اللغات الأجنبية تشوه عقول أطفال مصر
كتب ـ محمود القيعي: كشف بعض الخبراء عن أن تلاميذ مصر معرضون لخطر كبير بسبب تعليمهم لغات أجنبية في سن مبكرة, مما يصيبهم بحالة من التشويش والتشتت, خصوصا أن كل دول العالم المتقدم تمنع تدريس اللغات الأجنبية لأبنائها في المراحل التعليمية المبكرة, وتركز علي تعليمهم لغتهم الأصلية, حتي يتمكنوا من التعامل مع البيئة المحيطة بهم واكتساب مفردات لغوية تمكنهم من الاستيعاب.
ويري د. أحمد درويش أستاذ الأدب واللغة بدار العلوم أن نزعة تغريب التعليم وصلت الي منابعه الأولي في سن الطفولة, فمنذ شهور النطق الأولي يبدأ الطفل في مدارس الحضانة تعلم الأرقام والكلمات البسيطة الأولي باللغة الانجليزية, وتسعد الأم سعادة كبيرة عندما تعرض علي زوارها مهارة طفلها وهو يعد حتي رقم العشرة بالانجليزية دون تعثر.
ويؤكد د. درويش أن التخطيط والتنظيم الحكومي في مصر لا يراعي المبدأ التربوي المتفق عليه في كل مدارس العالم وهو المبدأ الذي يحمي الطفولة من غزو لغة أجنبية قبل تمكن الأطفال من التفاعل مع لغتهم القومية, ومن غير المسموح به تعليم اللغات الأجنبية في المراحل التعليمية المبكرة, فلا يتعلم الطفل الألماني ولا الفرنسي ولا الأمريكي ولا الروسي ولا الايراني ولا الصيني ولا الكوري ولا الياباني مبادئ القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم بغير لغته القومية كما نفعل, وانما يؤجل لديه هذا النوع من التعليم حتي نهايات المرحلة الابتدائية, وهي المرحلة التي يكون فيها الطفل قد استوعب أن لغته القومية هي وسيلة أساسية من وسائل تكوين المعرفة لديه, وهو مبدأ تربوي لدي كل التربويين في كل أرجاء الأرض.
ويري د. عبدالله التطاوي أستاذ الأدب العربي بآداب القاهرة والمستشار الثقافي المصري بالرياض أن الجهل باللغة الأم هو مدخل تهميش للهوية وتسطيح الكيان والشخصية, ويري أن الشعور بالدونية تجاه تعليم اللغة القومية هي صورة مزرية في تشكيل براعم وأجيال يجب أن تعتد بكل ماهو وطني وقومي.
وعن خطر تأخر تعلم اللغات الأجنبية يؤكد د. التطاوي أن تأخير تعلم اللغة الأجنبية الي مرحلة مابعد اتقان العربية في سن ثماني سنوات لا يمثل خطرا علي التمكن من اجادة اللغة الأجنبية, وقد كانت هذه تجربة أجيال العلماء الكبار الذين أجادوا العربية منذ النشأة, ثم أتقنوا الانجليزية الي جوارها.
ولا ينكر د. رجب عبدالجواد أستاذ اللغويات بكلية الآداب بجامعة حلوان أهمية تعلم اللغات الأجنبية في عصر تراكم ثورات العلم والاتصالات والمعرفة, ولكن الأهم والأخطر أن يتعلم النشء لغته الأم في سن مبكرة تسهم في إثراء مفرداته.
ساحة النقاش