الكسب أكبر من الجهاد!
كتب:د. حمدي عبدالعظيم
قد لا يعلم الكثيرون أن الكسب أعظم درجة من الجهاد, إذ يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لأن أموت بين شعبتي رجلي أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله أحب إلي من أن أقتل مجاهدا في سبيل الله.
لأن الله تعالي قدم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضله علي المجاهدين بقوله تعالي: وآخرون يضربون في الأرض( سورة المزمل/20). ولا يخفي أن تحصيل الكسب بعين المرء والدولة علي مواجهة متطلبات الدفاع عن الوطن والصمود في الجهاد ضد الأعداء.
ويروي أن داود عليه السلام كان يخرج متنكرا فيسأل عن مسيرته أهل مملكته حتي استقبله جبريل عليه السلام يوما علي صورة شاب فقال له داود عليه السلام: كيف تعرف داود أيها الفتي؟ فقال نعم العبد داود إلا أن فيه خصلة, قال:.. وما هي؟ قال إنه يأكل من بيت المال وإن خير الناس من يأكل من كسبه فرجع داود عليه السلام إلي محرابه باكيا متضرعا يسأل الله تعالي ويقول: اللهم علمني كسبا تغنيني به عن بيت المال فعلمه الله تعالي صنعة الدرع ولين له الحديد حتي كان الحديد في يده كالعجين في يد غيره.
وفي هذا يقول الله تعالي في( سورة سبأ/10) ـ وألنا له الحديد وقال أيضا في سورة( الأنبياء ـ80): وعلمناه صنعة لبوس لكم فكان يصنع الدرع ويبيع كل درع بأثني عشر ألفا فكان يأكل من ذلك ويتصدق( تفسير ابن كثير) ويقول النبي صلي الله عليه وسلم ـ إن أطيب ما أكلتم من كسب أيديكم وإن أخي داود كان يأكل من كسب يده رواه البخاري.
ويقول أيضا: طلب الكسب بعد الصلاة المكتوبة هي الفريضة بعد الفريضة وتلا قوله تعالي: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله( سورة الجمعة/10)
ساحة النقاش