محاذير لمرضى ارتجاع العصارة المعدية إلى المريء
كتبت - إيناس عبدالغنى :
يأتى شهر رمضان الكريم بعباداته وخيراته حاملا معه السلام مع النفس والطمأنينة لشعور كل منا بالاقتراب أكثر من الله سبحانه وتعالي، ولكن هناك من لا يشاركوننا فرحتنا بالصيام لمرضهم.
بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى أعطى لهم رخصة الإفطار كما أن هناك آخرين من المرضى يمكنهم الصيام ولكن بإقلاعهم عن العادات الغذائية الخاطئة التى يتبعونها منهم مرضى ارتجاع العصارة المعدية إلى المريء، حيث أنهم يكثرون من تناول الطعام الدسم عند الإفطار وبكميات كبيرة، بالإضافة إلى شرب كميات هائلة من السوائل مع طعام الإفطار مما يؤدى إلى صعوبة الهضم نتيجة لتخفيف العصارة المعدية ويقول الدكتور أشرف الزغبى أستاذ الجراحة فى كلية طب عين شمس إنه إذا علمنا أن الطعام الدسم يؤدى إلى زيادة إفراز الحامض المعدى ومعه تبدأ معاناتهم بعد الإفطار وتستمر حتى السحور حتى يتم هضم هذا الكم الهائل من الطعام وخلال هذه الفترة يشعر المريض بحرقان على الصدر أو كما يقول بعض المرضى نار على صدره ويبدأ المريض فى تناول مضادات الحموضة والأدوية التى تقلل من إفراز الحموضة حتى تهدأ هذه الأعراض وما إن تهدأ هذه الأعراض حتى يبدأ المريض فى تناول الحلويات الدسمة مثل (الكنافة والقطايف) مما يزيد من إفراز الحموضة مرة أخرى والتى تستمر وحتى السحور ومع بداية تناول طعام السحور وبكميات كبيرة حتى لا يشعر بالجوع طوال النهار ومع شرب كميات كبيرة من السوائل حتى لا يشعر بالعطش فترة الصيام ويشعر المريض مرة أخرى بالحرقان لزيادة إفراز الحموضة طوال النهار ولكن هذا الشعور تخف حدته تدريجيا بعد عملية الهضم مما يشعر المريض بالراحة من العصر وحتى المغرب لخلو المعدة من الطعام وهنا يشعر المريض بأهمية الصيام وأنه أفضل حل لعلاج حالته إذا أقلع عن اتباع العادلات الغذائية الخاطئة والتى يلخصها لنا د. أشرف الزغبى عدم الإفراط فى تناول طعام الإفطار خاصة الدسم منه، كما عليه ألا يملأ معدته بالطعام أثناء الإفطار والابتعاد عن تناول السوائل بكميات كبيرة عند الإفطار والأفضل هنا هو الإفطار على قليل من التمر المبلل بالماء أو الخشاف أولا ثم الذهاب إلى صلاة المغرب حتى يرتفع السكر فى الدم وتقل شراهة المريض للطعام وهنا يبدأ فى تناول طعام الإفطار بكميات معقولة وأن يتجنب ملء معدته بالطعام ثم يذهب لأداء صلاة التراويح التى تساعد على هضم الطعام وبعدها يمكن أن يتناول قطعة واحدة من الكنافة وأن يتناول معها طعام بكميات قليلة ومعقولة وأن يشرب السوائل والماء ويقل الإحساس بالحرقان والنار التى على صدره طوال النهار والليل بشكل كبير جدا لدرجة أن معظم هؤلاء المرضى يستغنون عن تناول الأدوية المضادة للحموضة ويستمتعون بالصيام الذى يكون أفضل فرصة لعلاج حالتهم بدون أدوية أو جراحة. وفى النهاية يوضح د. أشرف الزغبى أن المرضى الذين تظل معهم هذه الأعراض بالرغم من كل هذه المحاذير عند تناول الطعام ولا يستغنون عن مضادات الحموضة والأدوية التى تقلل من إفراز الحمض فإننا نخيرهم بعد انقضاء شهر الصيام بين أمرين إما الاستمرار فى تناول هذه الأدوية مدى الحياة مع تنظيم الطعام قدر الإمكان وإما أن يتم إجراء جراحة لمعالجة الارتجاع بالمنظار عن طريق البطن حيث يتم علاج فتق الحجاب الحاجز ولف المعدة أسفل المريء وهى عملية بسيطة وسهلة وآمنة وتجرى كثيرا والنتائج فى مصر أصبحت تعادل نسبة النجاح فى أفضل المراكز الطبية العالمية.
ساحة النقاش