تربية الأخلاق على الأوراق لا تكفى ٢١/ ٩/ ٢٠١٠ |
من الأمور المثيرة للجدل فى الآونة الأخيرة تلك المتعلقة باستحداث مادة دراسية جديدة ضمن المناهج الخاصة بطلبة التعليم الأساسى تحت مسمى «التربية الأخلاقية»..وهنا أتساءل.. كيف يمكن غرس وتلقين الأخلاق القويمة لأبنائنا فى المدارس فى غياب المعلم القدوة.. فهل يعقل أن يقوم بتدريسها هذا المعلم الذى يسب الطالب بأمه وأبيه؟!.. أم المعلم المتقاعس عن أداء رسالته التربوية وقيامه بابتزاز الطالب وذويه تحت ستار ما يسمى بالدروس الخصوصية؟!.. أم ذلك المدرس الذى قام بتعاطى المخدرات مع زملائه بالمدرسة عياناً فى وضح النهار؟!.. إننا فى هذه الحالة كمثل الذى يضع العربة قبل الحصان!.. أو كالذى قام بمنع التدخين فى عربات القطار حفاظاً على صحة المواطنين، وبعد دقائق معدودة أصبح كل راكبى القطار جثثاً هامدة نتيجة تعرض القطار لحادث أليم، بسبب وجود عيب فنى قبل بداية الرحلة!.. فلماذا دائماً نهتم بمعالجة العرض دون المرض؟!.. إن أهم عنصر يجب أن يتوافر لغرس الأخلاق الحميدة وتعلم السلوك القويم هو وجود «القدوة».. إن تقديم النماذج الناجحة ذات الأخلاقيات الصالحة لأبنائنا فى المدارس لمن الأهمية بمكان لبناء جيل يستطيع النهوض بالبلاد والقيام على شؤون العباد، فى ظل عالم طغت فيه النظم الرأسمالية على الثوابت الأخلاقية، والترويج المستمر لفكرة العولمة التى تسعى جاهدة بأن يكون العالم ككل عبارة عن قرية صغيرة اعتماداً على وسائل الاتصال التى وفرتها التكنولوجيا الحديثة، حتى تذوب قيمنا وأخلاقنا فى قيم الغرب وتقاليده، ومن ثم نفقد هويتنا العربية والإسلامية.. وخلاصة القول: إن تربية الأخلاق على الأوراق لا تكفى!.. ولكن لابد أن يصاحب ذلك تقديم النموذج القدوة الذى يجب أن يحتذى به.. وقبل هذا وذاك لابد من انتقاء واختيار كل من يتصدى لغرس تلك القيم والأخلاق والمبادئ فى نفوس أبنائنا بعناية.. «فلا يستقيم الظل والعود أعوج». محمد مسعد حراز |
ساحة النقاش