أجيال جديدة من الأدوية تحصن مريض الأنيميا من المضاعفات
أشرف أمين
رغم مرور سنوات عديدة علي اكتشاف المرض ومعرفة سبل تجنبه, يظل أنيميا البحر المتوسط' الثلاسيميا' هو أشهر أمراض الدم الوراثية في مصر.
منفردين عن جميع الدول المحيطة بنا والتي نجحت في الحد من انتشاره بين المواليد والأجيال الجديدة. لذلك كان من المهم أن يجتمع العلماء لمناقشة العلاجات الحديثة لأمراض الدم الوراثية عامة خلال مؤتمرها الدولي الحادي عشر للجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط.
وعن الطرق الحديثة لعلاج الثلاسيميا, قالت الدكتورة آمال البشلاوي أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بقصر العيني ورئيسة الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط, أنه يعد أكثر أمراض الدم الوراثية انتشارا في مصر, حيث يبلغ عدد حاملي المرض بين5 ـ9% كما يولد سنويا أكثر من ألف طفل يعاني من الثلاسيميا طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط عام2007, ومنذ اكتشاف دواء إزالة الحديد أصبح العمر الافتراضي لهم أطول, وتعرضت الدكتورة البشلاوي للتجربة المصرية في استعمال هذه المواد والتي ترفع نسبة الهيموجلوبين في83% من المرضي مع زيادة الهيموجلوبين الجنيني, مما يغني المرضي عن أكياس الدم وتقلل من فترات أخذ الدم في النوع الشديد من الثلاسيميا.
وعن كيفية قياس الحديد داخل عضلات القلب باستعمال الرنين المغناطيسي الخاص بالقلب, قدم الدكتور بنل الأستاذ بالمستشفي الملكي بلندن دراسة أوضح فيها إن المعلومات التي نحصل عليها من هذه التقنية يمكن إضافتها للبيانات الأخري مثل كفاءة عمل عضلة القلب وكمية الحديد بالكبد والبلازما, كل هذه المعلومات تسهم في تحديد أنسب الأدوية لإزالة الحديد من الجسم بفاعلية. وقد وجد أن هناك علاقة بين كمية الحديد المقاسة بالرنين المغناطيسي للقلب وعمل عضلات القلب, كما أن هناك مقياسا للرنين المغناطيسي للقلب لتوقع هبوط عضلات القلب, ولدراسة مدي تأثير العقار الخاص بإزالة الحديد علي وظائف القلب فيجب عمل فحص بالرنين المغنطيسي دوريا للمريض. وأشار الدكتور بنل إلي أنه لا توجد علاقة بين مخزون الحديد بالدم أو الكبد وترسب الحديد بالقلب, وأن استعمال الديسفرال مع الديفربرون يعطي نتيجة أحسن لإزالة الحديد من القلب عن استعمال الديسفرال بمفرده, ووجد أيضا أن عقار ديسفرازيروكس يزيل الحديد من القلب. وقد عرض التجربة الفرنسية في هذا المجال, الدكتور ايمانول باين من جامعة باريس, والتي نتج عنها تحويل مريض أنيميا البحر المتوسط الشديد إلي مريض لا يحتاج لنقل الدم بعد نقل الجين الطبيعي لعمل الهيموجلوبين, حيث كان المريض البالغ من العمر18 عاما يحصل علي جرعات من الدم منذ سن3 سنوات, ويعاني من تضخم بالكبد والطحال وهبوط نسبة الهيموجلوبين ولم تسهم العلاجات المتاحة في تحسين حالته, كما لم يكن له أخ أو قريب متماثل معه في الأنسجة, وبعلاج خلايا الأم وإعادتها له بعد التخلص من خلاياه المريضة بالنخاع العظمي استطاعت خلاياه المعالجة جينيا أن تحل محل الخلايا المريضة وإلا يحتاج لنقل دم لمدة أكثر21 شهرا.
وبالنسبة لاستعمل خلايا الحبل السري لمريض الثلاسيميا والأنيميا المنجلية, قدم دكتور نبيل كبارا تجربة باريس في هذا المجال, وقال إن نقل الخلايا الجذعية لهؤلاء المرضي هي الطريقة الوحيدة حتي الآن للشفاء من المرض, والتي تؤخذ إما من النخاع العظمي أو الحبل السري. وخلال الثلاثين عاما الأخيرة, تم نقل خلايا الحبل السري لأكثر من472 طفلا مريضا بالأنيميا المنجلية والثلاسيميا وبمقارنة نتائج العلاج بخلايا الحبل السري بخلايا النخاع العظمي وجد أنهما متقاربان في النتيجة وبنسب مرتفعة. أما عن اعتلال الكبد في مرضي الثلاسيميا, فأوضحت الدكتورة لميس رجب أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بقصر العيني أنه يرجع بالدرجة الأولي لتراكم الحديد وارتفاع احتمالات الإصابة بفيروس سي أثناء نقل الدم, وللحد من انتشار الإصابة بفيروس سي لابد من انتقاء متبرعي الدم الخالين من المرض, باستعمال الطرق الحديثة للكشف عن الفيروس. وقد أوصي المؤتمر بالحد من انتشار هذا المرض بالكشف علي حاملي المرض قبل الزواج عن طريق تحليل طبية بسيطة ومتوفرة في مستشفيات وزارة الصحة والجامعة ونشر الوعي بالمرض وطرق تجنبه وعلاجه عبر الوسائل المختلفة, وإعطاء الفرصة لمريض البحر المتوسط للحصول علي دم آمن بطرق حديثة وعلاج مناسب وواق من مضاعفات الثلاسيميا.
ساحة النقاش