منظمة الصحة العالمية: البلهارسيا تتجه للانقراض في مصر
جنيف من هدايت عبد النبي
طبقا لأول تقرير دولي من نوعه لمنظمة الصحة العالمية حول الأمراض الاستوائية المنسية, فإن عدوي نقل مرض البلهارسيا علي وشك الانقراض في مصر وعدة دول أخري.
هي ليبيا و المغرب و سلطنة عمان و المملكة العربية السعودية, لكنها لاتزال متوطنة في اليمن والصومال والسودان أكثر من غيرها من الدول في منطقة شرق البحر المتوسط, حيث يتم تنفيذ برنامج للسيطرة علي انتشارها.
وقالت مديرة المنظمة د. مارجريت شان في تقديمها للتقرير من جنيف إن نحو670 مليون نسمة في75 بلدا قد تلقوا أدوية لمواجهة هذه الأمراض في نهاية2008.
وصرح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أشوك مولو أن التقرير يتناول17 مرضا منسيا, أغلبها منتشر في نصف الكرة الجنوبي ويهدد حياة مليار نسمة وهي في مجملها أمراض معدية تنتقل للإنسان عبر الماء أو الحشرات وفضلات الحيوانات أو الطعام, كما أنها تعيق من عمليات التنمية بالدول الفقيرة, مما يصعب من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التي أقرتها الأمم المتحدة. وطبقا للتقرير, هناك عوامل مشتركة بين الأمراض أدت إلي تجاهل شركات الدواء والدول الكبري البحث عن علاجات فعالة وشافية من هذه الأمراض أهمها, أن هذه الأمراض تنتشر في الدول الفقيرة, كما تكون مؤثرة في المناطق الاستوائية والنائية التي تنتشر بها سبل العدوي من المياه أو الحشرات وتفتقد للخدمات الصحية الأساسية, مما يؤدي إلي ارتفاع تكلفة العلاج ورعاية المريض, إضافة لذلك فإن حجم انتشار العدوي بهذه الأمراض محدود, وبالتالي لاتمثل خطرا علي الدول الغنية. ومن بين هذه الأمراض: حمي الضنك الذي ينقله البعوض ويشبه في أعراضه للإنفلونزا, إلا أنه يعد من أهم الأسباب لوفاة الأطفال بدول جنوب شرق آسيا, ويصيب نحو مليون شخص سنويا وخمس سكان العالم معرضون للإصابة به, ولا يوجد حتي الآن علاج محدد للمرض, وتعتمد سبل المكافحة علي التخلص من البعوض الحامل للمرض. واقتصاديا تعد حمي الضنك من أعلي الأمراض المنسية تكلفة, حيث يقدر ما ينفق علي العلاج من المرض بنحو مليار و800 مليون دولار سنويا.
من ناحية أخري, تقدر تكلفة مقاومة داء الكلب طبقا للتقرير إلي مليار دولار, والرمد الحبيبي إلي نحو مليارين و900 مليون دولار, أما قرحة بورولي وهي من الأمراض الجرثومية المشابهة للجذام, فتصل تكلفة علاج الفرد سنويا ما بين76 و428 دولارا وهي متواجدة في33 دولة, و تعاني حاليا من الجذام17 دولة, حيث يظهر في كل منها أكثر من ألف حالة سنويا, حيث تبلغ الأرقام الكلية للحالات نحو213 ألف حالة بنقصان90% من الإصابات التي كانت قائمة في1985, ويؤدي هذا المرض ومضاعفاته إلي الإعاقة في نحو2 مليون حالة, لكن عمليات التعبئة ضد المرض أدت إلي شفاء أكثر من15 مليون حالة. كما أن هناك مجموعة من الأمراض البكتيرية والمعروفة باسم البكتيريا الملتوية, والتي تسبب أمراضا عديدة منها الزهري المنقولة عبر الممارسات الجنسية, وتضم القائمة داء شاجاس وهو مرض طفيلي منتشر في دول أمريكا اللاتينية ويؤثر علي عضلات القلب والجهاز الهضمي والقولون.
وبالنسبة لقارة إفريقيا, فينتشر مرض النوم, وهو من الأمراض الطفيلية التي تنتقل للإنسان عبر لدغة ذبابة' تسي تسي' وهي منتشرة في المناطق الريفية التي تفتقد لخدمات الرعاية الصحية وتصيب الإنسان والحيوان وتتسبب في خسائر مالية كبري تقدر بنحو نصف مليون دولار سنويا في عدد من الدول الإفريقية.
ساحة النقاش