الثأر والقصاص

وبالرغم من أن الشريعة السمحاء قد وضعت حد القصاص والذي لايعد ردعا ولا تأديبا فحسب ولكنه للأمان والاستقرار‏.‏
قال تعالي‏:‏ ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون
ويذكر الدكتور أحمد الشرباصي في كتابه القصاص في الإسلام ليس في العالم كله قديمه وحديثة عقوبة تفضل عقوبة القصاص فهي أعدل العقوبات إذ لايجازي المجرم إلا بمثل فعله وهي أفضل العقوبات للأمن والنظام لأن المجرم حين يعلم أنه سيجري بمثل فعله لايرتكب الجريمة غالبا والذي يدفع المجرم بصفة عامة للقتل والجرح هو تنازع البقاء وحب التغلب والاستعلاء‏.‏
فإذا علم المجرم أنه لن يبقي بعد ارتكاب جريمته لأبقي علي نفسه بإبقائه علي فريسته‏,‏ وأما من يتولي القصاص فهو إمام المسلمين ومن يجري مجراه فيجب عليه استيفاء القصاص عند مطالبة الولي لأنه حق الآدمي ويجب علي القاتل تسليم نفسه‏.‏
والشريعة الاسلامية في الوقت الذي أباحت لولي الدم أن يطالب بالقصاص حببته في العفو بأسلوب رائع وجذاب
قال تعالي‏:‏ فمن عفا وأصلح فأجره علي الله والشريعة السمحة حببته في العفو المقيد الذي تؤخذ معه الدية بأسلوب ترضاه النفوس وتزول به الحزازات من الصدور‏,‏ فالقرآن الكريم حين قال ياأيها الذين آمنو كتب عليكم القصاص في القتل‏,‏ سارع فقال في الآية نفسها مذكرا بالعفو محببا منه فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة‏.‏
وحين قال تعالي وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس سارع في الاية نفسها فذكر بالعفو وحبب فيه ووعد عليه بالأجر واعتبره تصدقا واليه يجري المتصدقين فقال فمن تصدق به فهو كفارة له
وعن أنس بن مالك أن رجلا أتي بقاتل قريبه الي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له النبي‏:‏ اعف عنه‏,‏ فأبي‏,‏ فقال‏:‏ خذ الدية فأبي‏,‏ قال اذهب فاقتله فإنك مثله‏.‏ فارتدع الرجل ولم يقتله وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال‏:‏ ماعفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزا رواه مسلم