الوئام العائلي في رمضان
ميرفت عبد التواب
علماء النفس يعتبرون الصيف موسم التوترات, لان حرارة الجو تزيد من نسبة الحساسية والتوتر المصحوبين بانفعالات نفسية عديدة.
لكن ماذا يحدث لو صاحب الصيف صياما هل سيشتعل المنزل أم سيسود الوئام وكيف نستثمر ايام رمضان في اعادة حسابات النفس بين الزوجين لتعود السعادة إلي البيوت.
الدكتور محمد طلبة عويضة استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر يفسر حالة الاسرة اليوم فيقول أن حرارة الجو المرتفعة تزيد من حيوية عمل الجسم وقوة حركته سواء سلبا او ايجابا ومع عطش الصيام وارتفاع نسبة الرطوبة لايجد الجسم مايرطبه من عرق لعدم تناول السوائل مما يحدث اختلالا في التوازن النفسي الذي يؤدي إليالعصبية المفرطة في المنزل والعمل والشارع بل احيانا كثيرة يفقد الصائم السيطرة علي كل انفعالاته.
والمعروف أن الزوج يصب انفعالاته غير المسيطرة علي زوجته وابنائه بمجرد دخوله البيت وذلك في صورة اندفاعات عدوانية, يحدث نفس الشيء مع الزوجة فيشتعل البيت من حدة الانفعالات المصاحبة للصيام مع تأثير حرارة الجو مما يزيد من المشكلات والتوترات خاصة اذا كانت الحوارات عن زيادة الاسعار وتحمل الميزانية أعباء الشهر الكريم الذي يعقبه العيد بنفقاته ثم دخول المدارس.
حول السبيل الي وئام عائلي وعلاقة تسودها الرحمة بين الزوجين, مستثمرين الروحانيات ننصح بأن يتحلي الزوجان بالهدوء الذي ينبعث من جو رمضان واتخاذ الايام المباركة فرصة للتفكير فيما سبق خلال العام الماضي والحوار في الايجابيات والسلبيات علي أن يكون ذلك في فترة مابعد التراويح حيث النفس مطمئنة وهادئة وأن تكون جلسة الزوجين بدون الابناء والمناقشة بلا عصبية أو إلقاء اللوم من أحد الطرفين علي الطرف الآخر وعلي الزوج أن يسيطر علي انفعالاته بمجرد دخوله المنزل والقاء تحية وكلمة طيبة تزيل أي توتر وتمنح للأسرة الاطمئنان موضحا أن الزوجة العاقلة هي التي تدرك أن الضغوط والالتزامات علي الرجل وراء ردود أفعاله السريعة, فالمؤكد أن تقدير الزوجين لدور كل منهما كفيل بإذابة أي توترات بل يدفع الي الاحترام والاحساس بالمسئولية, فالزوج لابد أن يضع نفسه مكان زوجته ليحكم علي معاناتها وجهدها المبذول.
وينصح الدكتور عويضة الزوجين برسم صورة ناجحة لدور كل منهما ويطالبهما بالمناقشة الرمضانية الروحانية وبالاعتراض علي الخطأ بمودة ورحمة حتي لاتتراكم الانفعالات ويحدث الانفجار في لحظة غير متوقعة.
أن ساعات اللهو والترويح عن النفس لاتتناقض مع الشهر الكريم فالجلوس مع الابناء للسمر يمنح الاسرة الترابط وتشيع الراحة النفسية اضافة الي علاقات صلة الرحم لإعطاء الابناء القدوة وأن يكون حديث الجميع بعيدا عن المشكلات والازمات لأن ذلك الشهر فرصة عظيمة لاشباع الاسرة بمدد روحاني يستمر معها لرمضان القادم.
وأشار في النهاية الي أن النوم والتكاسل عن العمل يناقض أهداف الصوم لذلك علي الوالدين عدم الافراط في السهر أمام شاشة التليفزيون التي تهدر الوقت وتبدد طاقة الذهن وتستثير الانفعالات بل وتعوق الاسرة بكامل افرادها عن القيام بالواجبات الدينية والدنيوية والتقارب مع الناس والاستفادة من هذا الشهر علي التواصل ونسيان الخصام وهو فرصة ذهبية للوئام العائلي.
ساحة النقاش