تعليم القراءة والكتابة . تعليم القراءة والكتابة والنطق .اهمال تعليم القراءة والكتابة مضر لذوي الاحتياجات الخاصة

مديرة التربية الخاصة بتعليم البنات. د. فوزية أخضر ل «الرياض»:
أرفض تعليم لغة الإشارة للصم. وإهمال القراءة والكتابة والنطق «مضر» في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة




كتب مندوب «الرياض»:


رفضت د. فوزية أخضر مديرة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم لتعليم البنات تعليم لغة الاشارة والاعتماد عليها في تعليم المعوقين سمعياً وغير سمعي. وقالت إن الاعتماد على لغة الاشارة مضر جداً واغفال القراءة والكتابة والنطق أضر منه جاء ذلك في الحوار التالي:



بخصوص لغة الإشارة ورفضك لقبولها كلغة لتعليم الصم، وتوجيهك لتعليم الصم القراءة والكتابة فهل يمكن أن تحدثينا عن ذلك.. ما هي طرق التواصل المستخدمة في تعليمهم؟

- حرب الوسائل والطرق في تعليم المعوقين سمعياً وأنا أقول المعوقين وليس المعاقين لأن اعاقتهم كانت من المجتمع الذي فرض عليهم هذه الإعاقة. ولم يساهم في التغلب عليها عن طريق التأهيل النطقي والتدريب السمعي، وتعليمهم القراءة والكتابة.

وقد نشأت ظاهرة حرب الطرق والوسائل في طرق التواصل معهم وطرق تعليمهم، وأكثر هذه الاختلافات كانت تتلخص في ثلاث طرق هي طريقة التأهيل السمعي والنطقي وطريقة التواصل اليدوي وطريقة التواصل الكلي، التي تجمع بين الطريقتين السابقتين. وينظر البعض لهذه الحرب على أنها ظاهرة صحية تنبئ عن أحاسيس صادقة للوصول بتعليم هذه الفئة الى أعلى المستويات، كما ينظر اليها البعض الآخر. على انها ظاهرة أصبحت تشكل عائقاً أمام رسم سياسة واضحة في تعليم هذه الفئة، وأنا واحدة منهم، لأن الاختلاف قد يكون مقبولا لدى الدول والديانات الأخرى، أما لدينا في الدول العربية والدول المسلمة فهو مرفوض تماما وبكل المقاييس، لأن هذا الجدل وخاصة من المختصين في المجال يجعل صناع القرار قد يتخذون سياسات وقرارات مصيرية خاطئة تسيء لهذه الفئات في عقيدتها ودينها، مثال: الصم وضعاف السمع فئة مكلفة بأداء جميع فرائض الإسلام وأقربها بل وأهمها الصلاة. وأبسط حق من حقوقهم علينا أن نعلمهم القراءة والكتابة لمعرفة صور الصلاة، وكيف يستطيعون حفظ سور الصلاة وهم أميون لا يقرأون ولا يكتبون ولا يسمعون ولا يتكلمون؟

وهذا مما يجعلني أصر على رفض تعليمهم لغة الاشارة والاعتماد عليها وإغفال القراءة والكتابة والنطق؟

ومن ناحية أخرى فنحن أمة «إقرأ» وهي الكلمة الأولى التي نزلت على معلم البشرية الأول صلى الله عليه وسلم، هي كلمة إقرأ ولم تحدد الفئة التي تقرأ، وبما أننا أمة إسلامية، فإنه اهم متطلباتنا تعلم وتعليم لغة القرآن أي اللغة العربية بجميع حروفها وقواعدها حتى للذين لا ينطقون بها من المسلمين فهم مطالبون بتعلمها وقراءتها، والصم مكلفون ومطالبون بجميع متطلبات الفروض والأركان الخاصة بالإسلام ولا تسقط عنهم متطلبات الصلاة والتي من أهم متطلباته هي قراءة القرآن.

ولو لم يتعلموا القراءة والكتابة لما تعلموا القرآن الذي هو كلام الله وصفة من صفاته ولا يمكن كتابته وقراءته بلغة الإشارة المتبعة مع الصم حالياً. لأنها لا تحمل نفس المفردات ولا الجمل ولا الحروف ولا المصطلحات ولا القواعد.

٭ يقولون أننا يجب أن نترك الصم هم الذين يختارون الطريقة التي تريحهم في التعليم سواء بالطريقة الشفهية او الطريقة اليدوية فما هو رأيك كمختصة إضافة لكونك أماً لأحد هذه الفئات؟


- الواقع انني أشفق على هذه الفئة، التي تعتبر ضحية لمخرجات تربوية خاطئة، فهم لم يتعلموا بالطريقة الصحيحة ولم يشرح لهم عن فوائدها، وأنا لا ألومهم إذا رفضوا تعلم القراءة والكتابة ، وفضلوا التواصل بالإشارة وخاصة فئة الكبار منهم لأنها اسهل عليهم في التواصل وخاصة مع بعضهم البعض. كما أنهم لم يعرفوا بمزايا التعليم الدنيوية والدينية على الشهادة الثانوية وتوظفوا، فهذا يكفي وهذا ما يوضح لهم من قبل مترجمي الا شارة بالطبع ولم تعط لهم الفرصة لتذوق حلاوة التعليم والتثقيف الذاتي والتواصل بالاعتماد على النفس والثقة بالنفس والبعد عن الاعتماد الكلي على مترجمي الاشارة إضافة الى انهم يستسهلون لغة الإشارة ولم يتعلموا غيرها، مع العلم أن هناك مواقف واستغفالا واستغلالاً تحدث لهم من بعض مترجمي الاشارة الذين لا يخافون الله، وأنا بحكم قربي الشديد واحتكاكي المباشر بهذه الفئات فإني أعرف عن تلك الكثير ومرت علي مواقف عديدة من المواقف المادية والمعنوية، فقد ذكرت لي حادثة بين أصم وزوجته الصماء وقبل الذهاب للمحكمة ساوم المترجم الذي سوف يقوم بالترجمة كلا من الزوج والزوجة من يدفع له أكثر يقوم بالترجمة التي تساعده على كسب القضية وتجعله يفوز بها وهذا مثال بسيط جدا لما تتعرض له هذه الفئات من استغلال اجتماعي، لذلك فأنا متحمسة جدا لتعليمهم التواصل عن طرق القراءة والكتابة حتى أبعد عنهم هذا الاستغلال الذي يعتبر نوعاً من أنواع العنف والإيذاء بل أشدها لأنه يتعرض لفئة حرمت من اهم حاستين من حواسهم هما حاستا السمع والكلام، وهناك مواقف مأساوية تتعرض لها هذه الفئات سواء من المترجمين في المجتمع أو في المحاكم أو المرافق الخاصة والعامة.

٭ هذا سبب وجيه من الناحية الاجتماعية لتعليمهم القراءة والكتابة، ولكنك ذكرت أن هناك أسباباً دينية فما هي الاسباب الدينية التي تتطلب تعليمهم القراءة والكتابة وليس الاشارة؟

- هؤلاء على الرغم من إسلامهم العميق وإيمانهم الصادق وحبهم الشديد لمعرفة ابسط امور دينهم إلا أنهم يفتقدون ومع الأسف أبسط مقومات المؤمن الحق وهي قراءة القرآن وكتابته، او حفظ الفاتحة وبعض سور الصلاة على الأقل فهم لا يجيدون نطقها وإن تعلموها فهم يتعلمونها بحروف الهجاء والقاموس الإشاري الذي تختلف حروفه عن حروف اللغة العربية التي نزل بها القرآن. وهذا هو موضع الخلاف بيني وبين مؤيدي لغة الإشارة، وأنا أرغب في مناقشة هذا الأمر مع المشائخ، فهل فئة الصم وضعاف السمع مكلفون بجميع فرائض الإسلام وأحكامه أم تسقط عنهم تلك الاحكام لكونهم لا يسمعون؟ مع تمتعهم بالعقل والفطنة والذكاء مثل السامعين وتنقصهم فقط طريقة التواصل وهل يمكن أن يتعلموا قراءة القرآن بأحرف وجمل لغة الإشارة التي تختلف عن أحرف اللغة العربية؟

ويهمني جداً هذا الأمر من أكثر من ناحية:

- أولاً لأن إبني وزوجته من هذه الفئات ويهمني جداً ان أعرف تماما ما هو المطلوب منهم، وهل هم مكلفون ، أم لا؟

ثانيا: نحن كمسؤولين عن تعليمهم وكمعلمين ومشرفين على تعليمهم يجب أن نعلم ماهي الطريقة التربوية التي لا تخل بالعقيدة في تعليمهم لنقوم بتعميمها ولا نريد أن يكون لنا دور في الإثم لا سمح الله، فعلى الأقل نسعى جاهدين لتعليمهم القراءة والكتابة، ونكف عن تعليمهم لغة الاشارة الأبجدية والقاموس الإشاري او عدم مساعدتهم في الاعتماد عليها كلغة بديلة عن لغة القرآن، ويمكن مساعدتهم في توصيل المعلومة بالإشارة الوصفية كوسيلة مساعدة فقط وليست كلغة، وخاصة مع هؤلاء الضحايا الصم الكبار الذين تعودوا عليها ولم يتعلموا غيرها، وحتى لا يعتمدوا عليها كلغة أساسية ويتركوا اللغة العربية.

وإنني ومن خلال هذا المنبر الإعلامي أطالب العلماء والشائخ والمسؤولين وصناع القرار في التربية والتعليم، وفي التعليم العالي مناقشة هذا الأمر سريعاً والخروج بقرارات حازمة وصارمة بحيث لا نترك مجالاً للمناقشة والاختلاف، لتوضيح ذلك وبأسرع وقت لهم ولأسرهم، حتى لا يظنوا أن ترجمة القرآن بالإشارة او تعيين مترجمي اشارة في جميع القطاعات والمؤسسات الخاصة والعامة، او تعيين مترجمي اشار في جميع برامج التلفزيون هو الحل الأمثل لمثل هذه المشكلة لأن المشكلة أعمق من ذلك بكثير وهذه مسؤولية المجتمع بجميع قطاعاته ومؤسساته وليست مسؤولية المختصين فقط لأنها خرجت عن كونها ظاهرة جدل صحية كما يقال وأصبحت ظاهرة مدمرة لأنها ظاهرة تمس العقيدة والدين ولا يجب أن يترك الجدل فيها للمختصين فقط او للصم أنفسهم، كما ان مترجمي الإشارة هم غير مؤهلين ولم يتعلموا الإشارة وفق معايير مقننة، وإنما حصلوا عليها بالممارسة والخبرة دون علم أو دراسة.

ولماذا تعليم البنات افضل من البنين؟ ولماذا يقبلون في كلية التربية للاقتصاد المنزلي للحصول على بكالوريوس والبنين لم يقبلوا سوى في الدبلوم؟
- اختلاف وجهات النظر قد يكون ظاهرة صحية كما يقال وهذا إذا كان الأمر متساويا في المصالح، ولكن في حالة اختلاف وجهات النظر بين تعليم الصم القراءة والكتابة او لغة الاشارة فهذه تعتبر ظاهرة مدمرة وليست صحية، وخاصة حينما يصدر ذلك من كبار المسؤولين وصناع القرار، ويجب أخذ رأيهم في جميع القرارات المصيرية التي ترتبط بمصيرهم وحياتهم، ما عدا تعليمهم القراءة والكتابة او الإشارة لأن هذا مصير إسلامي يتوقف عليه عقيدتهم، وفي هذه الحالة يجب ألا يؤخذ رأيهم.

 

 
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 55/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 133 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,915