تبريد الأرض.. مهمة غير مستحيلة
حــــــوار: وجيه الصقار
قضي حياته متفرغا للدراسات البيئية وبحوثها, مشاركا في مختلف المحافل الدولية التي تبحث مستقبل الكرة الأرضية بعد انتشار ظاهرة الاحتباس الحراري بالكرة الأرضية.
التي تعاني قسوة الحضارة التي تسببت في اختناق البشر والكائنات علي هذه الأرض, ولما سوف تسببه في المستقبل القريب والبعيد من ارتفاع الحرارة حتي5.5 درجة وخلال هذا القرن.. العالم المصري د. احمد عبد الوهاب
له رؤي كثيرة لمواجهة مشكلة الوجود علي هذا الكوكب.
> بادرته بالسؤال: ماهي أسباب ارتفاع الحرارة.
يمكن تحديد اسباب ارتفاع درجة الحرارة بالكرة الأرضية في3 اسباب الأول: تغيرات في لمعان الشمس, وخواص مداري الأرض حولها, والثاني ويشمل العوامل الطبيعية الارضية وتغيرات التيارات البحرية, والثالث وهي الأخطر ويشمل الأنشطة البشرية التي تتسبب في تغيرات المناخ وتؤثر علي الصحة للانسان والكائنات وصحة البيئة فتتغير الاحوال الجوية الي ارتفاع الحرارة ونقص الامطار او زيادتها فضلا عن حدوث الاعاصير والرياح الشديدة.
> الي أي مدي تتمثل خطورة الغازات الخانقة مسببة زيادة الحرارة وتحولا في الحياة البيولوجية؟
> أكثر الغازات خطورة هو ثاني اكسيد الكربون والذي تزايدت كميات انتشاره علي الارض وبمعدل4 اطنان لكل انسان حتي بلغ حجمه نحو26 بليون طن اضافة الي غازات الميثان واكسيد النيتروز ومركبات الكلوروفلور كربون وهي في معظمها من تأثير الانسان.
> الي أي مدي ساهمت ابادة الغابات في ازدياد حرارة الجو وتغير المناخ؟
> لأن النبات يمتص ثاني اكسيد الكربون من خلال التمثيل الضوئي فان ازالة الغابات ساهمت بدرجة كبيرة تصل الي أكثر من20%, وأن ازالة مساحات كبيرة من الغابات الشمالية او الاستوائية ساهمت في تفاقم المشكلة كما أن التدفئة الناتجة عن ارتفاع حرارة الأرض تعجل بتحلل المواد العضوية, واطلاق المزيد من ثاني اكسيد الكربون والميثاق اضافة الي أن هناك خطورة من زيادة استخدام الاخشاب الطبيعية, فكانت هذه الغابات تستهلك كل هذه الكمية من ثاني اكسيد الكربون في عملية التمثيل الضوئي.
> الي أي مدي يمكن خفض انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة والمسببة لارتفاع الحرارة؟
> يمثل الوقود الحفري الذي يمدنا بالطاقة نحو78% مما نحصل عليه وهو يحتوي علي نسبة عالية من الكربون وتنبعث معه غازات الميثاق واكسيد النيتروز, فالبترول يحتوي علي كربون بنسبة تزيد44% علي الغاز الطبيعي بينما يحتوي الفحم علي الكربون بنسبة75% لذلك فان خيارات ازالة الكربون بالغسيل قائمة سواء قبل الاحتراق او بعده حيث يمكن ازالة90% من الكربون بمحطات القوي ولاينطبق ذلك علي الفحم الذي يمثل الكربون مكونا اساسيا له, فمحطة توليد الكهرباء تطلق100 مليون كيلو جرام من الكربون سنويا وهي سبعة امثال الرماد وترسيباته, إلا أن تكلف ازالة الكربون بالغسيل بمحطات القوي التي تعمل بحرق الفحم نحو27 بليون دولار لذلك يصعب تنفيذها للأجهزة المحدودة مثل الأفران المنزلية او السيارات.
ويري د. احمد عبد الوهاب ان الخيار الأفضل لتخفيض الطاقة علي المستوي المحدود هو خفض استخدام الوقود بمعدلات متزايدة سنويا لاتقل عن3%, بتحسين كفاءة الاجهزة التي تستخدم الكهرباء حيث ان46% من كهرباء العالم تنتج باستخدام الوقود الحفري بمعدل1.5 بليون طن سنويا علي مستوي العالم, كما يمكن رفع كفاءة الموتورات الكهربائية بما لايقل عن49%, والثلاجات والمبردات بما لا يقل عن75%, كما أن تحسين الاضاءة وبالمصابيح الموفرة للطاقة يحقق خفضا في الانبعاثات الكربونية المتوقعة والتي تصل الي450 مليون طن الي النصف.وانتشرت هذه المصابيح بالمنازل والمحلات وتعطي اضاءة شديدة تماثل المصباح العادي الذي قدرته75 وات ولكن استهلاك18 وات فقط بما يعطي الفرصة لتوفير75% من استخدامات الكهرباء, فيوفر الانبعاثات الكربونية بما يوازي25 ـ40% وينطبق ذلك علي المدينة الكاملة والمنازل والمطاعم.
> اذا كانت السيارات مصدرا اساسيا لانبعاثات الغازات السامة والكربونية وبنسبة33% فكيف نتغلب علي هذه المشكلة؟
> يوجد في العالم نحو500 مليون سيارة تنفث نحو650 مليون طن من الكربون سنويا باجمالي10% من الوقود الحفري وسوف تزداد هذه الانبعاثات بنسبة75% بحلول عام2020, ونجحت مصانع السيارات في انتاج سيارات خفيفة ذات كفاءة في استهلاك الوقود توفر كثيرا وبمعدل لترا بنزين لكل7 كيلو مترات ويجري حاليا انتاج سيارات تستهلك لترا واحدا في مسافة25 كيلو مترا, كما يمكن خفض الانبعاثات بايقاف تشغيل سيارات جديدة بالدولة مع دعم النقل الجماعي وزيادة كفاءة الموتورات بما يخفض الملوثات الي النصف ويقلل استخدام الوقود الحفري, ويحافظ علي إحدي أهم الثروات الطبيعية المعرضة للنضوب, ويمكن ايضا استخدام مصادر جديدة لانتاج الطاقة مثل الطاقة النووية المستمدة من انشطار الذرات مما يخفض الانبعاثات الكربونية بنحو298 مليون طن وتوجد بالفعل45 منشأة نووية عالمية ومصر في طريقها الآن لانشاء مفاعل نووي للطاقة السلمية, وأن منشآت العالم منها تنتج نحو4 ملايين ميجاوات.
> إلي أي مدي نجحت مشروعات الطاقة النظيفة, وكيف نتوسع فيها؟
< طاقة الرياح هي أحد مصادر الطاقة النظيفة المتجددة التي اكتمل تطورها في الثمانينيات, ونجحت مصر في إقامة حقول لطاقة الرياح, ولكنها تنتج كميات متواضعة من الطاقة الكهربية, بينما يوجد في العالم نحو20 ألف آلة رياح لإنتاج الكهرباء بقدرة الف600 ميجاوات تقريبا.
وأضاف أستاذ علوم البيئة أن الطاقة الحرارية من تكنولوجيا الفوتوفليطة الشمسية, فهي تحول الاشعاع الشمسي إلي كهرباء مباشرة باستخدام مواد شبه موصلة, ومن المنتظر أن تتقدم هذه التكنولوجيا سريعا, ففي الهند تم تركيب6 آلاف مجموعة, وهي بديل عملي للتوسع في الشبكة الكهربية, خاصة بالمناطق الصحراوية والنائية, وتناسب التوسعات الإنشائية والصحراوية في مصر, فهي توفر الطاقة في مدي أقصي وبتكلفة أقل, ويمكن لاستخدامات الخلايا الشمسية أن تنمو إلي أكثر من مائة ضعف من المستوي الحالي.
> تدور استراتيجية تبريد الأرض في إمكانية استخدام الهندسة المناخية لحل مشكلة الاحتباس الحراري, ما المقصود بها؟
< اتجهت الدول المتقدمة أخيرا لدراسة إمكانية استخدام الهندسة المناخية في حل مشكلة الاحتباس الحراري, ووضعتها في استراتيجية, وتعتمد علي تغير كيمياء الجو وكيمياء المحيطات, فهي تقوم علي أسس الهندسة المناخية بنشر مسحوق الحديد بالمحيطات, ليتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون المقدر بنحو93 تريليون طن, وهو يزيد علي ضعف الموجود بالجو, ويمكن لهذا المشروع أن يحدث تفاعلا يقدر بنحو بليون دولار سنويا, ويمكن نشر هذا المسحوق باستخدام الطائرات, كما يمكن نشر قطرات ميكروسكوبية من حامض الكبريتيك والسلفات لعمل سحب صناعية تعكس ضوء الشمس بعيدا عن الكرة الأرضية.
وهناك فكرة استخدام المرايا الفضائية لعكس الاشعة الواردة للأرض, أو استخدام البالونات العملاقة, والمدافع الكبيرة أو بحرق الكبريت, وإضافة أكاسيد الحديد للمحيطات لتنشيط الكائنات النباتية بها.
ساحة النقاش