الشمس بين القرآن وعلم الفلك "4-5" عثمان الدلنجا وي [email protected] |
كون الأرض تدور دورتها هذه حول نفسها أمام الشمس. وكون القمر بهذا الحجم, وبهذا البعد من الأرض, وكون الشمس كذلك بهذا الحجم, وهذا البعد, وهذه الدرجة من الحرارة...هي تقديرات من العزيز ذي السلطان القادر "العليم" ذي العلم الشامل... ولولا هذه التقديرات ما انبثقت الحياة في الأرض علي هذا النحو ولما انبثق النبت والشجر من الحب والنوي... إنه كون مقدر بحساب دقيق. ومقدر فيه حساب الحياة ودرجة هذه الحياة. ونوع هذه الحياة... كون لا مجال للمصادفة العابرة فيه.... فتقدير حجم وكتلة الشمس بهذه الدقة البالغة هو الذي مكنها من تحقيق هذا التوازن الدقيق بين قوي الدفع إلي الخارج, وقوي التجاذب إلي الداخل. ومن البقاء في حالة غازية أو شبه غازية. ملتهبة. متوهجة بذاتها. ولو تغير حجم وكتلة الشمس ولو قليلاً لتغير سلوك مادتها تماما. أو انفجرت أو انهارت علي ذاتها. وينتقل الإشعاع الشمسي إلي الأرض بسرعة تقدر بنحو 3*105 كيلومترات في الثانية 300 ألف كم/ثانية. وبذلك فإنه يستغرق حتي يصل إلي الأرض 8.33 دقيقة. ولا تلتقط الأرض إلا قدرا ضئيلا جدا من الإشعاع يقدر بحوالي 2*10/9 من المجموع. وهذا القدر علي ضآلته إلا أنه مقدر تقديراً حكيماً. فهو كاف لإتمام سائر العمليات الأحيائية علي ظهر الأرض. كما أن موقع الشمس إلي الأرض والمسافة الفاصلة بينهما مظهر آخر من مظاهر دقة التقدير الذي من دلائله حركة الشمس بين نقطتي الأوج والحضيض. حيث يتوافق وقوع الأرض في "الحضيض" أي قريبة من الشمس مع أبرد أيام السنة 3 يناير. في نصف الكرة الشمالي. كذلك حدوث فصل الصيف الجنوبي في الوقت نفسه .. ويرجع ذلك إلي أن العامل. الذي يتحكم في درجات الحرارة علي سطح الأرض خلال فصول السنة. هو زاوية سقوط أشعة الشمس. وليس المسافة. التي تقطعها تلك الأشعة في الفضاء حتي تصل إلي الأرض .. إذ أن الأشعة. التي تسقط عمودية علي سطح الأرض. تعطي ضعف الطاقة علي السنتيمتر المربع عن تلك التي تعطيها الأشعة التي تسقط بزاوية قدرها 30 ْ.پپپپپپپپپپپپپپپپپپپپپپپ الوصف الرابع: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا " "يونس:5" وصفت آيات القرآن الشمس بأنها ذات ضياء وضحي. فقال تعالي: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً" "يونس:5". وقال أيضاً: "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا" "الشمس:1" بينما أثبتت للشمس النور. فقال عز وجل: "وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا" "الفرقان: 61" وقال أيضاً: "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا" "نوح:16". وقال: "وَالْقَمَرَ نُورًا": "يونس:5". وهنا نجد تشبيهاً علميّاً دقيقاً. فالشمس هي سراج. والسراج يحرق الزيت ويصدر الضوء والحرارة. والشمس تقوم بالعمل ذاته فهي تحرق الهيدروجين وتدمجُه بشكل نووي لتصدر الضوء والحرارة أيضاً. پأما القمر فلا يقوم بأي عمل من هذا النوع بل هو كالمرآة التي تعكس الأشعة الشمسية الساقطة عليه فيردَّ جزءاً منها إلي الأرض بمراحل متعاقبة علي مدار الشهر. فحجم الأشعة المنعكسة من القمر للأرض ليس ثابتاً. بل يتغير مع أيام الشهر بنظام دقيق ومحسوب. الوصف الخامس: "وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا" "النبأ:13" السراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء والحرارة. وهو ما تقوم به الشمس. فتبلغ درجة حرارة سطحها المتوهج الفوتوسفير Photospere 6000 درجة مئوية. بينما تبلغ درجة حرارة الداخل حوالي 13.000.000 13 مليون درجة مئوية. وتذكر بعض المراجع الأخري أن درجة حرارة باطن الشمس قد تكون 15 أو 20 مليون درجة مئوية. وعند هذه الدرجة من الحرارة تحدث التفاعلات الحرارية Thermo-nuclear Reactions. حيث يتحول عنصر الهيدروجين "H) إلي عنصر الهليوم"He) وهذه التفاعلات هي مصدر إمداد الشمس بالطاقة. ويتركب جسم الشمس من ثلاث طبقات بيانها كالتالي : 1-پنواة مركزية يصل طول نصف قطرها إلي 200 ألف كم أي ما يعادل 28.76% من نصف قطر الشمس. وضمن هذه النواة تجري التفاعلات الحرارية الذرية كلها. ويصل الضغط فيها إلي أكثر من 220 مليار ضغط جوي. وهي نطاق التفاعلات الحرارية الذرية . 2-پطبقة متوسطة: درجة حرارتها ليست كافية لحدوث التفاعلات الحرارية الذرية. وتتحرك الطاقة ضمن هذه الطبقة نحو الخارج بواسطة الإشعاع فهي نطاق مشع Zone Radiatiue يصل طول نصف قطرها الخارجي إلي 450 ألف كم. 3-پطبقة خارجية: تصل سماكتها إلي نحو 200 ألف كم. وتتناقص درجة الحرارة باتجاه الأطراف والهوامش والسطح بصورة محسوسة جداً. لدرجة تبدو معها المادة الكونية شديدة الامتزاج والخلط بفضل تيارات الحملان المهمة. التي تلعب دوراً جوهرياً أيضاً في مجال نقل الطاقة نحو الخارج.پ ولعل من مظاهر الإعجاز في قول الله تعالي :"سِرَاجًا وَهَّاجًا" والتي تعني دورية الحدث جامعيتها» حيث تشمل كل معاني ظاهرة النشاط الشمسي التي تشمل الظواهر الدورية وغير الدورية. والتي تشمل: النبض الشمسي "نبض يشبه التنفس ويحدث لسطح الشمس بمعدل مرة كل ساعتين و40 دقيقة" -البقع الشمسية-الرياح الشمسية-الانفجارات الشمسية. مظاهر النشاط الشمسي: 1- البقع الشمسية Solar Spots تعتبر من أوضح الاشارات للنشاط الشمسي وهي تظهر كبقع داكنة علي سطح الشمس تكون أحياناً واضحة للعين المجردة . ولأنها تبعث أشعة أقل من الفوتوسفير الذي يجاوزها فإن درجة الحرارة فيها تكون أقل مما جاورها لأن الغاز الأقل حرارة يكون أقل إشعاعاً . فدرجة البقع تقريباً 3800 بينما حرارة الفوتوسفير المجاور تساوي تقريباً 5000 تحتوي البقع علي مراكز داكنة تدعي منطقة الظل Umbra وتحاط بما يسمي بمنطقة أقل عتامة شبه الظل Penumbra .. أما حجم البقع فقد يبدأ صغيراً ثم خلال أيام يزداد إلي أن يصل إلي حجم أكبر بكثير من حجم الأرض.واتضح أن العدد المتوسط للبقع الشمسية يقل ويزيد بين 10-12 سنة. ففي خلال إحدي عشرة سنة تخضع الشمسپللعديد من النشاطات الشمسيةپ حيثپ يزيد فيها عدد البقع الشمسية بكمية ملحوظة بالإضافة إلي العديد من الظواهر المصاحبة لها كالانفجارات الشمسية والمقذوفات الشمسية والتي جميعها لها تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة علي الأرض حيث تسمي هذه الفترة بفترة أو قمة النشاط الشمسي Solar Maximum پثم تتُبع فترة النشاط الشمسي بفترة زمنية- أيضا 11 سنة-يقل فيها عدد البقع الشمسية وكذلك الظواهر المصاحبة لهاپ تسمي بفترة الهدوء الشمسي Solar Minimum پحيث تشكل مجموعة هاتان الدورتان ما يعرف بالدرة الشمسية Solar cycle. - 2- الإنفجارات الشمسية Solar Explosions: تعد الأنفجارات الشمسية هي أقوي الأنفجارات قاطبة في المجموعة الشمسية . حيث تنطلق منها طاقة تصل إلي قرابة 20 مليونپ من القنابل النووية الكونية ذات 100 ميجا طن إلي ما يقارب 3210 إرج. وذلك في فتره قدرها من 100 إلي 1000 ثانية. پويمكن تعريف الانفجارات الشمسية علي أنهاپ انطلاق الطاقة المخزونة في المجالات المغناطيسية. والتي تصل في الانفجارات الكبيرة إلي 3210 أرج في دقائق معدودة. وفي مساحة مقدارها 1810 سم2 أي ما يقارب 10 ثوان قوسية. ومع أن مقدار الطاقة كبيرة جداً إلي أنها مقارنة بطاقة الشمس الكلية فهي تصل إلي 1/40 من الثانية من الطاقة المنطلق من الشمس . وعند مقارنه هذه الانفجارات مع تلك في النجوم الأخري فأنها لا تقارن . خاصة أن بعضها يظهر تأثيره في منحنيات الضوء لتلك النجوم التي لا تري ولا ترصد سوي كنقط ضوئية علي صفحه السماء. 3-الرياح الشمسية Solar Storm سيل عارم من الجسيمات تنطلق من الإكليل الشمسي بحرارة مليون درجة وبسرعة 450 كم/ث. وتتجاوز الرياح مدار بلوتو حوالي 5900 مليون كم. وقد اكتشفت عن طريق الأقمار الصناعية. عند مرورها بأوج مساراتها. ثم بعد ذلك بقليل. بوساطة مركبات الفضاء التي أطلقت إلي القمر والزهرة. ومن المحتمل أن الرياح عبارة عن غاز انطلق منبثقا من طبقة الشمس الخارجية المعروفة باسم الكورونا Corona أو الإكليل. وهي عظيمة السرعة جدا. إذ تبلغ سرعتها عادة نحو 320 كيلومترا في الثانية. وقد تشتد حتي تبلغ 800 كيلومتر في الثانية مع أعاصير الشمس. وحيث تتقابل الرياح الشمسية مع الماجنيتوسفير. تتكون طبقة من الغاز عظيمة الدوامات. سمكها نحو 160 كيلومترا. تبتعد عن الأرض تارة. وتقترب منها تارة أخري. تبعا لشدة الرياح . وقد حذرت الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء ناسا بحسب ديلي تلغراف- من أن انفجارت بركانية شمسية نتيجة عاصفة فضائية ضخمة ستسبب دمارا. وقالت الصحيفة إن العاصفة الفضائية التي تقع كل مائة عام قد تتسبب بانقطاعات واسعة في الكهرباء. وتعطل إشارات الاتصال فترات طويلة. ومن الممكن أن تزداد سخونة شبكات الطاقة المحلية. ويتأثر السفر الجوي بشدة وتتعطل الأجهزة الإلكترونية وأنظمة الملاحة الجوية والأقمار الصناعية الرئيسية بعد أن تصل الشمس إلي أقصي طاقة لها خلال سنوات قليلة. ويعتقد كبار علماء وكالة الفضاء أن الأرض ستُضرب بمستويات غير مسبوقة من الطاقة المغناطيسية نتيجة الانفجارات الشمسية بعد استيقاظ الشمس من ¢سبات عميق¢ في وقت ما نحو عام 2013. كانت هذه العاصفة قد حدثت قبل ذلك في عام 1958 حيث رأي الناس في المكسيك أضواء في السماء لثلاث مرات تبدو بصورة غريبة مع بعض التغيرات الملحوظة في الطقس. إلا أن العاصفة القادمة سوف تكون أقوي بمعدل 30% إلي50% مما يجعلها الأقوي علي مدار التاريخ وسوف يكون لها تأثير واضح علي الهواتف المحمولة وأجهزة تحديد المواقع "GPS) والأقمار الصناعية وغيرها من الأجهزة. الوصف السادس "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" "التكوير: 1". قال ابن كثير-رحمه الله-:¢قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" يعني أظلمت. وقال العوفي عنه:ذهبت. وقال مجاهد:اضمحلت وذهبت. وكذا قال الضحاك وقال قتادة ذهب ضؤها. وقال القرطبي-رحمه الله-وأصل التكوير: الجمع. مأخوذ من كار العمامة علي رأسه يكورها أي لاثها وجمعها فهي تكور ويمحي ضؤها. والواقع هو أن الحرارة والضغط المرتفعتين جدا في باطن الشمس وهي شروط مثالية لإطلاق تفاعلات اندماجية حيث تتهيج الذرات وتفلت الإلكترونات من سيطرة النواة وتصبح النواة بحالة من فرط الحركة الشديدة وتكون مستعدة للاندماج. پوالتفاعلات الاندماجية تدفع الحدود الخارجية للنجم وتعمل علي تمدده .وبذلك تعاكس قوي الجذب الثقالي نحو المركز التي يعاني منها كل نجم حسب قانون الجاذبية ويبقي هذا التوازن مادامت التفاعلات النووية قائمة. ويذكر معجم العلم 1974 أن الشمس تتركب كيميائيا من حوالي 90% أيدروجين و80% هليوم وفقط 2% من العناصر الثقيلة . وقد تعدل هذا التركيب الكيميائي للشمس علي النحو التالي. فمن خلال قياسات حقلية معاصرة للتركيب الكيميائي للشمس والذي نعرفه حاليا تتركب الشمس كيميائيا من العناصر التالية : أيدروجين بنسبة 75%. هليوم بنسبة 24% وعناصر ثقيلة بنسبة 1%. فكل أربع ذرات من الأيدروجين تندمج مع بعضها نوويا تحت تأثير الضغط الهائل والحرارة الشديدة لتكون في النهاية ذرة واحدة من غاز الهليوم. وهذا الفرق في الوزن في المادة يتحول إلي طاقة هائلة تشمل الطاقة الضوئية والإشعاعية والحرارية.پ وحينما تستهلك الشمس وقودها النووي من الأيدروجين ويتحول هذا الوقود إلي غاز الهليوم وعناصر ثقيلة أخري . فإن الشمس يصغر حجمها بمقدار كبير وتزداد كثافة مادتها كثيرا ويخف ضؤها وتسمي حينئذ بالنجم النيتروني. .... ونكمل الأسبوع المقبل |
نشرت فى 17 سبتمبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,791,659
ساحة النقاش