسياسى.

ونجحوا دائماً معتمدين على انهيار ذاكرة الوطن إلى التنقل بخفة بين الباطنية والظاهرية والقدرة على خداع الدولة، والأفدح من ذلك خداع فصائل المعارضة.

ومنذ هزيمة ١٩٦٧ دخلت المنطقة العربية إلى ما يُعرف بالحقبة السعودية، وعلا المد الدينى، وانتشرت تيارات وجماعات الإسلام السياسى خاصة بعدما فتح السادات الطريق لهم بعد ١٩٧٣ بهدف تكتيكى ساذج أراد فيه السادات استخدامهم لضرب الحركة الطلابية والعمالية فى السبعينيات فادعوا قبول المهمة ولكنهم فى باطنهم وضعوا خطة استخدام الضوء الأخضر للسادات فتوغلوا فى كل مكان، خاصة المساجد والزوايا والجمعيات الشرعية والجامعات والنقابات،

وأفرزوا أجنحة وجماعات، وخرجت من عباءتهم جماعات التكفير والهجرة والجهاد والجماعة الإسلامية وجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتحايلوا بكل الطرق للتغلغل فى النقابات بل وبعض الأحزاب السياسية، واشتد عود الجماعة فى ظل أزمات مصر الاقتصادية وأزمه تمزق الهوية وضعف قوى المجتمع المدنى والمعارضة السياسية التى تحطمت تباعاً على صخرة النظام الأمنى وحسابات أمن الدولة الازدواجية بين الدولة المدنية والدولة الدينية.

وكما لم يكن تكوين جماعة الإخوان الوهابية بهدف دينى كما بدا من ظاهرها إنما كان لتسييس الدين واستخدامه فى عمليات الصراع السياسى والوصول للحكم، واعتبار أن كل من لا يؤمن بمبادئها لا يكون مسلماً، ومن هذا المنطق بدأت مرحلة تكفير الدولة والمجتمع، وجاء مبدأ الجهاد بكل السبل وعلى رأسها القوة حتى ضد المسلمين الذين اعتبروا مرتدين عن الإسلام، والهدف الباطن دائماً هو إحياء الجامعة الإسلامية والدولة الدينية والخلافة الإسلامية، ففى ذلك العلاج لأمراض الأمة الإسلامية..

حكومة جمهورية إسلامية لجميع البلدان والشعوب المسلمة، وعلى هذا الأساس وأسباب أخرى كثيرة لا مجال لها الآن قامت الأخوة الإسلامية بين الإخوان الوهابية والإخوان المصرية.

لقد أعلن البنا أن «الإسلام دين ودولة ومصحف وسيف»، وأوضح المرشد العام أن قعود المسلمين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية وأن الإخوان المسلمين سيعملون لاستخلاصه من أيدى كل حكومة لا تنفذ أوامر الله.

وأكد البنا أن الشعب ليس حراً فى اختيار الحكم الذى يريد، فالمواطنون واقعون فى الخطيئة والمسلمون جميعاً آثمون ما لم يقيموا الدوله الإسلامية وينصبوا عليهم خليفة!!!

وبعقلية الجهاد الإسلامى باعتباره فرضاً على المسلم شكل ميليشيات عسكريه هددت الدولة والمجتمع والقوى السياسية فى مختلف الحقب، وقام القلب التنظيمى السرى للإخوان بعمليات اغتيال معروفة عبر التاريخ، لقد وقف البنا من العالم الخارجى موقفاً معادياً وقسم العالم الى «ديار الإيمان وديار الكفر».

ومن أجل غاية الجماعة فى الوصول إلى الحكم فقد داعب عقول الجماهير البسيطة ونادى بضرورة عودة بلاد الأندلس وصقلية وبلاد البلقان وجنوب إيطاليا وجزائر بحر الروم إلى أحضان الإسلام وهى التى كانت خاضعة بالطبع لخلافة الدولة العثمانية، وزاد على ذلك بأن «البحرين الأبيض المتوسط والأحمر يجب أن يعودا بحيرة إسلامية».

وفى سبيل ذلك استخدمت جماعة الإخوان المسلمين الدعوة والدعاية والإعلان، كما استخدمت العنف عبر الميليشيات المسلحة واستخدمت منذ فتره مبكرة شركات توظيف الأموال، وأخيراً استخدمت الانتخابات كعملية أساسية تمارس فيها كل صنوف الانتهازية السياسية ونجحت دائماً فى إدارتها لمصلحتها سواء مع الدولة أو المعارضة.

والآن إلى أين نحن ذاهبون فى ركاب الإخوان المسلمين حكومة ومعارضة خاصة بعد انفلات مرشدهم بالمناداه بالثورة الإسلامية؟

هل هى قوى للتغيير الديمقراطى من أجل دولة مدنية ديمقراطية حديثه تعتمد على العقل وتؤمن بالناس وبإنجازات البشرية وحضارتها المختلفة وبالعلم والتكنولوجيا، أم أننا مصرون على فقدان الوعى والذاكرة والعودة وراءهم للخلف، وهل نحن بصدد إعطائهم مزيداً من القوة حتى نجد أنفسنا فى ظل حكم إسلامى مثل طالبان أم ننتظر أن يعلن المرشد العام نفسه خليفة للمسلمين؟!

وإذا كانت الدولة عبر أجهزتها وبسبب ازدواجية عقلية الإدارة بين الدولة المدنية والدولة الدينية تلعب مع الإخوان منذ عقود فى عدد المقاعد فى مجالس النقابات ومجلس الشعب، فماذا عن المعارضة، خاصة تلك القوى والأشخاص الذين يتحدثون عن التغيير والمستقبل؟

[email protected]

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 29/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 4 نوفمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,792,039