نحن واليوم الدولي للديمقراطية
بقلم: د. أحمد يوسف القرعى
تكتسب التجربة الديمقراطية في مصر زخما جديدا لا تخطئه العين ولا يتجاهله أي مراقب سياسي يتابع عن كثب تطور الحياة السياسية في مصر وما آلت اليه من حريات وحقوق سياسية مضافة ومساحات سياسية أوسع وأشمل لتفعيل دور مختلف القوي السياسية أيا كانت انتماءاتها السياسية أو استقلاليتها‏.‏

 

والهدف الأسمي للتجربة الديمقراطية في مصر مواصلة ملء الفراغ السياسي في المجتمع واستقطاب خبرات وكفاءات ظلت تنأي لأسباب عديدة عن المشاركة في العمل السياسي‏.‏
والمشاركة السياسية تعني حرص المواطن علي أن يكون له دور ايجابي ما في الحياة السياسية من خلال مزاولة حقه في التصويت أو الترشيح للمؤسسات التشريعية والمحليات أو مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الآخرين أوالانضمام الي المؤسسات السياسية والشرعية رسمية أو أهلية‏.‏
ولم يكن الهدف بطبيعة الحال استقطاب الكوادر السياسية فحسب وإنما العمل علي تنشئة كوادر جديدة وبث الوعي السياسي العام لدي مختلف قطاعات دائرة مشاركة الشباب باعتبار ان الشباب هنا هم أرض التجديد والتغيير ونبت التطور فيها‏.‏
ولعل من حسن حظ الجيل الشبابي المعاصر انه علي موعد مع القدر‏,‏ فالمجتمع المصري بكل متغيراته ومستجداته وتجربته الديمقراطية ونهضته التنموية وحراكه الاجتماعي ليهئ للشباب فرصة العمر في التنشئة والتكوين وبلورة وعي جديد واحتذاء القدوة واستلهام الدروس المستفادة من أحداث الأمة الكبري وفي مقدمتها حرب السادس من اكتوبر‏1973‏ وكان جنودها شباب الستينيات والسبعينيات‏,‏ وتبدو هنا أهمية استلهام شبابنا المعاصر روح النصر الذي تحقق وساد شباب الستينيات والسبعينيات‏,‏ وفي مقدمتها الشعور بالانصهار في المجموع والالتفاف حول القائد وانتشار قيم التعاون والتكامل والمسئولية الجماعية والمواجهة وعدم الاستسلام للعدو والاهتمام بالروح العملية‏.‏

ويبدو واضحا أن إعطاء قضايا الشباب أولوية متقدمة في سياق أولويات العمل الوطني في هذه المرحلة يتحقق علي أرض الواقع‏,‏ فاهتمامات الدولة تتعاظم لصالح الشباب مع كل مشروع وطني جديد تعليمي أو ثقافي أو انتاجي أو خدمي بهدف اتاحة ترتيب البيت الشبابي من خلال قنواته وآلياته ومشروعاته الطموح حتي تتحقق عملية دمج الشباب بالمجتمع انتماء والتزاما ومسئولية تصحيحا لمظاهر التهميش والاغتراب والانطواء المجتمعي والتي عاني منها قطاع لا يستهان به من شبابنا من قبل‏.‏
نحن إذن أمام انسان شاب ينتمي الي شريحة الأغلبية السكانية‏(‏ أكثر من‏70%‏ من التعداد العام‏)‏ ويحظي حاليا بسبل جديدة للتنشئة الاجتماعية وتتاح له فرص أوسع للمشاركة السياسية من خلال دوائر الحوار المتعددة وفي مقدمة تلك الدوائر في وسائل الاعلام باعتبارها قد أصبحت بالفعل ذات أثر مباشر علي توجيه الرأي العام وتكوين ثقافة شباب المجتمع‏.‏
ومع الدعوة التي تتردد بين حين وآخر بأهمية فكرة تكوين حزب الشباب فإن الفكرة لم تحظ بالاجماع طوال السنوات السابقة‏,‏ حيث يري البعض ان الشباب يمكن ان يحقق ذاته من خلال المشاركة الايجابية في الاحزاب القائمة وتجديد أفكارها وممارسة الديمقراطية من حيث المبدأ بإرادة سياسية تدفع الجميع ـ أيا كانت مواقع أحزابهم ـ علي الالتفاف حول كل ما يعبر عن ارادة الشعب ولكل شاب بعد ذلك الاختلاف في الرأي حول ما دون ذلك‏,‏ هكذا تكون ممارسة الديمقراطية كجزء من الواجب الوطني واستشعار المسئولية‏.‏

وممارسة الديمقراطية هنا تتيح الحوار مع كل قطاعات الشباب وإبداء الصراحة في تبادل الرأي معهم وفي دائرة التحاور مع فئة من الشباب يريدون مصر سابقة التجهيز ولذا فضلوا الهجرة بزعم انهم يجدون خارجها أسباب النعيم بغير كفاح‏,‏ ومن الأهمية مواصلة الحوار مع فئة الشباب تلك‏,‏ من منطلق ان استمرار الحياة في مجتمعات سابقة التجهيز لاعيب فيه‏,‏ ولكن العيب كل العيب في الاستكانة والاكتفاء بالاستمتاع بالحياة في تلك المجتمعات دون تفكير في بعض ما يجب عليهم اقتراحه أو اتخاذه من اجراءات لكي تصبح مجتمعاتنا يوما ما أيضا سابقة التجهيز لأجيال قادمة من الشباب والشيوخ والكهول‏.‏
وأخيرا‏..‏ فإن الاحتفال باليوم الدولي للديمقراطية ليس احتفالا روتينيا أو شكليا بقدر ما هو نقطة انطلاقة سنوية لتأكيد ممارسة الديمقراطية علي أرض الواقع بايجابياتها وسلبياتها‏.‏
 
[email protected]

 

المزيد من مقالات د. أحمد يوسف القرعى<!-- AddThis Button BEGIN <a class="addthis_button" href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=xa-4af2888604cdb915"> <img src="images/sharethis999.gif" width="125" height="16" alt="Bookmark and Share" style="border: 0" /></a> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pub=xa-4af2888604cdb915"></script> AddThis Button END -->
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 17 سبتمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,075