روبوكون ٢٠١٠: المعاهد الخاصة اكتسحت المسابقة محلياً.. وتستعد لتمثيل مصر دولياً

  كتب   ياسمين غريب    ٢٧/ ٧/ ٢٠١٠
تصوير - أدهم خورشيد
أحد الطلاب لحظة إعداد الروبوت للمرحلة الأولى من المسابقة

على مدار أربعة أيام متتالية وتحديداً فى الفترة من ١٤ إلى ١٨ يوليو، قام ١٦ فريقاً بالاشتراك فى المسابقة المحلية «روبوكون ٢٠١٠» من مختلف الجامعات والمعاهد الهندسية العليا باختبار الروبوتات الخاصة بهم تمهيداً للمسابقة التى جمعتهم يوم الاثنين قبل الماضى بمجمع الصالات المغطاة باستاد القاهرة.

انطلقت الاثنين الماضى المرحلة الثانية لمسابقة «روبوكون٢٠١٠» المحلية، لاختيار الفريقين اللذين سيمثلان مصر فى المسابقة الدولية، التى ستقام أواخر شهر سبتمبر المقبل، تحت رعاية الدكتور أنس الفقى وزير الإعلام والدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى بمجمع الصالات المغطاة باستاد القاهرة بمشاركة ١٧ دولة.

اعتمدت قواعد المسابقة على ضرورة التزام المشاركين بالدقة والسرعة فى بناء مجسم على شكل أهرامات، والفائز هو الذى ينجح فى وضع طبقات الأهرامات الثلاثة بطريقة صحيحة والانتهاء من بنائها فى وقت قياسى لا يتعدى ثلاث دقائق موزعة على ثلاث مراحل متوالية، الأولى مدتها ٩٠ ثانية لهرم «خوفو» باستخدام روبوت يتم تحريكه يدوياً والثانية تستغرق ٦٠ ثانية لـ «خفرع» باستخدام ٢ روبوت يتم تحريكهما أوتوماتيكيا، والثالثة مدتها٣٠ ثانية لـ«منقرع» باستخدام روبوت «أوتوماتيك» واحد.

«خطة التدريب وتصميم الروبوتات على الكمبيوتر بدأ منذ أواخر أكتوبر الماضى».. هذا ما قاله شريف عصام أحد أعضاء فريق «الصديق»، من المعهد التكنولوجى العالى بالعاشر من رمضان، الحائز على المركز الأول، موضحاً أنه تمت إقامة مسابقات تحفيزية داخل المعهد بمشاركة ١٦ فريقاً تأهل منها ٥ فرق فقط، وأكد أن ما يميزها عن غيرها هو أن كل فئة تسلم خليفتها الروبوت المُصنع لتقوم بإدخال التعديلات عليه.

وأضاف محمد إبراهيم، أحد أعضاء فريق «الفاروق»، من المعهد التكنولوجى العالى بالعاشر من رمضان والحائز على المركز الثانى أن المشاركة فى مسابقة «ربوبوكون ٢٠١٠» تعد الأولى من نوعها بالنسبة لفريقهم حيث كانوا يقومون فقط بالإشراف ومساعدة فريق «فانتوم» الذى شارك العام الماضى وحقق المركز الأول وقتها على المستوى المحلى والثانى على المستوى الدولى.

وحول استعدادهم للمسابقة الدولية، التى ستقام سبتمبر المقبل، أوضح الفريقان أنهما سيقومان بالاستعداد فى أسرع وقت ممكن وسيقومان بتعديل وإصلاح الروبوتات التى شاركت فى المسابقة المحلية ومنهم من سيقوم بتغييرها كليةً ويقوم بتصنيع أخرى جديدة.

«الجامعة لا تقوم بتقديرنا معنوياً أو مادياً يعطوننا فقط اللى نمشى بيه نفسنا».. هذا ما أوضحه محمد محمود الطالب بكلية الهندسة جامعة حلوان، أحد أعضاء فريق «فوتونز».. الحائز على المركز الثالث، متهماً الجامعات الحكومية بالتقصير فى حق الطلبة لانعدام التقدير المعنوى وتحطيم العزيمة والهمة للطلاب، بالقول دائماً بأن مثل تلك المسابقات لا جدوى منها ولا تعود بالنفع عليهم، مشيراً إلى أنهم ينفقون على مشروعاتهم من أموالهم الخاصة ولا تقدم لهم الجامعة سوى مبلغ لا يذكر.

وأضاف: إن حصولهم على أرض للتدريب عليها جاء بعد معاناة مع الجامعة فى مواجهة تعنتها بسبب «الروتين» والقرارات العقيمة المتوقفة على تكلفة الحصول على الأرض.

وتابع أن التصميم والإرادة والثقة فى قدراتهم كانت سبب نجاحهم فى المسابقة واحتلالهم المركز الثالث بفارق نقطة واحدة بينهم وبين فريق «الفاروق»، وقال إنه كانت هناك أزمة ثقة لدى الجامعة فى قدرات طلابها، إلا اننا قمنا بإثبات أننا قادرون على حصد مراكز متقدمة وجوائز، ووجه رسالة لجامعة حلوان قائلاً: «إحنا عقولنا كويسة جداً وبنشتغل بس محتاجين حد يرعانا ويهتم بنا لا أن يحبط من همتنا وإرادتنا».

و تعليقاً على خروج جامعة مصر الدولية، من المنافسة أوضح الدكتور فوزى إبراهيم، المشرف على فريق «الفراعنة ٢» والحائز على جائزة أفضل مشرف، أن الجامعة كان من المقرر لها أن تكون ضمن المراكز الأربعة الأولى إلا أن سوء الحظ كان حليفاًً لهم ومنعهم من التقدم وإحراز مركز متقدم نتيجة لبعض المشكلات الفنية فى الروبوتات.

«أداء الروبوتات جيد لكن لابد من اهتمام الجامعات الحكومية بتمويل تلك المشروعات ورفع القيود عن الطلبة».. هذا ما أوضحته آراء أعضاء لجنة التحكيم بالمسابقة.

وقال د.عبد المنعم وهدان أستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس،: إن المسابقة كانت جيدة وتعد فرصة للطلبة لإقامة مشروعات متكاملة ومتعددة المهام.

وأوضح أن فارق الإمكانيات كان جلياً بين الجامعات الحكومية والمعاهد الخاصة، فطلاب الجامعات الحكومية يقومون بشراء معداتهم من «وكالة البلح» لقلة الأسعار هناك، على عكس المعهد التكنولوجى العالى بالعاشر من رمضان الذى تساعده المصانع هناك على توفير المعدات الجيدة القادرة على التحمل بالإضافة إلى إتاحة الفرصة والمكان للتدريب، وهو الشىء الذى يفتقده طلاب الجامعات الحكومية الذين وصفهم بـ «المظلومين».

 وعلل غياب جامعة عين شمس عن المشاركة فى المسابقة، بانعدام التمويل، وقال إن هناك تقصيراً من الجامعات الحكومية حيال تلك المسابقات، فليست هناك أموال داخل الجامعة نظراًً لتمتع الطلبة بخدمة «التعليم المجاني»، مشيراً إلى أن العملية أصبحت مادية بحتة، كما أكد فى الوقت ذاته أن إمكانات وقدرات طلاب الجامعات الحكومية العقلية أعلى وأكثر كفاءة من طلبة الجامعات والمعاهد الخاصة لكن ينقصهم الاهتمام والرعاية المعنوية والمادية.

ووجه رسالة إلى الجامعات الحكومية، دعا فيها إلى الإكثار من إقامة أنشطة تدريب الطلبة لمساعدتهم فى المشاركة بالمسابقات وإذا لم يحالفهم الحظ فى التأهل فيكفيهم شرف المحاولة، وأخيراً تمنى أن يكون لمصر تمثيل مشرف فى المسابقة الدولية.

وأكد د. سعيد مجاهد، أستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن ضعف أداء بعض الطلبة يرجع إلى ضغط الجامعات الحكومية على طلابها وفرضها قيوداً غير مبررة عليهم، فعلى سبيل المثال إذا تصادف وجود مسابقة مع موعد امتحان لطالب فليس من المتاح تأجيل الامتحان لوقت آخر فى سبيل المشاركة والخوض فى المسابقات، وبالمقارنة بينها وبين الجامعات الخاصة تجد أن الأخيرة تقوم بتسهيل الأمور على طلابها وتشجيعهم فى الوقت ذاته على الخوض فى مثل تلك المسابقات التى من شأنها إطلاق ورفع روح المنافسة والاجتهاد فى نفوس الطلاب.

الجدير بالذكر أن المسابقة دولية، تقام سنوياً من خلال استضافة اتحاد إذاعات آسيا والباسيفيك، انطلقت للمرة الأولى عام ٢٠٠٢ للطلبة من مختلف الجامعات والمعاهد الهندسية العليا، ويقوم الطلاب فيها بتقديم أفكار إبداعية مستوحاة من حضارة الدولة التى تقام فيها المسابقة، لذا ولكون مصر هى الدولة المضيفة هذا العام وقع الاختيار على أهرامات الجيزة باعتبارها إحدى عجائب الدنيا السبع.

وتعتمد فكرة المسابقة، التى اتخذت شعار «الوصول إلى القمة» على الروبوت «اليدوى» الذى يتم التحكم فيه بواسطة جهاز فى حجم كف اليد يستخدمه اللاعب ليقوم بتحريك الروبوت فى الاتجاه الذى يريده، و«الأوتوماتيك» الذى يعمل آلياًً دون تدخل من اللاعب حيث يتم ضبط زر معين فى الروبوت وبمجرد الضغط عليه يسير الروبوت فى الاتجاه المبرمج عليه، بمحاكاة بناء أهرامات الجيزة الثلاثة عن طريق بناء أجزاء محددة من الأهرامات باستخدام مكعبات من «الفلين» كرمز لأحجار الأهرامات.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 57/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 346 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,028