| د. مبروك عطية يكتب: حديث الصيام.. ٤-ارحموا أطفالكم ١٤/ ٨/ ٢٠١٠ |
|
فى الحديث الصحيح: «ليس منّا مَن لم يرحم صغارنا» وقد روى مسلم فى صحيحه كذلك أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يؤتى ببواكير ثمر المدينة، فيفرح لذلك، ويتذوقه، ويعطيه أصغر من حضر مجلسه من الأطفال، قال النووى فى علة ذلك: لأن الأطفال لا صبر عندهم. وهكذا تكون الرحمة بهم، بمراعاة أنهم لا يصبرون وليس معنى ذلك أنهم كفرة وفاسقون، ولكنهم عاجزون عن الصبر لضعفهم، فليرحم الآباء والأمهات أطفالهم الصغار، غير القادرين على الصيام. إن بعض الآباء يمسك العصا، ويضرب طفله، ويقول له: لابد أن تصوم فأنت مسلم، ويشبهه بالأنعام، خاصة إذا كان الولد أو البنت بديناً. ولا تعنى البدانة ولا ثقل الوزن قدرة على تحمل الجوع والعطش. وهذه قسوة على الأولاد ما أنزل الله بها من سلطان، وهو بذلك يُكَرَّه ولده فى الدين، والحق أنه لو أراد الصواب، ورأى الطفل صائماً لقال له: افطر فأنت مسلم. والإسلام جميل لأنه لا يقسو عليك، إنه يرحم ضعفك، ويعلم قلة صبرك، والله يحبك، ويرحمك، ويريد بك اليسر فلا تعذب نفسك يا ولدى، وكل واشرب وإن شاء الله تكبر، وتبلغ، وتقوى على الصيام، وعند ذلك فَصُم، ولا بأس أن يُعّوده على الصيام، بأن يمتنع عن الطعام والشراب مدة من النهار إلى الظهر مثلاً، أما أن يفرض عليه ما لم يفرضه عليه الله فهذا شطط ومغالاة وهو يعلم ولده النفاق، إذ إن بعض الأولاد يخشى ضربه من أبيه إذا رآه يأكل فى نهار رمضان، فإذا نام أبوه أو غاب هرع إلى أمه، فاستعطفها واسترحمها فأطعمته وأوصاها بألا تخبر أباه الذى صار مفتياً على آخر الزمن بذلك، وتفعل الأم، وتصبح كاذبة هى الأخرى وهى صائمة، والكذب حرام لاسيما الكذب فى الصيام، وعلام ذلك كله والدين واسع، ورحمة الله - عز وجل - أوسع، وقد قال عز وجل فى المكلفين الكبار المخاطبين بلغة الشرع: «ما جعل عليكم فى الدين من حرج»، فما بالك بالصغار الضعاف، الذين لا يصبرون، وبعض الناس يقولون إن أولادنا باسم الله ما شاء الله يصومون ويحبون الصيام، وهذا أيضاً فيه قسوة عليهم ماداموا صغاراً، فلا ينبغى أن نغرهم بزينة القول فنقتلهم، فإنهم يحبون المدح، مثل آبائهم وأمهاتهم ولكن ينبغى ألا يكون ذلك على حساب حياتهم |
ساحة النقاش