من ندوات مؤتمر مصر في العصر القبطي
الاسكندرية‏:‏ د‏.‏هالة أحمد زكي


ماذا لو عاد الزمن الي الوراء‏..‏ ووصلنا مع صفحات التاريخ الي بر مصر في العصر القبطي؟‏.‏ فربما لا يعرف الكثيرون أن الحياة في مصر في ذلك الزمن لها تتابعات من حركة التحضر الوطني التي تشبه موج البحر‏.‏

 

وفي مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية بالتعاون مع جمعية الاثار القبطية ولمدة ثلاثة أيام كانت هناك محاولة للاقتراب من حالة المدن والقري ورجال الدين والقانون والفنون والاداب في مصر العصر القبطي‏,‏ لدعم البحث العلمي حول الحضارة القبطية التي انتشرت في مدينة الاسكندرية علي يد القديس مرقص بكل تاريخها وآدابها‏.‏
بعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر دارت مناقشات في ندوات استغرقت ثلاثة أيام‏.‏ في الندوة الاولي الرئيسية تحدث د‏.‏ جاك فاندر فليت أستاذ المصريات بجامعة لندن عن الحضارة القبطية طارحا عدة أسئلة‏.‏ أولها عن كيان اللغة القبطية ولماذا استخدمت بهذا الشكل‏.‏ وهل قامت بالوصل بين مصر والبحر المتوسط وخاصة ان بعض مفرادتها تأثرت بحضارة البحر المتوسط وانها بشكل عام تمثل آخر مرحلة من اللغة المصرية القديمة‏.‏ كما أن السؤال التالي لابد ان يكون عن ماهية الحضارة القبطية وسط بانوراما الانجازات المصرية علي مر العصور‏.‏ وهل صحيح أن هذه الحضارة بمكوناتها المتوسطية قد انتقلت الي افريقيا عبر مصر‏.‏ وفي نفس الموضوع تحدث عالم المصريات د‏.‏ عبد الحليم نور الدين مؤكدا أن اللغة القبطية هي مرحلة أخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة من حيث القواعد‏.‏ و تعود أولي محاولات الكتابة بها للقرن الثالث قبل الميلاد‏.‏ وقد تعددت لهجاتها وظهرت القبطية الصعيدية والبحيرية والفيومية والاخميمية‏.‏ و ظلت مستخدمة حتي القرن الثاني عشر الميلادي أي بعد الفتح الاسلامي لمصر حتي استكمل تعريب الدواوين وبدأ الاقباط يكتبون باللغة العربية‏.‏ الا أن أكبر انجاز قدمه المصري القبطي هو استخدامه الحروف اليونانية لكي يجبر اليونانين علي نطق لغته وهو توجه وطني مصري بالاساس‏.‏ وفي ندوة متفرعة تحدثت د‏.‏ ايوا زاكرزيوزاكا من أمستردام عن اللغة القبطية كلغة أدبية للمصريين‏.‏ وأوضحت انه كانت هناك فترة من الزمن تقدر بحوالي مائتي عام قبل ان تدخل هذه اللغة الي مجال الادب وانها قد تأثرت كثيرا بالمفردات اليونانية لغة حكام مصر وقتها‏.‏ وأن دخولها مجال الادب كان اختياريا من المصريين وانهم كانوا يتجهون الي مواطنيهم في بر مصر ليتحدثوا اليهم‏.‏
أما عن تاريخ الاسكندرية في ذلك العصر فقدارتبط الي حد كبير بتاريخ الكنيسة كما جاء في كتابات المؤرخ الشهير يوسيبيوس القيصري كما تشير د‏.‏ رحاب عبد الرشيد من جامعة الاسكندرية‏,‏ حيث يعتبر أول من أرخ للحياة الدينية منذ ظهور السيد المسيح‏.‏
أما ملامح الشخصية المصرية في العصر القبطي فهي كما تقول د‏.‏ زبيدة عطا في ندوة ثالثة تتميز بالاعتدال والاستمرارية مع تقبل الجديد ولكن اذا ارتبط القهر الانساني بالمساس بالمكون الديني فإن المصري ينفجر‏,‏ لكنه يواجه حكومات القهر عادة بالسخرية والنكتة‏.‏
ونأتي الي الاحتفالات الشعبية بأعياد القديسين والشهداء التي تحدثت عنها د‏.‏اليس أسكندر من جامعة كفر الشيخ في ندوة فرعية أخري حيث بدأت حين تولي قسطنطين حكم الامبراطورية الرومانية ونشره منشور التسامح الديني ومنذ ذلك الحين بدأت الابرشيات القبطية ابتكار الميامر والمدائح
وتناولت د‏.‏شروق عاشورفي كلمة تكاملت مع كلمة د‏.‏ اسكندر احتفال كنيسة الشهيد مار جرجس بميت دمسيس وهو احتفال سنوي طوال شهر أغسطس يحضره المسيحيون والمسلمون يحدث نهضة روحية واقتصادية للقرية‏.‏
هذه ليست كل الابحاث فهناك أبحاث عن العمارة والفنون القبطية وأسماء المدن والقري والتواصل بين اللغة العربية والقبطية ومناقشات ربما تعجز أية مساحة كتابية عن أستيعابها ولتكن هذه باكورة الاهتمام الفعلي بالحضارة القبطية علي أرض مصر‏.‏

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,993