تطوير المناهج يجب أن يتم علي أسس علمية
الخبراء: التلقين والحشو يبعد الطلبة عن التفكير المنطقي
تحقيق: انجي البطريق
لا شك أن تطوير المناهج الدراسية لتواكب العصر أصبح ضرورة ملحة لن يتم تطوير التعليم ومستوي الخريجيين بدونها ولكن تطوير المناهج لابد ان يتم علي اسس سليمة.
وبأسلوب علمي حتي يتحقق الهدف منه، ورغم ما اثير عن اجراء تحديث في مناهج التعليم وهو ما ادخل الامل والتفاؤل في نفوس الكثير من اولياء الأمور إلا انه اثار انزعاج الخبراء الذين يرون ان حذف او اضافة أي معلومة من المنهج الدراسي تحتاج لجانا تقوم بعملها علي المدي الطويل مؤكدين انه لابد من تحديد اي معلومة تستحق الرفع ولماذا؟ وقبل كل ذلك يتساءلون عن الفلسفة المحددة لكتاب المدرسة.. جميعها تساؤلات للمتخصصين يوضحون اسبابها من خلال هذا التحقيق..
يؤكد الدكتور محمود كامل الناقة استاذ ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس ان تطوير المناهج لا يعني فقط مجرد الحذف او الاضافة إلا اذا كانت هناك فائدة من هذه العملية, فمثلا نحن لا نحذف المعلومة إلا اذا كانت قديمة وتعداها الزمن او تم تدريسها في مراحل سابقة او ان هذه المعلومة لم تعد من اساسيات العلم واصبحت من ثانوياته او لانها غير مناسبة للصف الدراسي الموجودة بمناهجه وهذه هي اسباب رفع المعلومة من المنهج الدراسي وهذا لا يتم بشكل عشوائي بل ان المسألة تحتاج الي دراسة لتحليل هذه المناهج في ضوء معايير محددة وخاصة, وحتي الاضافة لا تكون ارتجالية ولكن لابد ان تكون لامور ضرورية فإما ان حاجة العلم تستدعي اضافتها لدراستها واما ان هناك مشروعات في الوطن تحتاج لوعي ابنائها بها, وهذا ايضا يحتاج لدراسة ينتج بناء عليها تحديد رفع او اضافة معلومة ودون ذلك تعتبر هذه العملية عشوائية لذلك فهي تحتاج فترة طويلة من الدراسة لتتم بنجاح...
وقد طرح الدكتور الناقة سؤالا مهما وهو ماذا نعني وبتحديد علمي بالحشو؟!
فربما يكون ما ندعي انه حشو اهم واكثر ضرورية وتعتبر اساسا علميا يجعلها افضل كثيرا مما يكون ابقي ولا يحذف, ولذلك لابد ان يقوم علي عملية تنقية المناهج خبراء لتكون نظرتهم اعمق علي ان يكون هؤلاء الخبراء من المتخصصين وغير المتخصصين حتي يكون هناك تعدد في وجهات النظر الخبيرة جدا وليست السطحية وحتي لا تكون النظرة متعجلة وعجولة فلابد ألا تتم في ايام او شهور قلائل..
ويؤكد انه كمتابع لعمليات تطوير التعليم منذ عشرات السنين فقد تطورت المناهج كثيرا ولكن السؤال اين ثمرة هذا التطوير؟
الدكتور وليم عبيد استاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس وعضو المجلس القومي للتعليم يقول ان تطوير مناهج التعليم عملية مستمرة لا تتوقف إلا ان نظام المسابقة في تأليف الكتب المدرسية يحتاج الي وقفة فكل دار نشر تؤلف كتابا مدرسيا وتدخل المسابقة ومن يكسب يستمر بخلاف ما كان يحدث سابقا حيث كانت الوزارة تكلف اساتذة مخضرمين ومتخصصين لاعداد المناهج في ضوء معايير معينة ولذلك لابد من وقفة امام نظام المسابقة للتقييم فإما الاستمرار او العودة للنظام السابق فرغم ان تقييم المسابقة يتم في ضوء معايير إلا ان هذه المسابقات تحدث تطويلا واطنابا في المناهج, فلابد بعد نجاح اي كتاب ان يأخذوا الكتب الثلاثة الاوائل وتعد لجنة علمية من الوزارة لدعم الكتاب الذي يتم تأليفه لإزالة ما به من حشو او اطناب..
ويضع الدكتور وليم سؤالا مهما وكبيرا وهو هل كتاب الوزارة كتاب مرجعي ام كتاب امتحانات؟! وهذا السؤال يترجم الفلسفة المرجوة من الكتاب المدرسي اي انه مختصر ام مطول والمشكلة الكبري ان مدارسنا ترفع شعار الطالب يتعلم ليمتحن لذلك يبحث الطالب عن ملخص لذا نجد الملخص انجح من كتاب المدرسة مما يتطلب ضرورة تطوير فلسفة كتاب المدرسة بأن يكون هناك كتاب مختصر وموجه للتلميذ وآخر واف ومفصل للمعلم وثالث مرجعي للمدرسة ككل بحيث يحتوي كتاب التلميذ علي انشطة وعمل واساسيات علمية وتدريب عليها ويكون مع كل تلميذ كتاب, وبالنسبة لكتاب المعلم فيكون بتفصيلات ويكون مع كل معلم نسخة, اما الكتاب المرجعي فيكون هناك نسخة واحدة بالمدرسة يعود اليها الطالب اذا اراد ان يتوسع او يستزيد.
اما اولياء الامور فقد اكدوا ان مجرد الاعتراف بسوء احوال المناهج ـ علي حد قول المهندس محمد سعيد ـ امرمهم ويدعو للتفاؤل لان تحديد الداء خطوة اساسية ومهمة في علاجه لان المناهج الحالية تدعو للتلقين والحفظ والاستظهار دون القاء بال للفهم فالطالب يحفظ ويملأ ذهنه كوعاء يفرغ شحنته في الامتحان وكفي دون ان تكون هذه المعلومة للابداع والتراكم ولا يستطيع التفوق في الامتحان المبدع.
.. وتعترض ابتسام لطيف ـ مدرسة ـ علي كون المناهج عقيمة لا تدعو للتفكير مؤكدة ان كتب الانشطة توفر ذلك الا ان هناك من المعلمين من يختار الطريق الاسهل لأنه يعلم ان طريقة الامتحانات تخاطب المعلومة العقيمة المحفوظة وليست المفهومة.
ساحة النقاش