في مختبر السرديات.. صوت جنوبي
الإسكندرية ـ من حسن إمام
مني الشيمي.. مبدعة الجنوب.. لقاء أدبي نظمه مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية, قدم من خلاله الناقد الدكتور محمد عبدالحميد.
دراسة بعنوان: بين الخطاب الأدبي والحكاية التاريخية قراءة في مجموعة من خرم إبرة ورواية الكفة الراجحة للقاصة مني الشيمي. وفي بداية اللقاء, قال الأديب منير عتيبة المشرف علي مختبر السرديات: إن استضافة مختبر السرديات لمني الشيمي هو احتفاء بالمرأة المبدعة وبجيل الوسط والجنوب المبدع الخصب, مشيرا إلي أن مني الشيمي هي صوت جنوبي متميز من جيل الوسط الذي يحمل علي عاتقه التوازن المنشود في الحركة الإبداعية المصرية. وقدمت القاصة مني الشيمي في شهادتها الأدبية فقالت: أكتب كي أتطهر بالكتابة, كي أتخفف من الأثقال التي أحملها علي كاهلي, أو كي أخفف من حدة إدراكي. وقدم الدكتور والناقد محمد عبدالحميد خليفة قراءة في مجموعة من خرم إبرة أشار فيها إلي احتشادها بعناصر سردية جمعتها الكاتبة في ضفيرة سردية واحدة. وأضاف أن هذه العناصر يمكن بعد وضعها تحت مجهر النقد التحليلي, وأولها عناصر موضوعية, والثانية فنية تتصل ببعض عناصر السرد القصصي وآليته, مشيرا إلي أن المجموعة في قصصها الخمسة عشرة تعالج قضايا الإنسان, نابشة في أعماقه, تستل ذلك الإنسان في صوره المختلفة وردود فعله العفوية تجاه ما يتعرض له مع الآخر الذي قد تربطه به علاقات اجتماعية, وهذه السلوكيات العفوية تكشف الإنسان أمام نفسه قبل أن تكشفه أمام الآخر, لافتا إلي قصة المفتاح التي أشار عنوانها إلي حالة مفاجئة من تغير العلاقة الاجتماعية بين المرأة وجارتها اللتين تعودتا علي ميثاق حب وجوار يتخلله سمر متصل أكد توحدهما, غير أن ـ ولسبب تجهله الساردة ـ يبدأ التحول المفاجئ من الجارة الأخري, إذ تتعمد تجنب جارتها والاحتكاك بها علي عكس ما كانت العادة بينهما, هذا الأمر الذي أرق المرأة الساردة وأصبحت الدنيا أمامها ضيقة مغلقة, الأمر نفسه نجده في قصة من خرم إبرة التي تجسد شعورا إنسانيا تمر به أديبة تعلق أملها بأحد كبار النقاد الذي سينشر لها باكورة أعمالها. أما قصة علي كف عفريت فتكشف عن مخبوء داخل الإنسان قد يخرج ويتصرف في شكل سلوك عفوي غير مبرر عندما تحتال علي رصيد صديقتها من هاتفها الجوال وتضعه في هاتفها. وأشار إلي جرأة الكاتبة في اقتحام عالم المرأة الذي قد يمتلئ بالمتناقضات والأسرار ولفتها إلي واقعها في بيئتنا العربية المحافظة ومشكلاتها ومدي ما تقع فيه أحيانا من ضغوط اجتماعية ونفسية. وكشف الزوايا المظلمة داخل المرأة الزوجة والأم. مشيرا إلي أن الكاتبة حاولت في هذه المجموعة وبطريقة غير مقصودة إثارة قضية الأدب النسوي بما يطرحه من استيعاب شتي الطقوس الشعبية والتقاليد الاجتماعية الموروثة.
ساحة النقاش