جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
التعليم الجامعي في القرن الواحد والعشرين.. مغاير تماما!
|
|
15/10/2010 08:31:44 م
|
بقلم : مها عبدالفتاح
|
أتيح لي هذا الأسبوع شهود بعض من المرحلة النهائية لتشكيل جامعة أهلية مصرية، قائمة علي نهج هذا القرن.. اكاديميين غربيين عرضوا وناقشوا خارطة مرسومة علي ورق لدقائق سير الدورة العلمية لهذه الجامعة بكلياتها الأربع، كل علوم التخصص بفروعها تطبق التنمية المستديمة.. جامعة محورها التنمية المستديمة الخارطة المرسومة بدت لي اقرب الي ما لو فتحت قلب الساعة وشهدت تصميمها من الداخل بتروسها وجزيئاتها الدقيقة وحركة دورانها... عشرة اكاديميين أوروبيين وأمريكي واحد اشتركوا في عرض تفاصيل الخارطة الدراسية لهذه الجامعة الاهلية علي عقلها المدبر: د. ابراهيم أبو العيش.. تصميم مستمد من رؤيته وفلسفته التي طبقها علي جميع مشروعاته التي أقامها، فاهم معالم هذه الجامعة هي نقطة ارتكازها: التنمية المستديمة محور كل فروع التخصص بكلياتها الأربع: الزراعة - الحيوية، الصيدلة، الهندسة، الاقتصاد.. تصميم نهج الادارة بما رأيته وسمعته هو ذات السمة الفلسفية التي طبقها - د. ابراهيم أبو العيش - مع مزارعيه وفلاحيه في واحته وسط الصحراء أو مع سائر العاملين لديه في مشاريعه: محاولة الوصول الي مجتمع واقعي أقرب ما يكون الي مجتمع فاضل قدر الامكان. لنسمع قليلا مما ورد من مناقشات: هذا بروفسور من المانيا يقول " انني لا انقل العلم لطلبتي بل أفتح عقولهم ومداركهم فقط.. لا أقدم لهم مواد علمية جاهزة في الكتب، بل اقدم ما يحفز عقولهم للتفاعل مع ما في الكتب، لان تنمية التفكير العلمي لدي الطلبة أصبح هو الغرض والهدف والأساس.. كيف نجعل الطالب يفكر ويوجد المعرفة لنفسه بنفسه.. هذا محور التعليم الجامعي لهذا القرن.. أستاذ آخر يري دوره في التدريس أصبح أقرب الي دور ( كوتش الفريق ) الذي يدرب ويوجه ويتابع ويصحح ، انتهي المفهوم القديم بمعني تدريس منهج سابق التجهيز وفي النهاية يختبرون الطلبة في المقرر... وآخر يقول: الدور الجديد للجامعات هو اعداد الطلبة للتعامل مع التحديات ومشاكل واقعية، لنعلمهم كيفية التفكير العلمي وهذا فن في حد ذاته.. بالأبحاث العلمية وحدها والاجتهاد يتعلمون ايجاد الحلول.. ثم آخر يقول ان طالب الجامعة بمفهوم العصر نجلسه الآن في مقعد القيادة ليتعلم و ليس في المقعد الخلفي... شيء آخر: فما عادت المناهج الدراسية عبارة عن تخصص مطلق بل لابد من التزود من علوم مضافة من فروع اخري ، العلوم الاجتماعية والعلوم الانسانية وغير ذلك يثري ويوسع المدارك.. ثم المناهج التقليدية المتوارثة من جيل لجيل ما عادت تناسب هذا العصر الذي يواجه تحديات شتي، لذا فالدراسات العلمية المتخصصة أصبحت تستمد من عناصر في الحاضر ومن تحديات المستقبل لتربطه بالمجتمع هذا هو دور الجامعة الآن... هذا الفكر الجديد خرج من رحم ملاحظات في التربية الاولية للطفل، فوجدوا انه في مراحل دراساته المبدئية يكون في أوج حالات الانطلاق، بملكات ذهنية وخيال محلق، ربما ادي به لعبقرية ابتكارية فيما لو أحيط بالبيئة المناسبة في التعليم، بعيدا عن القوالب المدرسية والقيود التقليدية والمناهج المحفوظة.. فهذا ما وجدوا انه يصيب العقول بالجمود! وبما أن المستقبل علي كل مستوي محلي او اقليمي او كوني يحمل تحديات كبري، و بحاجة الي حلول مبتكرة لا يعجز عنها العقل لو اعد وتأهل بالنحو المتطور.. و هذه جامعة تهدف لتجسيد الالتزام بالمجتمع لمواجهة التحديات، فجامعة القرن الواحد والعشرين تقوم علي مفهوم التعليم والبحث العلمي والتطبيق، هم أضلاع مثلث واحد.. والتخصص الجامعي أصبح مختلفا عما سبق و مستمدا من مجتمعه ومشاكله وتحدياته.. من هنا الابحاث العلمية جزء لا يتجزأ من الدراسة منذ البدء في الكليات الاربع ، وبهدف محدد: تحفيز ملكة الابتكار لدي الطلبة.. لهذا الاعداد المتكامل القائم علي الدراسة النظرية والتجربة العملية يدا بيد... استغرق هذا الاعداد عدة أعوام الي أن نوقش بتفاصيله هذا الأسبوع. وما رأيته مرسوما علي الورق ومن المناقشات كان أقرب في ذهني (بلغة الكمبيوتر) الي سوفت - وير لتطبيق رؤية معينة لهذه الجامعة ، أما الهارد وير فيجري العمل فيه حاليا ليكون بقعة خضراء في صحراء الاسماعيلية، يستكمل مع بدء العام الدراسي القادم: حرما جامعيا وسكنا للطلبة والأساتذة .. حالة تفرغ كامل وتبدأ الدراسة بجامعة هليوبوليس الاهلية هذه من العام الدراسي القادم . بقي شيء: فلسفة الحياة عندمؤسس هذه الجامعة د. ابراهيم أبو العيش لابد وتشمل قيمة روحية لا غني للانسان المنتج عنها، فلا مهنة ولاعمل يدوي أو ذهني يستغني عن وصلة فنية تغذي الروح، بل هو لا يعتقد بان شخصية متوازنة بغير حاجة الي مثل هذه الشحنة.. فالانسان في مفهومه لا يتوازن نفسيا ولا فكريا أو عمليا و مهنيا بغير تلك الوصلة الروحية المعنوية - اليومية - يستمدها من ممارسة فن من الفنون، أو التذوق الموسيقي بالخصوص عنده بالخصوص ضرورة أساسية ، فالحياة العملية والعلمية عند د. أبوالعيش لا تكتمل بغير تغذية الروح ، لذا فاللمسة الفنية - الروحية جزء مشترك بين كل التخصصات في الكليات الأربع غير الدراسات المشتركة في العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية والعلوم الانسانية... بقي سؤال بديهي اليه: من أين الوقت لتحصيل كل ذلك ؟ قال إجازات العام الدراسي في بلادنا اكثر من اللزوم، تصل لنحو 16 أسبوعا كل عام، فهذا وقت ضائع و فراغ مضر وبلا عائد علي الطالب، يكفي ان تكون الاجازة ستة أسابيع .. أو عشرة...
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش