في الأدب الأيسلندي
كتب:د‏.‏ مينا بديع عبد الملك


أثارت فينا انفجارات بركان أيسلندا الكثير من الفضول في معرفة تراث وميراث الشعب الأيسلندي‏,‏ فوجدت في الأدب الأيسلندي الكثير من تراث هذا الشعب‏.‏

 

يرجع تاريخ الأدب الأيسلندي إلي أكثر من‏1000‏ عام‏,‏ ولم يكن لدي الأيسلنديين أدب مكتوب في المرحلة الأولي من ذلك التاريخ‏,‏ ولكنهم كانوا يحفظون في ذاكرتهم الشعر والقصص التي تعود إلي تاريخ قديم جدا‏.‏ وهي قصائد وقصص عن الأحداث البارزة التي لم تقع في بلادهم وحدها‏,‏ وإنما جرت بين جيرانهم من الدول القريبة‏,‏ وخاصة النرويج والسويد والدنمارك‏,‏ تلك البلاد التي نزح منها أجدادهم‏.‏
وقد كان إستيطان أيسلندا حوالي‏870‏ م حدثا هائلا في حد ذاته‏,‏ ترك أثرا في ذاكرة الأمة‏,‏ ومهد لميلاد القصص والحكايات‏.‏ ولم يكن للأيسلنديين في بداية استيطانهم كتب‏,‏ ولذلك فقد مر منذ إنشاء الدولة الأيسلندية عام‏930‏ م وبداية عهد الكتابة التدوين حوالي نهاية القرن‏11‏ م ـ وقت من الزمن ملائم لنضج قصص البطولة والأبطال الأوائل في التراث الشفهي‏.‏
وينقسم تاريخ الأدب الأيسلندي‏,‏ علي التقريب‏,‏ إلي ثلاث مراحل‏:‏
المرحلة الأولي مرحلة الأدب الشفهي‏,‏ وهي الفترة منذ بداية الاستيطان حتي عام‏1100‏ تقريبا‏,‏ في هذه الفترة كانت القصائد تحفظ في الذاكرة وظلت أخبار الأبطال والأحداث التي ترجع إلي عصر الاستيطان أو ما قبله حية واضحة المعالم وكانت قصص الأحداث البارزة القديمة تحكي بهدف التعليم أو التسلية‏.‏ ويطلق علي هذه الفترة عصر التراث‏.‏ وقد تمت الأعمال الأولي المكتوبة باللغة الأيسلندية خلال نهاية القرن‏11‏ م‏,‏ وفيها ترجمات عن اللاتينية لكتب دينية تحوي حياة القديسين والمواعظ‏...‏ الخ‏,‏ وفيها أيضا كتب تاريخية وغير ذلك من الكتب مثل كتب القانون وسلاسل الأنساب وكتب التاريخ الموجزة‏,‏ وكتاب أري العلامة ـ عن ايسلندا ـ يعد مثلا بارزا في هذا‏.‏ ومن هنا يمكن أن يطلق علي القرن‏12‏ م أنه عصر المعرفة‏.‏
وبمرور الزمن قطعت كتابة التاريخ الأيسلندي مرحلة ملحوظة في تطورها مما أدي إلي إبداع أدب قصصي غني متنوع‏.‏ وقد أدخلت كلمة ساجا‏Saga‏ الأيسلندية في اللغات الأخري لوصف هذا الأدب‏.‏ ويرجع تاريخ أقدم ساجا محفوظة إلي نهاية القرن‏12‏ م‏,‏ثم كتبت أحداثها حوالي عام‏1300‏ م‏.‏ فالمرحلة الثالثة والأخيرة للأدب الأيسلندي القديم‏,‏ من‏1200‏ ـ‏1400,‏ يمكن أن يطلق عليها عصر الساجا‏.‏
بعد عصر الساجا لم يكتب شيء من الأدب النثري الأصيل جدير بالذكر‏,‏ حتي النصف الثاني من القرن‏16‏ م‏,‏ ذلك العصر الذي مهدت فيه الحركة الاصلاحية الطريق لأنواع جديدة من الأدب في اللغة الأيسلندية‏.‏
في المرحلة الأولي ـ عصر التراث ـ يوجد نوعان من الشعر‏:‏ قصائد الأيدا‏(‏ الجدات‏),‏ وقصائد البلاط‏,‏ وقد كان لكل نوع من هذين النوعين جذوره في التراث الاسكندنافي‏,‏ وكانت أقدم قصائد هذا الشعر مكتوبة باللغة الاسكندنافية ولكنها في معظمها كانت ايسلندية‏,‏ ولم يحفظ هذا الشعر إلا في أيسلاندا وحدها‏.‏
ويرتبط أقدم الشعر الأيسلندي بالمعتقدات الوثنية‏.‏
لكن الأيسلنديين كتبوا كذلك شعرا من نوع آخر‏,‏ وهو ما يسمي بشعر القصور‏,‏ وهو شعر يختلف عن شعر الجدات شكلا ومضمونا فهو يتسم بدقة الشكل وفنيته‏.‏ وحين كان الشعراء الشباب يذهبون إلي الخارج‏,‏ كانوا يتجهون إلي قصور بعض الملوك الملوك فيلقون أمام الملك قصيدة المديح‏,‏ يشيدون فيها بأعماله المجيدة‏,‏ وكان الملك يكافئهم عن ذلك بالعطاء والشرف‏.‏
إن الساجا الأيسلندية وشعر الجدات فصل بارز في تاريخ الثقافة العالمية‏,‏ والمخطوطات التي تحفظ لنا ذلك هي أهم كنز أدبي في تراث الشعب الأيسلندي‏.‏
 

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 56/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 110 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,866