سوريا غنيم :
النفس التقية..أصحابها نفوسهم صافية لا يشغلون أنفسهم إلا بما يرضي الله الواحد القهار..قال تعالي:( ونفس وما سواها)( فألهمها فجورها وتقواها) الشمس8,..7وقال تعالي:( وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) آل عمران133.
ويقول الإمام علي رضي الله عنه: إن لله عبادا كمن رأي أهل الجنة في الجنة مخلد, ومن رأي أهل النار في النار معذبين, شرورهم مأمونة وقلوبهم محزونة, وأنفسهم عفيفة, وحوائجهم حفيفة, صبروا أياما قليلة لعقبي راحة طويلة, أما بالليل فصافوا أقدامهم تجري دموعهم علي خدودهم يجأرون إلي الله: ربنا ربنا, يطلبون فكاك رقابهم, وأما بالنهار فحلما وعلماء بررة أتقياء ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضي وما بالقوم من مرض وتقول خالطوا ولقد خالط القوم أمرعظيم.
والدكتور عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: في قول الإمام علي رضي الله عنه رصد دقيق وتحليل عميق لمواصفات أصحاب العزمات الصادقة, والنفوس التقية, والهمم العالية الأبية يقدمها لنا ربيب بيت النبوة ومفتاح باب مدينة العلم الإمام علي كرم الله وجهه وفي مقدمة هذه المواصفات أن هؤلاء القوم شرورهم مأمونة لأن نفوسهم صافية..هم بين مخافتين, بين أجل قد مضي لايدري أحدهم ما الله فاعل به, وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه..انفسهم عفيفة لا يتطلعون إلي ما في أيدي الناس حوائجهم خفيفة..كانوا من الحكمة أن صبروا علي الفاقة أياما قليلة رجاء أن يمن عليهم الله ويمتعهم بالراحة الطويلة في فردوس الجنان..اقدامهم بين خالقهم يتضرعون بالتوسل والدعاء طالبين من الله الوهاب أن يمن عليهم بفكاك الرقاب..بالنهار يسيرون في معترك الحياة يتقدمون الركب بهمم عالية بحلم وعلم..وبر وتقوي..ينظر إليهم الناظر يحسبهم مرضي..والحق انهم اتقياء ينتظرون أمرا عظيما..قال تعالي:( لمثل هذا فليعمل العاملون) الصافات.. وقال تعالي:( ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) المطففين..26هذا ما وعد الله به اصحاب الانفس التقية والقلوب العفة النقية.
ساحة النقاش