|
|
مشيرة |
الأحلام والرؤى.. عالم واسع، وعلم له معان ودلالات وإشارات، لها علاقة وطيدة بحياه الفرد، ويكفى أن ذكر الأحلام والرؤيا قد ورد فى القرآن الكريم، ليدل على أن للحلم مغزى ومعنى فى حياة الناس، ومع انتشار ظاهرة مفسرى الأحلام زادت درجة التكهن بتفسير الأحلام من جانب غير المختصين فى هذا العلم، لذا فإنه من الضرورى أخذ هذا العلم عن أصحابه والعالمين به، بدلاً من الوقوع فى شباك الوهم والخديعة بسبب التفسيرات الخاطئة للأحلام.
«مفسرة الأحلام»، خبيرة الباراسيكولوجى وتحليل الشخصيات «مشيرة حنفى» تقدم لنا إطلالة على هذا العالم الملىء بالأسرار وتقول: الرؤيا والحلم عبارة عن نشاط من أنشطة الروح، وقد مَن المولى عز وجل بها على عباده ولها حكمة يدركها العاقل، وكانت أول رؤيا فى تاريخ البشرية، لسيدنا آدم عليه السلام لحواء، قبل أن يخلقها الله لتؤنس وحدته، وهى دليل على تهيئة النفس لاستقبال ما سيقع لها لاحقاً..
يعتقد البعض أن الرؤى والأحلام عبارة عن مخاوف وتخاريف، لا تكشف عن الآتٍ، أو تبشر بمستقبل، مما جعل الكثير من الناس يفقدون الثقة فيما يرون فى منامهم.
والفرق بين الحلم والرؤية أن الأخيرة من عند الله، وهى درجة قوية من كشف الغيب، لذلك اختص بها الأنبياء، أما رؤيا البشر فهى فى درجة لاحقة، وتأتى لأصحاب النفوس الخالية من الأحقاد، وهى درجة من التنبؤ بالأحداث، وعندما يقص الحالم بها ما رآه، لا ينسى شيئاً وكأنه يرى ويسمع وتظل عالقة فى ذاكرته، وإجمالاً فإن من يرغب فى رؤيا صادقة عليه بسمو نفسه، لأن سمو الرؤيا من سمو النفس.
أما الأحلام فهى درجة ضعيفة تكاد تخلو من الوحى لدى البعض، لأن الأفكار المادية هى التى ترسم الصور الحلمية بما فيها من طموحات وآمال، وتكون أحداثها مرتبة وبها أشخاص وكلام يخص كل فرد على حسب ظروفه وثقافته، لذلك أطلق عليها أحلام «حديث النفس»، وهناك «أحلام الشيطان»، وهى عبارة عن صور محزنة للحالم، وتصده عن فعل ما فيه صالح أمره، أما الكابوس فهو حلم مخيف ويكون بسبب أكلة دسمة تضغط على القلب وتحرم الدماغ من تدفق الدم إليه..
علينا أن نتعلم كيف نستيقظ من النوم بهدوء حتى نتمكن من التواصل مع ما كنا نراه فى الحلم قبل الاستيقاظ، فالأحلام دائماً ما تترك فى أنفسنا عاطفة معينة مثل السعادة أو الحزن أو الاكتئاب بعد الاستيقاظ من النوم، لذلك يجب علينا وضع ورقة وقلم بجوار السرير وأثناء لحظات الاسترخاء بعد الاستيقاظ مباشرة نقوم بإغماض العين ومراجعة بعض الصور التى كانت تصاحبنا فى الحلم ونسجل الإجابة على أربع أسئلة هى: ما هو الاحساس الذى صاحبنا لحظة الاستيقاظ؟، ما الصورة المصاحبة للحلم؟، الأماكن التى تجولنا بها؟، وأى موقف من مواقف حياتنا يذكرنا بها الحلم؟
وهناك طريقة أخرى أسهل وهى إعطاء أمر للعقل قبل النوم بتذكر الحلم، وهى طريقة ثبت نجاحها.
وتؤكد مشيرة حنفى أن الرؤيا هى حصيلة رحلة الروح بعد خروجها من الجسد عند النوم لأنه «موت»، لذلك لا يجب أن يغفل الإنسان عن الروح وما تأتى به من أخبار أثناء النوم لأنها تتجول فى عالمها وتكشف الحقائق سواء كانت قريبة أو بعيدة.
وتضيف: للرؤى والأحلام أهميتها فى حياتنا، ولها فوائد كثيرة منها إثبات وجود عالم للروح وفيها تتلاقى أرواح الموتى بالأحياء، وتدريب النفس البشرية على عالمها بعد مفارقة الجسد بالموت، وتنمية مراكز المخ، كما أنها تساعد على الخلاص من الضغوط النفسية.
|
ساحة النقاش