مثلث العملية التعليمية بقلم: شاكر رفعت شاكر ماجستير ادارة أعمال |
ها نحن علي مشارف عام دراسي جديد يحدونا الأمل فيه ليكون عاما سعيدا ومبهجا وتلك نتيجة مأمولة لن تتحقق الا من خلال مثلث العملية التعليمية والمدرسة والتلميذ وولي الأمر هما ثلاثة اضلاع متساوية ومتصلة وباتصالهم يكتمل الشكل ويصبح ذا معني.. ويكون التلميذ في هذا الشكل علي قمة المثلث لتصبح القاعدة متمثلة في المدرسة وولي الأمر وكلا منهما يسعيان من أجل أن تتوحد الجهود ليتم الوصول إلي رأس المثلث وهو التلميذ ونتحدث عن أول تلك الزوايا الثلاثة التي تشكل مع ولي الأمر قاعدة هذا المثلث وهي المدرسة والمدرسة ليست مبني تعليميا فحسب بل هي مؤسسة تقدم رسالة تربوية وتعليمية تنبثق من رسالتها ورؤيتها وتتحقق بفعل إيمان العاملين بها وبالاخص القائمين علي ادارتها فالادارة هي المحرك والبوصلة التي تحدد الاتجاه وترسم الطريق.. فإذا كانت غير مؤهلة للقيادة افسدت كل شيء وأصبحت الأمور عشوائية وغير منظمة فالادارة بمثابة الوقود للعربة والمحرك لها والادارة الواعية هي التي تستطيع أن تؤلف بين جميع العاملين وتجعلهم قالبا واحدا يتحدون علي قلب رجل واحد من أجل تحقيق النتيجة المأمولة.. فلم يعد مدير المدرسة ذلك الرجل الذي انطبعت صورته في اذهاننا بخصلت شعره البيضاء وبطنه المتدلي وعبوس وجهه وعصاته التي لا تفارقه.. لم يعد هذا أبدا.. مدير اليوم لابد أن يضع نفسه مع العاملين ويعتبرهم شركاؤه وادواته في تحقيق النجاح المأمول من خلال الحوار والاقناع وتبادل الآراء معهم.. فلم تعد الدكتاتورية في هذا الزمن وسيلة ادارية ناجحة الا انه رغم ذلك فإنك تجد في بعض مدارسنا نفس هذا الشخص العابس الذي لا يبتسم ولا يحب أن يناقشه أحد إنما يسعي لارضاء نفسه علي حساب العملية التعليمية هو في ذلك لم يكن محل ثقة وسيكون الفشل حليفا له ولأمثاله.. أما العاملين فهم حملة الأمانة والمسئولين أمام الله أولا ثم أمام المجتمع عن تلك الأمانة.. هي أمانة ثقيلة يجب أن توافق حجم الثقة التي وضعها المجتمع من خلال ايداع ابنائهم الذين يعتبرون بمثابة رأسمالهم في تلك المدرسة لكي يتعلموا الأخلاق أولا ثم المناهج التعليمية ثانيا.. المعلمون هم بمثابة الآباء والأمهات وكلنا يتذكر حجم التأثير الكبير لمعلمينا حينما كنا تلاميذ في المدارس.. مازالت أسماء عالقة في اذهاننا رسمت لنا الطريق كانت لنا دليلا ومرشدا والدعاء موصول لهم جزاء ما قدموه لنا.. علي العكس من ذلك هناك أسماء زرعوا فينا الخوف من فرط العقاب وسببوا لنا عقدا نفسية تجاه موادهم التي يدرسونها.. ان المعلمين هم الآباء وهم الأمهات فيجب أن يسعوا إلي أن يتمثلوا مع النموذج الذي ينطبق مع هذا الوصف الجميل.. أما الزاوية الثانية التي تمثل قاعدة المثلث مع المدرسة فهي ولي الأمر.. قد يعتقد البعض انه بمجرد ذهاب الابن إلي المدرسة فإن ولي الأمر يكون قد أدي ما عليه وانتهي دوره وهذا يخالف الحقيقة فلا يمكن أن تحقق المدرسة المراد دون تعاون ولي الأمر فهو بمثابة دعم حقيقي مؤثر به يكتمل دور المدرسة وتحقق ايجابية ولي الأمر وتعاونه عن طريق اتصاله الدائم والمستمر بادارة المدرسة ومعلمي ابنائه الذين لابد ان يشعروا بهذا الاهتمام حتي يتداركوا حدوث أي تقصير قد يحدث وبذلك تتحقق المتابعة والتواصل بين المدرسة وولي الأمر والتي تصب في صالح التلميذ.. فلابد لولي الأمر ان يسعوا إلي حضور اجتماعات مجالس الآباء في مدرسة ابنائه وان يدلي بدلوه في العملية التعليمية كما انه لابد ان يحرص علي كرامة معلمي ابنائه حتي وان لم يحالفهم الصواب في بعض المواقف التعليمية فالمعلم رمز للأب والاعتداء علي كرامته يهدف الرمز الذي قد يشجع الابن فيما بعد علي التمادي والتطاول علي رموز كثيرة قد تصل في بعض الأحيان إلي تطاوله علي والديه وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا أما الزاوية الثالثة الأخيرة والتي تمثل رأس المثلث فهو التلميذ أوالطالب فهو هدف العملية التعليمية ولن يتحقق هذا الهدف الا إذا كان ذلك التلميذ ايجابيا ومتعاونا وحريصا علي مستقبله وعليه ان يدرك والديه لم يدخر جهدا في إلحاقه بأفضل المدارس تبعا لقدراتهما المالية بل سعوا ايضا إلي توفير الجو الهاديء كي تحقق التميز والنجاح وكذا معلموه لم يقصروا في حقه بل بذلوا الجهد الجهيد من أجل نجاحه وتميزه.. فليس مقبولا ان يكون المقابل هو استهتار أو تهاون وإذا لم يدرك ذلك التلميذ أو الطالب هذا الجهد المبذول من جانب والديه ومعلمي فلن يجني سوي فشل ذريع لن يشعر به الا حينما يري اقرانه قد تفوقوا وحققوا ما أرادوا فهذا أصبح طبيبا وهذا أصبح مهندسا وذاك أصبح شرطيا لأنهم جعلوا التفوق نصب اعينهم ولم يسعوا مثله إلي التعاون أو الاستهتار حينها سيتذكر هذا التلميذ كيف انه قد اذنب في حق نفسه أولا وكذا في حق آبائه وكذا معلميه.. ان هذا المثلث لن يكتمل شكله الا إذا اتحدت الاضلاع الثلاثة واتصلت فإذا كان هناك مانع في أي منهم ولم يتم علاجه أو تلافيه فإن الشكل لن يتم بمثل ما أري أو خططه بل سيتحول إلي أشبه بمثلث رعب سيكون المجتمع أحد ضحاياه.. ختاما لابد أن نسعي جميعا أن نقف حجر عثرة ضد كل ما يعوق العملية التعليمية حتي يتحقق الهدف المنشود.. وكل عام دراسي وأنتم بخير. |
نشرت فى 8 سبتمبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,798,701
ساحة النقاش