الكسافا.. محصول يقدمه علماء مصر لسد الفجوة الغذائية من القمح
كتبت:هالة أبو زيد
الكسافا هو أحد المحاصيل الزراعية المعروفة وله أهمية اقتصادية كبيرة في العديد من الدول الافريقية والآسيوية بالاضافة الي بعض دول أمريكا الجنوبية, حيث يسهم في أغراض متعددة من أهمها انتاج النشا, والدقيق.
لذا يعد بديل للقمح في صناعة الخبز والعجائن والمخبوزات المختلفة, وتنجح زراعة محصول الكسافا في المناطق الصحراوية والحارة, وهو ما يعني امكانية زراعته علي نطاق واسع في مصر لتسهم بدرجة كبيرة في سد الفجوة الغذائية في القمح.
وقد اجري فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث مجموعة من الدراسات المهمة تحت اشراف الدكتور اميمة صوان وكيل الشعبة البيولوجية والزراعة عن هذا النبات بهدف تحديد أنسب مواعيد زراعته في مصر, وأفضل الأصناف التي تعطي أعلي انتاجية للمحصول واكثر عائدا من مستخلصات النشا والدقيق وكذلك الطرق المثلي للمعاملات الزراعية وافضل مواعيد للري والتسميد الحيوي حتي نحصل علي محصول آمن صحيا. ويؤكد الدكتور زكريا فؤاد استاذ مساعد بالشعبة الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث أنه يتم حاليا الاعداد لمشروع مهم من أجل التوسع في زراعة الكسافا في مصر, وذلك من خلال التعاون المشترك بين المركز مع وزارة الزراعة وكلية الزراعة بجامعة القاهرة, وقد اظهرت نتائج الابحاث ملاءمة ظروف البيئة المصرية من عناصر أرضية ومناخية لزراعة الكسافا, كما أن المحصول يتحمل الجفاف والملوحة ويحتاج كميات قليلة من السماد وهو ما يجعله يزرع بنجاح في الاراضي الصحراوية وحديثة الاستصلاح هذا علاوة علي اهميته الاقتصادية الكبيرة والتي تتمثل في احتواء اصنافه المختلفة علي كميات وفيرة من النشا والدقيق.
والكسافا نبات شجيري معمر تتميز باحتواء ز باحتواء اصنافها المختلفة علي محتوي عال جدا من النشا والدقيق ويتم اكثارها سنويا عن طريق العقل الساقية, ويبدأ تكوين الدرنات في الكسافا من الأسبوع الثامن من الزراعة, وذلك عند توفر الظروف البيئية المناسبة من حرارة ورطوبة واضاءة والمحصول مستديم الخضرة,. وتشير الدراسات ان حجم الانتاج العالمي من محصول الكسافا يتراوح ما بين110 الي120 مليون طنة, ومن اهم البلدان المنتجة للكسافا البرازيل وفيتنام والصين وأوغندا وبعض الدول الافريقية الأخري. ويؤكد الدكتور زكريا فؤاد ان طنا من جذور الكسافا لايعطي اكثر من700 جرام من النشا أو الدقيق علي حسب صنف المحصول وهما يستخدمان بدورهما في صناعة الخبز والعجائن المختلفة, كما يستخدم بقايا المحصول كعلف للحيوان بعد اجراء معاملات بسيطة, وتستخدم أيضا أوراق بعض أصناف نبات الكسافا في اعداد الطعام في بعض الدول الافريقية,كما ينتج الوقود الحيوي من الكسافا ويوجد العديد من المصانع المنتجة للايثاتول الحيوي من درنات الكسافا في بعض دول العالم خاصة في جنوب الصين حيث يمثل الوقود الحيوي من الكسافا حوالي20% من نسبة الوقود الكلي بها ويتم الحصول علي الوقود الحيوي من جذور الكسافا التي تحتوي بطبيعتها علي عناصر من الكربون وعند تعريضها لعملية تخمير بكائنات معينة تتحول الي ايثاتول, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو متي تتم زراعة الكسافا في مصر حتي يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخبز والذي يمكن تصنيعه من دقيق الكسافا؟
ساحة النقاش