مشاريع التخرج في الجامعات.. تبحث عن الأسواق!
كتب- محمــد حـــبيب :
تحتاج السوق المصرية الي افكار جديدة لإنعاش حالتها وهذه الافكار لن تأتي إلا من خلال شباب جديد لديه أمل في المستقبل يطرح مشاريع وأعمال يجد فيها طموحه .
خاصة أن هذه الأفكار تحتاج الي نظرة مستقبلية ورؤي غير تقليدية ومن هنا تولد المنتجات وتنتشر وتؤثر بالشكل الايجابي في الاقتصاد القوميخاصة أن هذه الأفكار تحتاج الي نظرة مستقبلية ورؤي غير تقليدية ومن هنا تولد المنتجات وتنتشر وتؤثر بالشكل الايجابي في الاقتصاد القومي مشاريع الطلاب في الكليات احدي هذه الافكار التي لا تجد طريقها الي السوق وتظل حبيسة المعارض والأرفف والأدراج داخل الكليات خاصة ومنها من يحتوي علي ابتكارات أعدها مجموعة من الطلاب أو طالب واحد اطلق فيها الخيال والعلم والتعلم لفكرة قد تسهم في تطوير السوق وتسد احتياجات المجتمع.
الحقيقة أن الكليات بمساعدة من أساتذتها والمسئولين فيها بدأت تتغير افكارهم وبدأوا في البحث عن اساليب جديدة للاستفادة من هذه المشاريع ولكن الحركة مازالت بطيئة ولم تعد بعد في حجمها الحقيقي من الاستعانة برجال الاعمال وأصحاب الشركات والمصانع للتعرف علي هذه المشاريع لعلهم يجدون فيها ضالتهم بالاستعانة بها ويحتاج ذلك الي إدارة أو وحدة داخل كليات الهندسة وكذلك تخصصاتهم المختلفة والفريدة للتعامل مع هذه الافكار من المشروعات وتسويقها واستفادة المجتمع منها وهي سوف تجلب الخير الكثير علي الكليات والطلاب وأصحاب الاعمال.
ويؤكد الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي ـ أن الجامعات من احدي مهامها الرئيسية انتاج البحث العلمي والمشروعات التي تساعد في تقوية السوق وطرح افكار جديدة وابتكارات سواء قام بها اساتذة في التخصصات المختلفة أو الطلاب بالكليات. مشيرا الي أن رعاية الكليات لمشاريع التخرج لها أهمية كبري لعل نجد فيها ابتكارات حديثة وافكارا جديدة.
وأوضح أن دور الجامعات أصبح في غاية الأهمية سواء محليا أو عالميا وارتباطه بالصناعة أمر لا مفر منه وبالفعل بدأت كليات تنتبه الي ذلك وأقامت المعارض لمشاريع التخرج وعرضها علي رجال الاعمال والشركات, وتم اختيار العديد منها وتعيين هؤلاء الطلاب أو الخريجين بهذه الشركات.. ولكن تحتاج بالفعل ايضا الي جهود أكثر حتي يشعر الطلاب بهذا الدور وأهميته فيكون لديهم الدافع القوي في إعداد مشاريع متميزة بأفكار جديدة, والتسابق والمنافسة هنا تولد النجاحات والمشاريع المبتكرة.
كتبت - هبة علي حافظ :
مشروع التخرج مرحلة انتقالية بين سنوات الدراسة والحياة العلمية التي يخوضها الطالب بعد تخرجه ويضع فيه الطالب خلاصة فكره ومهاراته وخبراته خلال أيام الدراسة, حتي يكون نواة لإختراع أو ابتكار جديد يغير المجتمع.
في البداية يؤكد محمد مصطفي أحد خريجي كلية الفنون التطبيقية قسم فوتوغرافيا إنه استفاد من المشروع الذي قام بتنفيذه أثناء التخرج لانه طبق كل الخبرات والمهارات التي اكتسبها خلال سنوات الدراسة الخمس, وتشاركه الرأي شرين فتحي خريجة كلية الفنون الجميلة قائلة إن هناك العديد من المشروعات الابداعية تقوم الكلية بالاحتفاظ بها, وذلك لعرضها علي الطلاب الجدد للتعرف علي أوجه التميز والقصور.
بينما يؤكد أحمد محمود من خريجي كلية الفنون الجميلة أن الطالب يقوم بتنفيذ مشروع التخرج لضمان النجاح والحصول علي الشهادة وانه لم يستفد كثيرا به في الحياة العملية بالاضافة إلي التكلفة المرتفعة لتنفيذه.
ويشير علي رمضان طالب بالفنون التطبيقية إلي أن احتفاظ الكلية بمشروعات التخرج تعتبر أكبر استفادة للطالب لانها دائما تعطيه احساسا بوجوده داخل المكان وعدم البعد عنه بعد التخرج.
ويوضح أحمد محمد طالب بهندسة القاهرة أن المشروعات تحتاج إلي تكاليف مرتفعة قد تصل في كثير من الاحيان إلي آلاف الجنيهات وهذه المبالغ لا تكون متاحة وخارج استطاعة جميع الطلاب علاوة علي ذلك أنها لا تتم الاستفادة منها بعد ذلك بل إنها تعتمد بمجرد تخرج الدفعة.
ويؤكد رامي عبد الوهاب خريج هندسة عين شمس قسم مدني أن أهم المشاكل التي كان يعاني منها أثناء تنفيذ مشروع التخرج هي المتابعة من قبل الاساتذة علي خطوات تنفيذ المشروعات مما كان يرهقنا فكريا.
يري عمداء واساتذة كليات الهندسة المتنوعة في التخصصات ان مشاريع التخصص المتميزة تجد طريقها الي السوق وان هناك مشروعات عديدة متكررة تظل بالكليات ليتعرف عليها الطلاب الجدد.. ولكن يظل السؤال لماذا تتكرر المشاريع واين الإبداع؟!
وفي هذا السياق يشير الدكتور محمد صبري عميد كلية الفنون التطبيقية الي أن الكلية تستعين دائما برجال الأعمال واصحاب المصانع في المشاركة في تحكيم مشروعات التخرج للطلاب, وذلك للاستفادة من خبراتهم العملية بما يتيح فرصة لرجال الصناعة للتعرف علي إمكانيات وخبرات الخريجين.
وأضاف ان الكلية تقيم كل عام معرضا ضخما لعرض منتجات الطلاب التي قاموا بتصميمها في مشروعات تخرجهم وفي كثير من الأحيان يتم التعاقد مع بعض الخريجين للعمل وعلي سبيل المثال تم التعاقد مع دفعة قسم الملابس بالكامل العام الماضي أثناء المعرض.
ويوضح الدكتور محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة أن المشروعات التي يقدمها الطلاب وتحتوي علي أفكار جديدة يتم الاحتفاظ بها بالكلية لعرضها علي الطلاب الجدد من خلال معارض تقام داخل وخارج الكلية للاستفادة منها, أما المشروعات العادية والمتكررة يحتفظ بها أصحابها.
وأشار الي أنه تم الاتفاق علي بيع مشروعات تخرج الطلاب للجهات الحكومية كالجامعة أو الوزارة وإعطاء مكافآت رمزية للطلاب تحفيزا وتشجيعا لهم فعلي سبيل المثال قام رئيس جامعة حلوان بإختيار3 مشروعات لطلاب القسم الجداري وقام بصرف مكافأة قدرها3 آلاف جنيه لكل مشروع.
وأكد أن بعض مشروعات الطلاب تحولت الي مشروعات فعالة كتجميل سور جامعة حلوان بأيدي طلاب القسم الجداري.
وأشار الدكتور أشرف حافظ استاذ هندسة الاتصالات بجامعة بنها فرع شبرا إلي أن مشروعات التخرج أهم جزء في المنهج الدراسي حيث ان الطلاب بذلوا فيه جهدا كبيرا في التفكير والبحث والتطبيق العملي فهو خلاصة المهارات التي تم اكتسابها في السنوات الخمس الدراسية وهو تدريب عملي للطالب لكي يكون مؤهلا لمتابعة التطور الموجود بالمجتمع والمستجدات التي تظهر في مجال تخصصه.
وقال: أما بالنسبة للتكاليف المادية لتنفيذ مشروع التخرج فهي مكلفة في حالة استيراد مكونات المشروع من الخارج وبالتالي تكون فوق قدرة الطالب ولكن الجدير بالذكر أنه يوجد حاليا العديد من الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تدعم الطلاب اثناء تنفيذ مثل هذه المشروعات ومثال علي هذه الجهات بعض المؤسسات التابعة لوزراة الصناعة والجمعيات الأهلية.
ساحة النقاش