عمرو يحيي
يصاب أطفالنا في كثير من الأحيان بأعراض, لا تلقي لها الأم بالا, وتتفاقم هذه الأعراض بمرور الوقت, رغم أن اكتشافها بالملاحظة اليومية البسيطة يجنب الطفل عواقب وخيمة منها الحاجة للتدخل الجراحي,
من بين هذه الأمراض السقوط الشرجي الذي يصيب2 إلي5% من الأطفال بين أعمار2 إلي11 عاما, وتتزايد نسب الإصابة مع بداية السنة الثالثة من العمر.
تظهر اعرض المرض بجلوس الطفل لفترات طويلة مع صعوبة أثناء الإخراج, وبمرور السنوات, ومع افتقار الأم للوعي الكافي بمعاناة الطفل, يحدث سقوط كامل لجدار الشرج, وترجع أسباب المرض, كما يقول الدكتور عبده البنا أستاذ الجراحة العامة والمناظير بطب الأزهر, لوجود مسببات وراثية يولد بها الطفل كضعف عضلات الحوض, وزيادة في حركة الأمعاء, إلي جانب أسباب بيئية مثل الأمساك المزمن وزيادة المجهود العضلي عند الإخراج, ويتسبب ذلك في زيادة ضغط البطن ودفع الشرج لخارج الجسم, وفي الحالات المتأخرة قد يعاني الطفل تقرحات ونزيفا وعدم القدرة علي التحكم في الإخراج.
ولتقليل مضاعفات التدخل الجراحي بالأطفال, استحدثت طريقة باستخدام المناظير لعلاج هؤلاء الأطفال قدمها فريق بحثي بقسم الجراحة العامة والمناظير بالتعاون مع قسم جراحة الأطفال بطب الأزهر, خلال مؤتمر الاتحاد الأوروبي لجراحة المناظير بجنيف2010, حيث طبقت علي86 طفلا بين أعمار2-11 سنة, وذلك بوضع شبكة لتثبيت السقوط بالأطفال بطريقة لا تعوق نمو جهاز الإخراج, واستئصال أجزاء من القولون في الحالات التي استدعت ذلك.
ويضيف أن الطرق الجراحية التقليدية تمثل معاناة للطفل حيث تستأصل أجزاء من القولون ويثبت الشرج بعظام العمود الفقري, ويحدث ارتجاع للمرض بنسبة23%, أما الطريقة الحديثة فتحسنت معها وظائف الإخراج, مع عدم ارتجاع المرض خلال متابعة استمرت4 سنوات, مشيرا إلي ضرورة ملاحظة الطفل عند طول عملية الإخراج وإعطاء الملينات التقليدية, كما أوصت الدراسة باستخدام المنظار الجراحي في حالات الأطفال لتقليل مضاعفات الجراحة التقليدية ومنع ارتجاع المرض.
وقد حصل الفريق الطبي المصري علي جائزة أفضل بحث بالمؤتمر الأوروبي لجراحة المناظير, وشارك بها الدكاترة نادر هاشم, و احمد شحاتة من فريق الجراحة العامة والمناظير بطب الأزهر, ومن جراحة الأطفال رفيق شلبي, وماجد إسماعيل, ترأس الوفد الطبي الدكتور إسحاق عبد العال رئيس أقسام الجراحة بطب الأزهر.
ساحة النقاش