معظم الاندونيسيين.. يجيدون قراءة القرآن بالعربية 40% من اللغة المالوية.. كلمات عربية |
رسالة جاكرتا- فريد إبراهيم |
تشابه العادات والتقاليد الاجتماعية بالنسبة للمناسبات الدينية في كل من مصر واندونيسيا ومن المرجح أن ذلك يرجع لما نقله علماء اندونيسيا الذين جاوروا الأزهر الشريف من مظاهر الاحتفالات المصرية بالمناسبات الدينية سواء في المأكل أو في استقبال هذه المناسبات في رمضان والعيد والسحور وإطعام الصائم وغير ذلك. عرفت اندونيسيا الإسلام منذ القرن الأول الهجري حيث وصلها سنة 30 هجرية وظل ينتشر بها حتي أصبح دين الغالبية وهو ما يبدو من عدد مساجدها التي تتجاوز 600 ألف مسجد. في جاكرتا العاصمة التي لاحظ أوائل الثانوية الأزهرية أنها تشبة القاهرة إلي حد كبير يتحول الليل إلي نهار بمجرد الانتهاء من صلاة التراويح رغم أن الاندونيسيين لا يسهرون كما أن متاجرهم تغلق في الثامنة مساء ومع ذلك يصبح شهر رمضان استثناء لا يقاس عليه. لا تختلف طقوس الشهر كثيراً عما في البلاد العربية حتي في المسحراتية إلا أنهم يقولون: سحور.. سحور. وليس كما يحدث في مصر من أغان مخصوصة للسحور تختلف في آخر رمضان عن أوله. من العادات الطريفة هناك أنهم يستقبلون رمضان بالذبائح كما تعتبر إجازة عيد الفطر أطول الإجازات كما قال مرافقنا المصري محمود حمزة الذي يدرس الدكتوراه هناك وهو يقارن بين التقاليد المصرية والاندونيسية حيث يحصل الاندونيسيون علي ثلاثة أيام إجازة في عيد الفطر تصل أحياناً إلي أسبوع. لكنهم يحصلون علي يوم واحد في عيد الأضحي. كما أن عيد الفطر يعني العودة إلي مسقط الرأس للاحتفال مع الاقارب والأصدقاء وصلة الأرحام كما تزدحم الطرق في الذهاب والإياب وتقع الحوادث كما في مصر تماماً. ويلبس الرجال في العيد الطاقية وما يشبه الجيبة وهو الزي الرسمي كما تلبس النساء أبيض في أبيض. مائدة الرحمن في اندونيسيا من لوازم شهر رمضان إلا أنها تقدم من تبرعات الناس في صناديق النذور بالمساجد طوال العام أما في مصر فيقوم بها الأغنياء فقط وغالباً ما يلتزم بها رجل واحد وكثيراً ما تكون وسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية من قبل أعضاء مجلس الشعب ومن المتوقع هذا العام أن تكون موائد الرحمن علي أعلي مستوي وكذلك بكثافة واضحة لقرب انتخابات مجلس الشعب بمصر. ومائدة الرحمن في اندونيسيا قديمة ترجع إلي مائة عام مضت بدأها السلطان محمود الرشيد في جزيرة سومطرة إبان سلطنة ديلي الإسلامية حيث كان القصر السلطاني يقدم لعابري السبيل طعام عصيدة النيانغ. والعصيدة من المأكولات الموجودة في الريف المصري وكانت تقدم في المناسبات الدينية ومازال المسجد الكبير في سومطرة يقدم مائدة الرحمن كما كان في الماضي أيام السلطان محمود الرشيد أي منذ عام 1906 وعصيدة النيانغ تتكون من الأرز واللحم والجزر والبطاطس وجوز الهند وخضراوات وتوابل وبقول كحب الباكيس وتقدم الوجبة طوال رمضان حتي السابع والعشرين فتقدم بعدها في الأيام الثلاث الأخري وجبة من اللحم والخضراوات والأرز وهي وجبة عادية. تمنح المدارس لطلابها إجازة في اليوم الأول لرمضان وكذلك الأسبوع الأخير كما يتم تخفيف المناهج أثناء الشهر مراعاة لعملية التحصيل ويتم إغلاق المقاهي الليلية. ويتسم المسلمون في اندونيسيا بالاعتدال وتتضاءل نسبة المتشددين الذين درسوا في بلاد لها نظرتها الخاصة لكثير من الأمور الحياتية بحيث تعتبر التقاليد والعادات ضمن إطار الدين فتلتزم بما لا يلزم لكن معظم الاندونيسيين المسلمين يجيدون قراءة القرآن باللغة العربية كما أن نسبة اللغة العربية كما قال مرافقنا ونحن نقرأ اللافتات عبر زجاج السيارة تصل إلي أربعين في المائة من اللغة المالوية التي هي اللغة الرسمية للبلاد وبدأ يقرأ الكلمات المكتوبة باللاتينية "مجلس ديوان رعايات" يعني مجلس الشعب "ديوان ولاية" يعني ديوان المحافظة "زكاة واجب فقير مسكين" وتعني الزكاة واجبة للفقير والمسكين. واللغة الاندونيسية ليس فيها نحو ولا صرف كما أن الجمع يكون بتكرار الكلمة ولا وجود للمثني في هذه اللغة التي ينطقها 230 مليون اندونيسي في تعاملاتهم الرسمية. في الأزهر الشريف بجاكرتا- وهو مؤسسة تعليمية دينية تبدأ من المرحلة الابتدائية وحتي المرحلة الجامعية وقد سماها الأزهر فضيلة الإمام الأكبر محمود شلتوت والذي حضر تأسيسها. قال مدير المؤسسة إننا نخرج طالباً يتعلق قلبه بمكة وعقله بألمانيا. وقال إننا عقدنا اتفاقيات علمية كثيرة مع دول خارجية ونتمني أن يمد الأزهر الشريف إلينا يد التعاون وهو حلم طال انتظاره ولعل زيارتكم لنا بداية طيبة لهذا التعاون وقد وعدنا مسئولي المدرسة الذين يتحدثون العربية واحدهم درس بالأزهر بأن نحمل رغباتهم إلي شيح الأزهر الشريف. أما أغرب حالات الشبه بين مصر واندونيسيا فهو ما تعانيه من وسائل الإعلام الخارجية التي تقوم بتصوير المشاكل التي قد تحدث بين القبائل بسبب أمور الحياة إلي أنها صراعات دينية ويبدو الأمر علي غير الحقيقة كذلك ما ينشر من أخبار تتعلق بمذابح ضد المسلمين في اندونيسيا فإنها أخبار بها من المبالغات والشائعات الكثير. وتستطيع أن تتعرف علي الانسان إن كان مسلماً أو مسيحياً من اسم عائلته خاصة في جزيرة سومطرة كما أن عروبة الاسم يكون بالقطع إشارة إلي هوية المسلم أما أحدث الموضات هناك فهو تعريب الاسماء واختيار اسماء عربية للمواليد ولا يحمل الفرد في اندونيسيا الا اسمه وحده وإن كان من العادة أن يكون اسمه مركبا فقد كان اسم مرافقنا الذي يعمل في الخارجية الاندونيسية أحمد مسبحين فلما سألناه عن اسم والده قال عدنان أما مرافقتنا فاسمها: كنتم خير امة وهي ثلاث كلمات من آية كريمة وهي اسمها وحدها. |
نشرت فى 12 أغسطس 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,796,151
ساحة النقاش