أماكن في القرآن وادي حنين
كتب: سهير طاهر قال جل شأنه( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) سورة التوبة الآية25.
هنا يحدثنا الله عزوجل عن غزوة من غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم ونصره له في مواطن للحرب كثيرة مثل الغزوة التي وقعت في وادي حنين وسميت بغزوة حنين, وهذا الموقع واد بين مكة والطائف كما ذكر في تفسير الجلالين, وهذه الغزوة حدثت في العام الثامن هجريا.
وقد وقعت الغزوة بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف العربيتين, في وادي حنين بين مدينة مكة والطائف, حيث انتصر المسلمون عليهم.
يذكر في هذه الموقعة أنه لما تم فتح مكة علي أيدي المسلمين, اجتمعت قبائل هوازن وثقيف وبني هلال وقرروا محاربة المسلمين بدافع العداوة للإسلام كدين جديد, وصلت أخبار هذه الحرب التي تجهز لحرب المسلمين للرسول صلي الله عليه وسلم, فاستعد بجيش كبير, وبه بعض المسلمين حديثي الإسلام, وكان جيش المسلمين عشرة آلاف وجيش الكفار أربعة آلاف, ولكثرة عدد المسلمين وثقتهم أنهم هم الغالبون, انزعج الرسول صلي الله عليه وسلم, وقام مالك بن عوف من هوازن بوضع جيشه علي هيئة كمائن في مداخل ومضايق وشعب وادي حنين وهو يقع في منطقة جبلية وعرة بين مكة والطائف, وسبقوا المسلمين علي أن يفاجئوهم ويقاتلوهم بالسهام, فلما دخل المسلمون وادي حنين وهم لا يعرفون ما تم تخطيطه لهم, فزعوا من السهام المنهالة عليهم من كل مكان, فهذا أصاب المسلمين بالفزع والخوف وبدأوا يتراجعون بدون تنظيم, في ذلك الوقت قام الرسول صلي الله عليه وسلم بشحذ همم المسلمين وعرض نفسه في صدارة الحرب وانحاز جهة اليمين ثم نادي عليهم بالجهاد من المهاجرين والانصار وأهل بيعة الرضوان, فاجتمعوا عنده مائة من أنصاره واصحابه فقال له: الآن حمي الوطيس.
ساحة النقاش